دبي تضع معايير جديدة لدورات «إكسبو» المقبلة

أكد عمر الشناوي الرئيس التنفيذي لشركة بروكتر آند جامبل في الشرق الأوسط وشرق وغرب أفريقيا وأسواق التصدير العامة، أن الإمارات ودبي، أثبتتا قدرتهما على الصمود في وجهه التحديات، عبر نجاح تنظيم إكسبو 2020 دبي، باعتباره أكبر حدث عالمي على الإطلاق.

وأوضح الشناوي في تصريحات لـ «البيان»، أن دبي أكدت ريادتها في استشراف المستقبل، عبر تحول الحدث إلى وجهة توفر تجارب مخصصة لجميع الضيوف من كافة المستويات، بدءاً من رجال الأعمال العالميين، مروراً بالسياح، وصولاً إلى الأطفال، لافتاً إلى أن دبي وضعت معايير جديدة لدورات معرض إكسبو المقبلة، مؤسسة بذلك إرثاً خالداً لإكسبو 2020، ولدبي، التي نظمت الحدث على النحو الأفضل.

ولفت إلى أن الشركة المتخصصة في المنتجات الاستهلاكية، والتي حققت مبيعات عالمية بقيمة 76 مليار دولار العام الماضي، تقوم حالياً بإدارة العديد من أعمالها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، من مكتبها في دبي، والذي أنشأته بدايةً في منطقة ديرة في عام 2000، كمكتب صغير يعمل فيه 8 موظفين، ليتحول اليوم إلى مكتب ضخم، يعمل فيه نحو 600 موظف، تم تأسيسه في المنطقة الحرة بجبل علي «جافزا».

مكانة عالمية

وحول تعامل الدولة مع تحديات الجائحة على مختلف المستويات، قال الشناوي: «لا شكّ في أن دولة الإمارات، تعتبر نموذجاً يُحتذى به في هذا الإطار، حيث نجحت بجدارة في التغلب على التداعيات السلبية التي خلفتها جائحة «كورونا»، والتي نتج عنها مجموعة من التحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية. واستطاعت الدولة أن تحافظ على مكانتها التجارية والاقتصادية العالمية، من خلال اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة، بالإضافة إلى دعم الدول المحتاجة، من خلال توفير الدعم الصحي والمساعدات الإنسانية، ونجحت الإمارات في تحويل تحديات الجائحة إلى فرص إيجابية، عبر سن مجموعة من القوانين والتشريعات، لجذب الاستثمارات والعقول والمواهب والابتكار في المجالات كافة».

نهج الاستدامة

وفي ما يتعلق بأهمية الإمارات بالنسبة لعمليات شركة بروكتر آند جامبل، قال الشناوي: «تتمتع دولة الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، ببيئة أعمال محفزة للغاية، تدفعنا دائماً لمواصلة استثماراتنا في المنطقة. وتُعد دبي مدينة عالمية، ويمكننا القول إنها إحدى أبرز عواصم الأسواق الناشئة على مستوى العالم، وأحد أهم مراكز الأعمال الدولية بالنسبة لشركتنا، نظراً لموقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية الرقمية ذات المستوى العالمي، هذا بالإضافة إلى التقدم الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن رؤية المدينة ومساعيها المستمرة لترسيخ مكانتها مركزاً لوجستياً للتجارة العالمية. كما نعتقد بأن وجودنا في دبي، يساعدنا على الاستمرار في نهجنا لتحقيق أهدافنا للاستدامة 2030، ومن المؤكد أن العمل في دولة مثل الإمارات، تمتلك أجندة هادفة، بالإضافة إلى استمرارها في وضع التشريعات الوطنية المعززة للاستدامة، سيساعدنا على تحقيق أهدافنا وغاياتنا بشكل أكثر كفاءة».

سهولة الإجراءات

وأوضح الشناوي أن دبي تعتبر واحدة من أهم مدن العالم للاستثمار، وتمتاز ببنية تحتية عالمية توفر للمستثمرين وروّاد والأعمال والشركات الأجنبية، حاضنة يسهل فيها تأسيس الأعمال وتطويرها، سواء في دولة الإمارات أو عبر المنطقة. ويستفيد رواد الأعمال من البيئة التنظيمية الداعمة للأعمال، والخدمات اللوجستية المتطورة من المستوى العالمي، بالإضافة إلى سهولة الإجراءات، بفضل حاضنات الأعمال والمسرّعات الجاهزة لتقديم الدعم. كما تتميّز دبي بشبكات التمويل والدعم المتميزة، حيث تتوفر فيها شبكة مؤسسات مالية داعمة لرجال الأعمال والمستثمرين، بالإضافة إلى المؤتمرات والفعاليات التي تجعل من دبي المنصة المناسبة والمثالية لإنشاء شركات مبتكرة ومتطورة.

شركات عالمية

وأشار الشناوي إلى مجموعة من المقومات التي تؤهل الإمارات ودبي، لتكونا مركزاً رئيساً لعمليات كبرى الشركات العالمية، ومن ضمنها بروكتر آند جامبل، إذ تعتبر الدولة في طليعة الدول التي تنتهج مسار التنمية المستدامة، الذي يعتبر من أهم مفاهيم أجندة التنمية في الدولة منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى كونه محوراً أساسياً في رؤية حكومة الإمارات، وترتكز عليها خطط التنمية.

وأضاف: «استطاعت شركتنا، بفضل هذه البيئة المحفزة، تحقيق أهدافها على مستوى دولة الإمارات، كجزء من أجندتها العالمية. ويتجه المستهلكون حول العالم بشكل متزايد، نحو التعامل مع الشركات التي تتبنى خيارات مستدامة في عملياتها، وبصفتنا واحدة من أكبر شركات السلع الاستهلاكية في العالم، فإننا نشعر بمسؤولية حقيقية، عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، وانتهاج الممارسات البيئية التي تسهم في حماية الأرض، وضمان استمرارية الحياة عليها. وتعتبر الاستدامة واحدة من الركائز الرئيسة في شركة بروكتر آند جامبل، ما يدفعنا للوفاء بالتزاماتنا المتمثلة بالقيام بدورنا على أتم وجه».

وتابع: نعتقد في هذه المرحلة، وبناءً على الموضوعات والطروحات التي جرت مناقشتها خلال قمة الاستدامة 2022، التي أطلقناها تحت شعار «الأمل لعالمنا»، أن دبي ودولة الإمارات، ستساهمان بدور حيوي في ترجمة أجندتنا على أرض الواقع، بالإضافة إلى توفير الحوافز المناسبة، لتمكيننا من المضي قدماً نحو تحقيق أهدافنا. ويشكل وجود بيئة تشريعية، يمكنها دعم رؤيتنا وإلهامنا وتمكيننا، وصولاً إلى تحقيق أهدافنا أولوية قصوى بالنسبة لنا.