إكسبو أسهم في فتح أسواق جديدة للصادرات الكولومبية

أكدت فلافيا سانتورو، رئيسة الهيئة الحكومية للترويج السياحي والتجاري في كولومبيا «بروكولومبيا»، أن «إكسبو 2020 دبي» لعب دوراً جوهرياً في زيادة صادرات كولومبيا غير التعدينية ووصولها إلى أسواق جديدة، وأسهم في تحقيق رؤية الحكومة الكولومبية بتنويع الأسواق التي تصل إليها منتجاتها، حيث سجلت من خلال مشاركتها في الحدث تزايد اهتمام المشترين من دولة الإمارات ومناطق أخرى في العالم بالمجال الواسع من المنتجات عالية الجودة التي تقدمها كولومبيا.

ولفتت، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أن الإمارات وكولومبيا تعملان حالياً على اتفاقية للتجارة الحرة، بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، وذلك في ظل تنامي الطلب على المنتجات الكولومبية.

وجهة استثمارية

وأشارت سانتورو إلى أن إكسبو 2020 دبي شكل منصة عالمية لإعادة إنعاش الاقتصاد الكولومبي والعالمي، حيث تمّ تنظيمه في فترة كانت صعبة جداً على التجارة العالمية، فبدأت تجارة السلع تنتعش وتنمو وفق تقارير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وأضافت: «أما بالنسبة لكولومبيا، فقد لعب المعرض دوراً بارزاً في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة رائدة للاستثمارات واستقطاب السيّاح الدوليين. وبالطبع، يركز معرض «إكسبو» في مضمونه على هذه المستهدفات، ولكن نحن نرى أن هذه النسخة بالذات من هذا الحدث الدولي في دبي قد وفرّت لنا السُبل المتاحة لتحقيق المزيد من النتائج العظيمة».

إنعاش اقتصادي

وأكدت سانتورو أن هيئة «بروكولومبيا» تهدف لترسيخ مكانة كولومبيا كوجهة رائدة للمشاريع الأجنبية المباشرة والمستدامة، والسياحة الدولية، إلى جانب تصدير أرقى المنتجات غير المعدنية، وأضافت: «تأتي مشاركتنا في معرض إكسبو استجابة لاستراتيجية الإنعاش الاقتصادي التي تركز على تعزيز دور التجارة في أسواق جديدة، كالشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. ويعدّ استشراف المزيد من الفرص الجديدة في الأسواق العالمية ضرورياً بالنسبة لنا، ولذلك نرى دبي ودولة الإمارات العربية عموماً وجهة مثالية لتصدير منتجاتنا، ليس لأنها تمثّل سوقاً بارزاً وحسب، بل لأنها تعدّ منصة عالمية لعمليات التصدير للدول والقارات المجاورة».

مستهدفات تجارية

وحول أهم السلع المكونة لتجارة كولومبيا مع الإمارات قالت سانتورو إن أهم الصادرات غير التعدينية من كولومبيا إلى دولة الإمارات تتمثّل في منتجات اللحوم، والقهوة، والأزهار، والفواكه الطازجة، والحلويات، وغيرها، حيث بلغت قيمة هذه الصادرات غير التعدينية لدولة الإمارات في العام 2021 نحو 32.1 مليون دولار، أي بنسبة 37.9% أكثر من العام 2020 بقيمة صادرات 23.3 مليون دولار. وشهد العام الماضي مشاركة أكثر من 170 شركة كولومبية في عمليات تصدير السلع للإمارات، مقارنة بالعام 2020 والذي سجّل مشاركة 143 شركة، وأضافت: «لدينا توقعات وآمال كبيرة بخصوص هذا العام، فنحن نطمح لتعزيز نسبة نمو الصادرات غير التعدينية تماشياً مع انتهاء فعاليات معرض إكسبو.».

وحول تأثير التضخم العالمي واضطراب سلاسل التوريد على التجارة الخارجية في كولومبيا قالت سانتورو: «يختلف تأثير التضخم الاقتصادي على الأرباح تبعاً للقطاع الاقتصادي وقدرته على نقل تكاليف المدخلات العالية إلى المستهلكين النهائيين. لكن بمقارنة نسب التخفيضات وتنامي الأرباح العالية مع القطاعات ذات تكاليف المدخلات، مثل قطاع الطاقة، فمن الممكن أن تعود نسب التضخم العالية بالفائدة عليها. أما القطاعات الأخرى التي لا تتصف بالمرونة، مثل قطاع الرعاية الصحية والمنتجات الاستهلاكية».

آفاق إيجابية

وأشارت رئيسة هيئة «بروكولومبيا» إلى أن السنوات الماضية شهدت توجه العديد من الشركات الكولومبية نحو دولة الإمارات، وعمدت إلى تأسيس حضور مباشر لها في الدولة، وأعربت عن ثقتها بأن مشاركة بلادها في إكسبو دبي ستعزز مكانة الشركات الكولمبية في دولة الإمارات. وأضافت: «شهدنا في هذا السياق وخلال إكسبو قصتي نجاح تؤكد نتائجهما قدرات الشركات الكولومبية والآفاق الإيجابية للتعاون بيننا، وهما شركة «فورما تو كويربو» التي قررت افتتاح فرع لها في دبي للتسويق لمنتجاتها من الألبسة والمشدات، وشركة «إيفوك» لإنتاج الشوكولا. وتواجدت متاجر هاتين الشركتين في «منطقة الفرص» في معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث لاقت إقبالاً كبيراً وتزايداً في الطلب على منتجاتها من المستهلكين المتواجدين في دولة الإمارات والدول المجاورة».

حاضنة الاستثمارات

وفيما يتعلق بأبرز القطاعات التي تستقطب الاستثمارات الخارجية المباشرة في كولومبيا أشارت سانتورو إلى أن أنظار مجتمع الأعمال العالمي تتوجه بشكل متزايد نحو المجال المتنوع من فرص الاستثمار التي تقدمها كولومبيا في مناطقها المختلفة وقطاعاتها المتعددة. وفي ظل جهود تعافي الاقتصاد واستقطاب اهتمام المستثمرين العالميين، تتجلى أهم فرص الاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة، والمشاريع الزراعية والغذائية، والبنية التحتية للفنادق، وصناديق الاستثمار والأسهم، وغيرها.