نائب وزير التعليم الكولومبي لـ«البيان»: الإمارات مركز رئيس للتعليم العابر للحدود عالمياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خوسيه ماكسيميليانو غوميز توريس، نائب وزير التربية والتعليم في كولومبيا، أن دولة الإمارات تعد مركزاً رئيساً للتعليم العابر للحدود عالمياً، حيث تزداد أهميتها الدولية مع تدفقات الطلبة الوافدين والمغتربين للتعلّم في مؤسساتها التعليمية.

وأضاف: تتطلع وزارة التعليم الكولومبية، ضمن إطار اتفاقية التعاون سارية المفعول بين كولومبيا ودولة الإمارات في مجالات التعليم والثقافة والرياضة التي تم توقيعها في فبراير 2016، إلى تعزيز إجراءات التعاون الملموس من خلال الاهتمام بتأسيس إجراءات المساعدة الفنية لمؤسسات التعليم العالي، ومراكز البحوث لتطوير الابتكارات والبحوث التطبيقية التي تعزز النمو على الصعيد الإقليمي، بالإضافة إلى تحديد مشاريع التطوير التكنولوجي والابتكار والبنية التحتية للاستفادة من خبرة دولة الإمارات في هذه المجالات، فضلاً عن تعزيز آليات التنقل الأكاديمي والبحوث المشتركة، بالإضافة إلى تشجيع المنح الدراسية في المجالات ذات الأولوية (الاقتصاد الإبداعي والتكنولوجيا والصناعات الإبداعية) للمساهمة في عملية التنمية في البلدين.

أولوية

وقال توريس لـ«البيان»: إن دولة الإمارات تنظر إلى التعليم كأولوية قصوى، وأصبحت بين أهم المراكز التعليمية الدولية في العالم من حيث الأطر التنظيمية لتنقل الطلبة والانفتاح على التعليم العابر للحدود وإجراءات الاعتراف بالشهادات الأجنبية.

وتابع إن الإمارات شهدت زيادة سريعة في تدفقات الطلبة الوافدين والمغتربين خلال العقد الماضي، لافتاً إلى أن الجامعة الأمريكية في الشارقة تضم أعلى نسبة من الطلبة الأجانب في العالم، حيث يتكون 84% من طلابها من طلبة دوليين، وذلك أكبر مثال على هذا التطور. وأضاف إن المعرض الدولي إكسبو 2020 دبي يعد إنجازاً إضافياً لدولة الإمارات، وخصوصاً بمشاركة 192 دولة، وتوفيره لمئات الفعاليات التعليمية التي بدورها تتيح بشكل كبير وواعد تبادل الخبرات وعقد شراكات من شأنها تعزيز قطاع التعليم العالمي، كما يقدم حلولاً تكنولوجية متطورة ستجعل قطاع التعليم قادراً على التصدي لأي تحديات تواجهه مستقبلاً.

مشاريع نموذجية

وقال توريس: إن كولومبيا في مقدمة الدول الرائدة في أمريكا الجنوبية رغم التحديات التي طالت قطاع التعليم خلال الجائحة، وذلك لتطوير واعتماد بروتوكولات وإرشادات الأمن والسلامة لضمان عودة تدريجية وآمنة إلى المدارس، وذلك في إطار التعاون مع وزارة الصحة وبمشاركة الهيئات والكيانات المعنية إلى جانب الممثلين عن مجتمع التعليم، مشيراً إلى أن الوزارة بدأت مشاريع تجريبية نموذجية بديلة في شهر سبتمبر 2020، والتي أثمرت عن نتائج إيجابية وشكلت حافزاً قوياً للنجاح ولمواصلة العمل مع الشركاء لتحقيق عودة آمنة إلى المدرسة للأطفال مع معلميهم وزملائهم خلال العام الجاري، مع الأخذ في الاعتبار حالة وظروف كل منطقة على حدة. وتحدث عن إجراءات الحكومة الكولومبية، خلال جائحة «كوفيد 19»، حيث اتخذت قراراً يقضي بتعليق الدراسة في المدارس، في الوقت الذي بذلت فيه وزارة التربية والتعليم جهوداً استثنائية لتوفير السبل الضامنة للدراسة عن بُعد من المنزل، والتي تضمنت استراتيجيات بديلة رئيسية لتطوير التعليم عن بُعد، والتي تشمل تحديث المواد التعليمية والتثقيفية المطبوعة للطلبة وأولياء الأمور أو مقدمي الرعاية من خلال توفير أدلة إرشادية وورش عمل، ووحدات تعليمية والمقررات المدرسية وغيرها، وتطوير المحتويات التعليمية التي يتم بثها عبر التلفزيون والراديو؛ ومنصات افتراضية.

وتابع: إن وزارة التربية والتعليم عملت في الوقت نفسه مع «المعهد الكولومبي لتقييم التعليم» لتطوير آليات التقييم مثل «آلية التقييم لدفع التقدم» التي ستستخدمها المدارس لتحديد الثغرات في مجالات مهمة مثل الرياضيات واللغة والعلوم والمهارات الاجتماعية اللازمة لدعم عمليات تصنيف وفرز الطلبة والارتقاء بكفاءة المعلمين وتعزيز قدرة المجتمع التعليمي ككل.

وذكر أنه «في إطار استراتيجية متكاملة لتصنيف وتحديد وفرز الطلبة، عملت وزارة التربية مع وزارة التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات على تصميم وتطوير برنامج نوعي، والذي بدوره أردف الطلبة الذين لديهم فجوات تعليمية بقنوات مساعدة افتراضية وهاتفية للوصول إلى أدوات إضافية وأكثر تخصصاً لتحسين عملية التعلم».

منصات رقمية

ولفت خوسيه ماكسيميليانو غوميز توريس إلى أن المنصات الرقمية التعليمية تلعب اليوم دوراً رئيسياً وستظل جزءاً لا يتجزأ من عملية التعليم خلال المرحلة المقبلة، كما يعد التحول الرقمي فرصة استثنائية لنظام التعليم للوصول إلى مستويات جديدة من الجودة، وفقاً لنماذج تعليمية مبتكرة تدعم عملية التعليم في الصفوف الدراسية.

وأفاد بأن كولومبيا تسعى للاستفادة من تجربة دولة الإمارات وأفضل ممارساتها في مجالات عدة منها التوسع في إنشاء مؤسسات التعليم العالي عبر الإنترنت، ونشر ثقافة التعليم الإلكتروني، والتعرف على المزيد حول سلسلة المجمعات والمؤسسات البحثية والمعاهد الفنية لتعزيز البحث والإبداع والابتكار، مثل: مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، ومدينة مصدر في أبوظبي، وحديقة دبي للعلوم، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الشارقة، ومركز التقنية والابتكار في رأس الخيمة، ومركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (CERT).

الابتكار

وأوضح توريس أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الرابعة والثلاثين عالمياً، والأولى إقليمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2020، ويأتي التقدم الذي تحققه دولة الإمارات ليعزز مكانتها كواحدة من أكثر دول العالم ابتكاراً، وباعتبارها الدولة العربية الوحيدة التي تستهدف الوصول إلى اقتصاد قائم على الابتكار، تعمل الإمارات على تطوير وتعزيز منظومة الابتكار لديها، كجزء من مساعيها للوصول إلى اقتصاد المعرفة، كما تم تصنيفها أخيراً الدولة الأكثر ابتكاراً في الشرق الأوسط، من قبل كلية إدارة الأعمال الرائدة في أوروبا، وذلك انطلاقاً من بنيتها التحتية التكنولوجية ونظامها التعليمي عالي الجودة.

وحول تبني كولومبيا خطة للعمل البحثي أوضح توريس أنها تنفذ برنامج (Wise Mission)، وهو عبارة عن مجموعة تتضمن 47 من الخبراء المحليين والدوليين المختصين في مُختلف مجالات المعرفة، والذين شاركوا وساهموا في جهود مواكبة مسار تطور العلوم والتكنولوجيا والابتكار في كولومبيا، وقدم الخبراء 8 وثائق بحثية تتضمن توصيات قابلة للتطبيق، وتطرح تساؤلات ورؤى حول كيفية تحقيق قفزة نوعية في كولومبيا ضمن المجالات التالية: العلوم الاجتماعية والتنمية البشرية، وعلوم الصحة والحياة، والتكنولوجيا الحيوية والاقتصاد الحيوي والبيئة، وموارد الأحياء المائية والمحيطات، وعلوم الفضاء والعلوم الأساسية، والطاقة المُستدامة، والتقنيات التقاربية – المعرفة والمعلومات الخاصة بتكنولوجيا «النانو» والثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى القطاعات الثقافية والإبداعية، وتتضمن قائمة الدول المشاركة في هذه المجموعة كلاً من: ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وهولندا وكوريا الجنوبية وتشيلي والمملكة المتحدة.

Email