مدير برنامج «إيجلاس» لــ«البيان»:

الرقمنة تعيد تعريف التنقل الحضري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال البروفسور السويسري ماتياس فينجر، مدير «إيجلاس»؛ البرنامج البحثي الحافل بالأعمال: إن الرقمنة تتمتع في نهاية المطاف بالقدرة على إعادة تعريف التنقل الحضري، بشكل كامل، لافتاً إلى أن التجربة السويسرية يمكنها أن تقدم دروساً مستخلصة، لا سيما في ما يتعلق بالحوكمة التعاونية لقطاع التنقل.

وتم تأسيس البرنامج من قبل كلية لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية، وجامعة الإمارات، وشركة إصدار تذاكر الهاتف الذكي «فيرتك» FAIRTIQ، والتي تمثل القطاع الخاص، ويعد برنامج «إيجلاس» اختصاراً للكلمات الأولى لـ«الحوكمة المبتكرة للأنظمة الحضرية الكبرى»، وهو مبادرة غير ربحية تابعة لكلية لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية EPFL، ويسعى البرنامج لمساعدة المدن على تكوين فهم أفضل لنقاط القوة والضعف في حوكمة البنية التحتية من ناحية الكفاءة والاستدامة والمرونة، ويعالج البرنامج المراحل الثلاث لسلسلة القيمة الحضرية وهي التخطيط والحوكمة والتجديد.

وأشار في تصريحات لـ«البيان» إلى أن التحدي في التنقل لا يتمثل بالتكنولوجيا، وإنما بالحوكمة، التي تتيح تحقيق أقصى استفادة من التقنيات المتوافرة، وبخاصة الرقمية، من أجل إزالة الكربون في قطاع النقل، وجعل النقل العام أكثر جاذبية، وتزويد المواطنين وقطاع الأعمال في نهاية المطاف حلول تنقل معززة رقمياً ومتكاملة تماماً بأسعار في متناول الجميع.

كفاءة وجاذبية

وأوضح أن سويسرا تقوم بتعزيز تطوير منظومتها للنقل العام الفريدة المعترف بها عالمياً وتسعى إلى أن تجعلها أكثر كفاءة وجاذبية من خلال الرقمنة. وتعمل الحكومة وبصفة خاصة الشركة الفدرالية للسكك الحديدية معاً لدمج وسائط النقل الخاصة ووسائط النقل غير المزودة محركات ضمن منظومة تنقل أكثر شمولية ومرقمنة بالكامل. وتتمثل الرؤية الكامنة وراء ذلك بالطبع بدعم جاذبية البلاد.

وقال «ماتياس فينجر» يعد إكسبو 2020 ودولة الإمارات من أكثر المواقع ابتكاراً في العالم، وتم فيه تسليط الضوء على التنقل كخدمة ومشاركة أفضل الممارسات في العالم في ما يتعلق بمستقبل التنقل كخدمة على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

وأضاف: هناك تطورات مشجعة في مجال التنقل كخدمة وهناك وعي بأن المواصلات ستشكل مشكلة خطيرة في المستقبل القريب، ما حذا بالأمم المتحدة لإدراج النقل إحدى المشكلات المتعلقة بالتنمية الاستدامة لديها في الأعوام الـ10 إلى الـ15 المقبلة، لافتاً إلى أن الإمارات تعمل بشكل حثيث على تبني معظم التطورات والاتجاهات الحديثة في ما يتعلق بالتنقل كخدمة. وتحرص الإمارات على ربط الجانب التشريعي بأي استخدام لأي تكنولوجيا حديثة من خلال حوكمة التكنولوجيا لتدارك أي مشكلات تطرأ في المستقبل من جراء الاستخدام الخطأ للمفاهيم التكنولوجية والتقنيات الحديثة.

وبرغم التطور الذي أجريناه، لا يزال علينا القيام بالكثير، وتحرص الإمارات على ضمان فهم شامل لمفهوم التنقل كخدمة بحسبانه رحلة تشتمل على ثلاثة أمور مهمة تعمل على تطبيقها وهي أولاً: التفكير الاستراتيجي، الذي يعني نماذج جديدة مدعومة بجهود تعاونية ومشاركة أصحاب المصلحة على المستويات كافة، وثانياً، ضرورة أن تكون هذه الابتكارات متمحورة حول تلبية احتياجات الإنسان وتطلعاته، وثالثاً، التركيز على الجانب القانوني والتشريعي من البداية، انطلاقاً من قناعة قيادة الدولة بأنه لا بد من وجود تناغم بين حوكمة التكنولوجيا والتكنولوجيا ذاتها، لكي تصبح التكنولوجيا ناجحة وتحقق النتائج المرجوة منها. وفي هذا الإطار، يتم العمل على فهم تأثير التطورات التكنولوجية الحديثة مثل المركبات الذاتية وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في مفهوم التنقل كخدمة، والعقبات المؤسسية التي تواجهها.

تقنيات

وعن التقنيات التي تم تقديمها في قطاع التنقل أوضح أنه في إكسبو دبي ركزت النقاشات على إظهار كيف تسهم الرقمنة بجميع مظاهرها في جعل التنقل والاتصال أكثر كفاءة وصداقة للمستخدم، وأن مفهوم التنقل كخدمة، يعني أنه يمكن دمج وسائل نقل متعددة بذكاء على المستوى الرقمي، من أجل تزويد المستخدمين حلول تنقل متكاملة وسلسة، وهذا يشمل تخطيط الرحلات وإصدار التذاكر وأساليب الدفع.

منظومة متطورة

وأوضح أنه إذا أجرينا مقارنة على الصعيد العالمي، فإن سويسرا تتمتع بمنظومة نقل عام متطورة للغاية، ما يُترجم وجود نسبة عالية من وسائل النقل المختلفة سواء لنقل الركاب أو الشحن. وهذا يجعل سويسرا دولة رائدة بطبيعة الحال لوسائل النقل المختلفة من السيارات الخاصة إلى النقل العام، مع فوائد كبيرة للعملاء، والبيئة والاقتصاد.

Email