وزيرة السياحة والفنون والثقافة الماليزية لـ« البيان »:

«إكسبو» فرصة فريدة لتنشيط قطاع السياحة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت داتو سري حاجه نانسي شكري وزيرة السياحة والفنون والثقافة الماليزية أن قطاع السياحة الماليزية يشهد حالياً انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 80% مقارنة بالفترة قبل انتشار جائحة «كورونا»، مشيرة إلى أن ماليزيا ستطلق حملة ترويجية لتنشيط السياحة بوجه عام والعلاجية خصوصاً، بالإضافة إلى رفع عدد الفنادق الصديقة للمسلمين في مقاطعاتها، وتعزيز الأنشطة السياحية الجاذبة لسياح منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مشاركة ماليزيا في إكسبو 2020 دبي تعتبر فرصة فريدة لإعادة تنشيط السياحة عبر تعزيز مجالات التعاون لاسيما مع دول منطقة الشرق الأوسط.

وقالت داتو شكري في حوار مع «البيان»: إن عدد السياح القادمين إلى ماليزيا بلغ 80 ألفاً ما بين 2020-2021، بينما وصل قبل بدء جائحة «كورونا» نحو 4.3 ملايين سائح سنوياً قبل أن يحدث الإغلاق في بداية شهر أبريل، ويتضح لدينا الفرق الكبير في أعداد الزوار التي شهدت انخفاضاً حاداً بسبب تداعيات انتشار فيروس «كورونا».

باقات سياحية

وأشارت داتو سري حاجه نانسي شكري إلى أن عدد السياح الإماراتيين الزائرين لدولة ماليزيا يبلغ 11 ألف سائح سنوياً، معتبرة أن هذا العدد لا يرتقي لطموحات ماليزيا، لذلك فهي تعكف حالياً على استقطاب وجذب المزيد من السياح الإماراتيين عبر تفهم احتياجاتهم، وتوفير باقات سياحية تلبي توقعاتهم. وأضافت أن السياحة الماليزية تعوّل على السائح الخليجي بصفة خاصة، لاسيما من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والسائح القادم من منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، لأنهم يبقون في البلد فترة أطول من غيرهم، لذلك فإنهم يصنّفون ضمن الشريحة الأكبر للسياحة العائلية.

خطط استراتيجية

وأوضحت شكري، أن العائلات الخليجية تبقى في البلاد فترة أطول، الأمر الذي ينشّط الاستثمار في السياحة، نظراً لأن البقاء فترة أطول يرفع نسبة إنفاقهم، لأن هذه العائلات تستخدم الفنادق الصديقة للمسلمين والمطاعم والأماكن الترفيهية مثل الحدائق والشواطئ ومراكز التسوق وغيرها.

وأشارت إلى أن هذه العائلات عادة ما تفضّل السياحة في ماليزيا في أشهر الصيف لتصادفها مع عطلة مدارس أبنائهم، ويستمتعون بالخروج في ليالي ماليزيا المتلألئة بالأضواء والتي تتمتع بجمال الطقس.

وبسؤال وزيرة السياحة والفنون والثقافة الماليزية، حول الخطط الاستراتيجية التي تعدّها ماليزيا لتنشيط السياحة العلاجية والتعليمية بين ماليزيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، أفادت بأن ماليزيا تعكف على تعزيز التعاون ليس فقط مع دولة الإمارات، وإنما مع دول منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط في هذين المجالين مستقبلاً عبر إطلاق حملتها الترويجية في المنطقة.

سياحة علاجية

وأكدت شكري أن ماليزيا ترحب وتشجع بالسياحة التعليمية والبيئية والعلاجية، مشيرة إلى أن الأخيرة هي واحدة من أهم المشاريع التي تعكف على تنشيطها وزارة السياحة الماليزية. وقالت، إن وزارة السياحة ترصد ميزانية لتنشيط السياحة، لاسيما عقب تداعيات «كورونا»، التي أدت إلى إغلاق حركة الطيران بين البلدان، الأمر الذي أثر سلباً على حركة السياحة العالمية.

وأشارت إلى أن معظم السياح الإماراتيين يأتون إلى ماليزيا بغرض الاستفادة من السياحة العلاجية، والاستجمام في المناطق والمنتجعات السياحية المميزة، والتي تتمتع بها ماليزيا في العديد من مقاطعاتها وولاياتها، كما أن هناك العديد من رجال الأعمال الذين يأتون إلى هذه المنتجعات خصيصاً بطائراتهم الخاصة.

وبيّنت أن الأرقام قد لا تنصف هذا النوع من السياحة، غير أن الوزارة تعمل عبر العديد من المبادرات والاتفاقات التي تدرسها حالياً مع الجهات المعنية في حكومة دولة الإمارات لجذب المزيد من السياح الإماراتيين، وتعزيز السياحة بين البلدين، لاسيما أن العديد من السياح الإماراتيين كانوا خلال الفترة الماضية متشوّقين لزيارة المنتجعات الصحية، إذ كانوا دائمي السؤال عن موعد إعادة فتحها مرة أخرى أمام الزائرين بعد فترة انتشار وباء «كورونا».

أطعمة حلال

وأوضحت شكري أن سبب إقبال السياح الإماراتيين والخليجيين ومن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام على السياحة لاسيما العلاجية في ماليزيا، يأتي كونها تتمتع بمرافق صديقة للمسلمين مثل الفنادق والمطاعم التي توفر الأطعمة الحلال، وتراعي طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية من خلال تخصيص مرافق منفصلة للنساء والرجال، فضلاً عن تخصيص طبيبات إناث لعلاج النساء وأطباء رجال لعلاج أبناء جنسهم.

وقالت: في ظل ازدياد أعداد المصابين بمتحور «أوميكرون»، فنحن نراقب الوضع مثل بقية بلدان العالم، نافية أن يحدث إغلاق للمطارات أو المرافق في ماليزيا، إلا أنها تحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية الواقية للمجتمع وللسياح القادمين إليها.

زيارات وتعاون

وأوضحت شكري أن مشاركة ماليزيا في إكسبو 2020 دبي تعتبر فرصة لإعادة تنشيط السياحة في ماليزيا عبر تعزيز مجالات التعاون، لاسيما مع دول منطقة الشرق الأوسط، مضيفة: خلال زيارتي لإكسبو قمت بزيارة جناحي دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لبحث أوجه التعاون في مجال السياحة مع هذين البلدين، كما قمت بزيارة عدة أجنحة لدول عربية أخرى للسبب نفسه.

وذكرت أن ماليزيا لديها خطط قصيرة الأجل لاستعادة الثقة في سوق السياحة الماليزية عقب جائحة «كورونا»، وتنشيط السياحة بكافة قطاعاتها، وتعزيز الاستثمار فيها، وتهيئة كل ولاية في البلاد لتصبح قادرة على استيعاب الأعداد المتوقعة من السياح.

وأضافت أنه في سبيل ذلك تعمل ماليزيا على استقطاب رجال الأعمال للاستثمار في قطاع السياحة، لاسيما الذين يمتلكون رؤية تمكنهم من استنتاج توقعات السوق الحالية والمستقبلية، كما تعمل الوزارة على التعاون مع بعض الجامعات في ماليزيا إيماناً منها بأن الشباب هم عماد المستقبل، كما أنهم يمتلكون رؤية حديثة لسوق السياحة، حيث تعمل على استطلاع آرائهم والوقوف على تصوراتهم وتوقعاتهم لتنشيط وتطوير سوق السياحة.

سياحة ذكية

وحول مفهوم السياحة الذكية أوضحت شكري أن معظم الناس أصبحوا يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، حتى سكان الريف، ولم يعد لديهم خيار آخر، لأن هذه التقنيات أضحت تتحكم في حياة الناس، حيث وجدوا أنفسهم مطالبين بإتقان استخدامها، ولذلك يجب الاهتمام بمفهوم السياحة الذكية، لاسيما في ظل جائحة «كورونا» التي قد تمنع البعض من السفر، كما يمكننا الاستفادة من السياحة الذكية في الترويج لمنتجاتنا السياحية.

ولفتت إلى أن وزارة السياحة الماليزية تنفق حالياً ميزانية قدرها 60 مليون رينغيت ماليزي، للترويج للسياحة، مشيرة إلى أن المبلغ لا يكفي وتعمل الوزارة على الاستفادة منه قدر الإمكان وزيادته في القريب.

وقالت، إن لدينا في دولة الإمارات وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وكلاء سفر نعمل من خلالهم على تعزيز التعاون في مجال السياحة، فضلاً عن التعاون مع وزارات السياحة في هذه الدول لطرح حزم تتوافق مع توقعاتهم، كون هذه الجهات هي الأقدر على تفهم احتياجات سياحهم.

Email