خبراء ماليون سويسريون لـ«البيان »:

دبي جاهزة للتمويل المُستدام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء ماليون ومصرفيون سويسريون على جاهزية دبي لتطبيق مبدأ التمويل المُستدام، وعلى توافر فرص جيدة في دبي لنجاح هذا المفهوم الجديد من التمويل، والذي يكتسب زخماً متزايداً على مستوى العالم في الوقت الراهن.

وأجرى ثلاثة خبراء من قطاعات التأمين، المصارف، والتمويل، ثلاث مُقابلات حصرية مع «البيان» على هامش فعالية أقيمت في مدينة «زيوريخ» السويسرية.

وحضر الفعالية مجموعة من ممثلي الصحف ووسائل الإعلام بمنطقة الشرق الأوسط، بدعوة من الجناح السويسري في «إكسبو 2020 دبي»، لتسليط الضوء على تجارب سويسرا في تطبيق الاستدامة في عدة مجالات، ومن أبرزها التمويل، إلى جانب مجالات أخرى.

إعادة التأمين

وأكّد لوكاس مولر، رئيس قسم الشرق الأوسط وباكستان لدى «الشركة السويسرية لإعادة التأمين»، والمعروفة اختصاراً باسم «سويس ري»، أن دبي تُعد سوقاً مثالية لتطبيق التمويل المُستدام، فيما يتعلق بقطاع التأمين.

وقال مولر: «تتوالى المشروعات الإنشائية في منطقة الخليج العربي، ودبي في الصدارة. وبتوالي الإنشاءات، تتجلى الحاجة للتأمين عموماً. فعلى سبيل المثال، لن تُشيد شركة مشروعاً عملاقاً مثل «برج خليفة» ما لم يكن هناك تأمين عليه. وتتجلى الآفاق الإيجابية لقطاع التمويل المُستدام خصوصاً في دبي، باعتبارها مدينة عالمية تُساير أحدث التوجهات السائدة في العالم».

وأضاف مولر: «ولهذا السبب تحديداً، اختارت «سويس ري» أن تعقد فعاليتها السنوية الإقليمية لقادة شركات التأمين في الشرق الأوسط، والتي تحمل اسم «ندوة» في «إكسبو 2020 دبي»، وذلك في العاشر من مارس الجاري، كي تستفيد الفعالية من الحضور المُكثّف للحدث العالمي الكبير، خاصة أن الفعالية عُقدت في العام الماضي افتراضياً بسبب تفشي جائحة «كورونا». وستناقش «ندوة» القضايا المُتعلقة بأعمال التأمين في المنطقة».

من الجدير بالذكر أن «سويس ري»، والتي يقع مقرها الرئيسي في «زيوريخ»، تُعد أكبر شركة لإعادة التأمين على مستوى العالم، من حيث قيمة صافي أقساط التأمين المُسجلة لديها.

محفظة غير كربونية

وذكر مولر أن «سويس ري» تتبنى مبدأ التمويل المُستدام بصورة متزايدة. وأفاد بأن الشركة تستهدف تحويل محفظة المخاطر التي تُؤمن ضدها إلى محفظة غير كربونية على نحو تام بحلول عام 2050.

وقال مولر: «وفيما يخص محفظة استثماراتنا، فهي بالفعل خالية تماما من المشروعات ذات النشاط الكربوني حالياً. وأما فيما يخص حافظة أعمالنا، فنخطط لتحويلها إلى حافظة غير كربونية تماماً بحلول عام 2030».

وأضاف مولر: «في إشارة رمزية إلى مدى إيماننا بقضية الاستدامة، فإن المقر الرئيسي للشركة، والمُطل على «بحيرة زيوريخ» لا يعتمد على أجهزة مُكيفات الهواء، وإنما يحتوي على أجهزة تضخ مياه من البحيرة للتبريد».

وبدوره، أكّد د. أوجست بنز، نائب الرئيس التنفيذي، ورئيس قسم الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الأصول، لدى «سويس بانكينج»، أن آفاق التمويل المُستدام في دبي تبدو جيدة وواعدة. ومن الجدير بالذكر أن «سويس بانكينج» هي المؤسسة المعنية بتمثيل البنوك السويسرية أمام حكومة سويسرا والعالم، ويقع مقرها الرئيسي في «بازل». وقال د. بنز: «تتمتع دبي بإمكانيات جيدة فيما يتعلق بالاستثمار المُستدام.

وفيما يخص التمويل المُستدام، فتوجد في دبي فرص رائعة لصناديق البنية التحتية، خاصة الصناديق التي تتبع البنوك السويسرية». وأضاف: «ثمة مجال ثالث للاستدامة المالية، وهو إصدار السندات الخضراء. ومدى علمي أن الأسواق المالية الإماراتية عُموماً بدأت تتبنى طرح هذه الفئة من السندات خلال الفترة الأخيرة، إلا أن هذه الفئة خارج أنشطة البنوك التابعة لنا في الوقت الحالي».

وتطرّق د. بنز إلى آفاق التمويل المُستدام في سويسرا، وأفاد بأن حجم التمويل عموماً يبلغ عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا، ذلك أن إجمالي حجم الودائع في البنوك السويسرية حالياً يبلغ 8 تريليونات دولار، فيما يبلغ الناتج المحلي 800 مليار دولار. وفيما يخص آفاق التمويل المُستدام عالمياً، قال نائب الرئيس التنفيذي، ورئيس قسم الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الأصول، لدى «سويس بانكينج»: «في ضوء الزخم المتصاعد الذي يكتسبه التمويل المُستدام حالياً، أرى أنه من الصعوبة الشديدة بمكان أن يظل هناك تمويل غير مُستدام في المستقبل».

مفاهيم

وتحدثت سابين دوبيلي، مؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة «سويس ساستينابل فاينينس» غير الربحية، التي تهدف إلى نشر مفاهيم التمويل المُستدام والترويج لها بين الشركات السويسرية، عن انتشار التمويل المُستدام.

وقالت دوبيلي: «منذ عام 2015، ينمو حجم الاستثمار المُستدام في سويسرا بنسبة نمو مكونة من رقمين بصفة سنوية، أعتقد أن نسبة النمو السنوي عالمياً تقترب من ذلك، وإن كانت أقل قليلاً».

وتأسّست «سويس ساستينابل فاينينس» في عام 2014، ويقع المقر الرئيسي للمنظمة في «زيوريخ». ويبلغ عدد أعضاء الجمعية حالياً 205 أعضاء يمثلون شركات عالمية مرموقة.

Email