فعاليات إكسبو تمهد لـ «كوب 28» الإمارات

كشفت دينا ستوري، مدير إدارة عمليات الاستدامة في إكسبو 2020 دبي، لــ«البيان»، أن قسم الاستدامة يعكف على إعداد تقرير شامل يتضمن عمليات الاستدامة والفعاليات والأنشطة الخاصة بها التي احتضنها الحدث العالمي على مدار الأشهر الستة، سيتم إصداره خلال الربع الثاني من العام الجاري، لافتة إلى أن جميع الفعاليات التي شهدها إكسبو بهذا الشأن هي تمهيد لما يمكن تحقيقه في قمة المناخ العالمية كوب 28 «COP28» التي ستستضيفها دولة الإمارات في عام 2023.

نسخة مستدامة

وقالت: إن إكسبو دبي يقدم نسخة من أكثر نسخ إكسبو الدولي استدامة على الإطلاق، ويبدو ذلك هدفاً طموحاً، لأن الاستدامة متأصلة في كل ما نفعله، بدءاً بالمباني والإنشاءات ووصولاً إلى إنشاء إرث دائم بعد انتهاء فعاليات إكسبو، مشيرة إلى أهداف الاستدامة الرئيسية الأربعة لإكسبو 2020 دبي، وهي: ترك إرث من البنية التحتية المستدامة وممارسات مستدامة تركز على المستقبل، وتحفيز جهود الاستدامة في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز الوعي العام عبر إشراك المجتمع في تحقيق مبادئ الاستدامة والعيش المستدام، وأخيراً توفير حلول استدامة قابلة لتوسيع نطاقها، بحيث تعود بالنفع على الاقتصاد بشكل عام.

منهجية متكاملة

وتابعت: يتماشى إكسبو 2020 مع التطلعات الإقليمية والعالمية لغرض تحقيق أهداف الاستدامة، وحرص إكسبو دبي على تنفيذ منهجية متكاملة ومتسقة استراتيجياً مع المحركات الوطنية والدولية، وتشمل استراتيجية الاستدامة مختلف جوانب منظومة إكسبو 2020 دبي، على نحو يضمن إدماج سلسلة من العمليات والمنهجيات في مجموعة واسعة من المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة، بما في ذلك التخطيط والتصميم والبناء والعمليات، وتقديم نتائج مسؤولة عبر سلسلة القيمة للأطراف المعنية لدينا، وتنطوي هذه الاستراتيجية على: منهجية على مستوى المنظومة بشأن الاستدامة تعطي الأولوية لتقديم الحلول الكامنة والفعالة والتقنية، ومنهجية على مستوى المنظومة بشأن التصميم المستدام المتكامل، تعزز التعاون بين أنظمة المشروع ومكوناته، ومنهجية تتناول مجالات الاستدامة الرئيسية، تتوافق مع المحركات الوطنية والدولية لمساعدة التحرك الإقليمي نحو مستقبل مستدام.

مفهوم

وقالت: إن الاستدامة مفهوم مهم لإكسبو 2020 دبي، وللتوافق مع الالتزامات المنصوص عليها في الفصل الرابع من وثيقة التسجيل الخاصة بنا لدى المكتب الدولي للمعارض، فإننا نفخر بحصولنا على شهادة نظام إدارة الفعاليات المستدامة «أيزو 20121» لعام 2012، التي تبرهن على أن الاستدامة تمثل جزءاً لا يتجزأ من عمليات إدارة إكسبو 2020 دبي وتساعدنا في تحقيق هدفنا المتمثل في استضافة حدث مستدام.

«تيرا»

وأشارت إلى أن جناح الاستدامة «تيرا» تم تصميمه لتمكين زوار إكسبو دبي من فهم وتحسين بصمتهم البيئية باعتباره يمثل أحد التجارب المميزة في المعرض ويطوف الزوار في الجناح رحلة غامرة وجاذبة عبر عجائب العالم الطبيعية ويلهمهم لصنع مستقبل أفضل وأكثر استدامة، حيث يمثل الجناح نموذجاً لتصميم المباني المستدامةـ وتم تشييد مبانيه لتكون بمثابة إرث عمراني يبقى بعد إسدال الستار عن الحدث، وسيتحول إلى مركز للعلوم ضمن المدينة المستقبلية «دستركت 2020»، وهي مجتمع عالمي نموذجي مصمم للمستقبل يعتمد على أحدث الابتكارات والعلوم لإنشاء بيئة أكثر استدامة وأماناً وصحة للإقامة والعمل.

123 مبنى

وأشارت دينا ستوري إلى أن 123 مبنى في إكسبو دبي تم تركيب ألواح شمسية تشكل 80 % من الأبنية في المعرض الدولي، وتبلغ القدرة الإجمالية لأنظمة طاقة المتجددة التي تنتجها هذه الابنية 5.5 ميغاوات في كل مشروعات المباني الدائمة على امتداد موقع إكسبو، وهذه طاقة تكفي لإتمام 180 ألف رحلة تقريباً ذهاباً وإياباً من وسط مدينة دبي إلى الكورنيش في أبوظبي، مبينة أن7 أبنية منها نالت الشهادة البلاتينية في شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة «لييد»، والبقية نالت الشهادة الذهبية، لافتة إلى أن هذه المباني ستبقى للإرث وسيتحول 80% من مباني «إكسبو 2020 دبي» بكل ما يملكه من أحدث البُنى التحتية الرقمية والمادية إلى «دستركت 2020»، مدينة ذكية شاملة والتي ستتطور وتتوسع في مرحلة إرث الحدث الدولي في إطار رؤية متفرّدة تستشرف آفاق المستقبل بقوة وهي مدينة مستقبلية مستدامة.

وأشارت إلى أنه تم توفير حلول بهدف تقليل استهلاك المياه، وإعادة استخدامها، وحمايتها، وتم استخدام نباتات من المنطقة لإظهار جمال الطبيعة وتقليص استخدام المياه، ولدينا نظام «رين بيرد» يتضمن مجسات أو حساسات نعرف من خلالها كمية المياه التي تحتاجها النباتات حسب أنواعها، واستطعنا تخفيض استخدام المياه بنسبة 50 % عن الاستهلاك العادي. ونسعى دوماً إلى تقليل استهلاك المياه، وإعادة استخدامها، وحمايتها، حيث حققنا في عام 2019 وحده انخفاضاً بنسبة 52.4% في الطلب على المياه في المباني.

إعادة التدوير

وقالت دينا ستوري إن الحد من النفايات يتصدر أولوياتنا، ونعمل على تحويل وجهة النفايات إلى مكان غير مكبات النفايات، إذ تُفصَل نسبة 85 % من نفاياتنا إلى فئات نفايات مختلفة أثناء الإنشاء، والتشغيل، والتفكيك.

تقدمنا بتعهد «كوكبنا أهم من البلاستيك»، نطلب فيه من المشاركين الدوليين وشركائنا التجاريين الالتزام بتقليل استهلاك مواد التغليف والمواد الأحادية الاستخدام، وتنفيذ عمليات إعادة التدوير في الموقع، وحتى بداية إكسبو كانت نسبة إعادة التدوير 91%، وخلال إكسبو 85 %، وقمنا بتغيير طريقة التفكير في النفايات من خلال منظور اقتصادي فحولنا استخدام العبوات البلاستيكية إلى الومينيوم باعتبارها أكثر قابلية للتدوير ولدينا حاويات ذكية تهدف إلى المساعدة في فرز النفايات حسب أنواعها باعتبارها مكتوباً عليها نوعية النفايات وهنا تبدأ عملية التدوير ثمة تنقل النفايات إلى خارج إكسبو لمعالجتها في محطة «دلسكو» وإعادة تدويرها

والحقيقة لا يقتصر اهتمامنا على المباني بل التفاعل مع الزوار وإلهامهم فيما يتعلق بالاستدامة، فالمطاعم تقدم جميع أنواع المأكولات ومن بينها التغذية الصحية والأغذية النباتية، وهناك الكثير ممن يستخدم في إكسبو معاد تدويره على سبيل المثال «القمصان» التي تباع في المحلات في إكسبو معاد تدويرها من مخلفات البلاستيك، وأكياس التسوق معاد تدويرها من المخلفات الزراعية وهناك بعض إضاءات المطاعم في إكسبو معاد تدويرها من مخلفات الزجاج وهذا له أثر بيئي واقتصادي.