سفيرة التعليم في وزارة الخارجية الفنلندية لـ«البيان»: «إكسبو» فرصة لمشاركة خبراتنا التعليمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت مارجانا سال، سفيرة التعليم في وزارة الخارجية الفنلندية 5 ركائز أساسية لنجاح وريادة التجربة الفنلندية عالمياً، وهي: الاهتمام برأس المالي البشري باعتباره أهم استثمار، وإعادة هيكلة التعليم بشكل مستمر، بما يضمن جودة عالية للتعليم وحصول الجميع عليه بشكل متساو، والتركيز على المعلمين والحوافز المقدمة لهم، وضمان أن يكونوا على درجة عالية من التأهيل العلمي، إلى جانب الثقة الكبيرة من المجتمع الفنلندي بالنظام التعليمي والمعلمين باعتبارهم القاعدة الأساسية في بناء الأجيال، وأخيراً الاستفادة من تجارب الآخرين في النظم التعليمية وبناء تجربة تعلمية خاصة بفنلندا.

بناء الأجيال

وقالت في حوار مع «البيان»: يعود الفضل لنجاح فنلندا في تحقيق القفزة النوعية، التي شهدها قطاع التعليم، إلى إيماننا بأن التعليم هو سر النجاح وبناء الأجيال والدول، وهو ما وصلنا إليه بالرغم من التعداد السكاني القليل لدولة فنلندا، كما نعزو نجاحنا بشكل أساسي إلى التركيز على الاستثمار في العنصر البشري، وبناء قاعدة من المعلمين المتميزين كونهم حجر الأساس في النظام التعليمي، ونحن لدينا اشتراطات عملية وعالية المستوى في اختيار المعلمين، حيث لا يتم هذا الأمر بسهولة فيجب أن يكون المعلمون على مستوى عال من الثقافة وحاصلين على شهادات جامعية، ونقوم بإعداد المعلمين بدأ بعملية اختيار انتقائية وتتطلب تحقيق شروطاً عدة، تم وضعها على أسس علمية وبحثية معتمدة، حتى يستطيعوا بالقيام بالمهام والمسؤوليات المناطة بهم والمتمثلة في بناء جيل المستقبل.

هيكلة التعليم

وأضافت: استطعنا النجاح من خلال إعادة هيكلة النظام التعليمي، ونؤمن بأن مهمتنا لا تتوقف عند ذلك، فمراجعة النظام التعليمي بشكل مستمر من أهم أولوياتنا، ولا نتردد باتخاذ أية إجراءات أو تغييرات في ذلك حتى وإن تطلب الأمر إعادة هيكلة النظام التعليمي بشكل مستمر.

وقالت: يحظى التعليم في فنلندا باهتمام كبير من المجتمع الدولي، لافتة إلى أن المنهجيات المتبعة في التعليم القائم على الطفل، وبيئات التعليم المبتكرة ودمج التكنولوجيا وتسخيرها في خدمة التعليم، إلى جانب دعم الرفاهية في المدارس هي المحاور الرئيسة المعتمدة لقياس جودة التعليم في جميع أنحاء العالم.

وتابعت: يمتلك المعلمون صلاحيات شاملة تخولهم من العمل باستقلالية، واتخاذ جميع القرارات في ما يتعلق باختيار المواد، وكيفية سير المنهج التعليمي الذي يشكل محور لعملهم، لكنهم يستطيعون تغييره بما يتناسب مع رؤيتهم، فنظام التعليم في فنلندا نظام لا مركزي. ويستمد المعلمون قوتهم من الثقة الممنوحة لهم سواء من المنظومة التعليمية أو من الأهل، ما يوفر لهم إمكانية التصرف بحرية، وتلك الثقة استحقها المعلمون بجدارة من خلال مؤهلاتهم العلمية، التي اكتسبوها خلال فترة إعدادهم، حيث تشرف الجامعات على إعداد المعلمين في فنلندا، وأن تطوير الأساليب التعليمية قائم على البحث. كما تعنى الجامعات في فنلندا والمؤسسات الخدمية التعليمية بالتعاون مع شركاء في منطقة الخليج، للنهوض بأداء المعلمين والقيادات المدرسية وإعداد المدارس للمستقبل.

وأشارت مارجانا سال إلى أن النظام التعليمي في فنلندا يعنى أيضاً برفاهية الطالب، وهناك أهمية كبرى لتعليم الأطفال عن طريق اللعب لا سيما في المراحل العمرية المبكرة، ما يشجعهم على الاستكشاف الذاتي واستخدام مخيلتهم، ويحرص المعلم على تقديم الدعم لكل طالب بشكل فردي لكي يستمتع خلال عملية التعلم. كما أن ساعات الدراسة متنوعة، وتشمل أنشطة عدة منها بدنية وإبداعية وغيرها من الأنشطة، التي تتشارك في كونها تتمحور حول الاستمتاع بالتعلم، فهي مجموعة متكاملة.

ثقة

وأشارت مارجانا سال إلى أن المعلمين في فنلندا يعملون مدفوعين بالثقة التي منحهم إياها النظام التعليمي والشعب، وكذلك الاستقلالية في اختيار أسلوب عملهم الذي يرونه الأنسب، ومهنة التعليم تنال احترام المجتمع، منوهة بأن نسبة المدارس الحكومية في فنلندا تشكل 98% من مجموع المدارس الموجودة في الدولة، كونه يوجد توجه حكومي لتمويل التعليم، بشكل يراعي حاجة المجتمعات المحلية الموجودة، ويتوافق مع رؤية الدولة بتوفير تعليم عالي الجودة وبشكل متساو للجميع، بحيث تضمن حصول الجميع على التعليم الذي يستحق.

تعاون دولي

قالت: يمثل «إكسبو 2020 دبي» بالنسبة لنا فرصة لتعريف زوار الجناح الفنلندي بتجربتنا التعليمية وفرصة أيضاً للتعاون الدولي ومشاركة خبراتنا التعليمية على نطاق واسع، حيث نستعرض التجربة الفنلندية الناجحة، التي أسهمت في جعل نظام التعليم الفنلندي واحداً من أفضل الأنظمة التعليمية على مستوى العالم. كما تستعرض شركات الخدمات التعليمية المشاركة في جناح دولة فنلندا، مجموعة متكاملة من الخدمات التعليمية من مرحلة الطفولة المبكرة لغاية التعليم العالي والتدريب المؤسسي، إلى جانب الحلول الرقمية المستقلة وحتى المفاهيم التي تشمل المدرسة.

Email