المدير العام لمركز «إيواء» لـ«البيان»: «إكسبو» منصة لصون الحقوق وحماية الإنسانية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سارة شهيل، المدير العام لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، التابع لدائرة تنمية المجتمع، أن دولة الإمارات منبر لتواصل العقول والدعوة لحقوق الإنسان باعتبارها وطناً للإنسانية والتآخي من خلال المحافل الإقليمية والعالمية، ومن أبرزها حالياً «إكسبو 2020 دبي»، المنعقد تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، والذي شارك فيه المركز مؤخراً بفعاليات توعوية وتثقيفية عديدة، على مدى أيام، حول حقوق الإنسان وقضايا العنف والإيذاء، مشيراً إلى أن «إكسبو» منصة للعمل الوثيق في صون الحقوق وحماية الإنسانية.

وقالت شهيل لــ «البيان» إن البرنامج الذي نظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، في المعرض العالمي، تنوع ما بين ورش العمل والتدريبات والجلسات الحوارية وحلقات النقاش والأنشطة التفاعلية والترفيهية الهادفة، واستقطب العديد من كبار المسؤولين وقادة الفكر والخبراء والفنانين وغيرهم من الأشخاص المعنيين بتطوير وتحفيز أجندة القطاع الاجتماعي بالدولة.

وجهة عالمية

وأشارت شهيل إلى أن دولة الإمارات وجهة إقليمية وعالمية لعقد الحوارات الإنسانية البناءة، بما يصب في صنع المستقبل واستدامة مسيرة العمل الإنساني التي دشنها آباؤنا المؤسسين، وقالت: «نحن عيال زايد دائماً ما نحرص على شحذ الجهود مع المجتمعات الإنسانية وبحث فرص الشراكة والتعاون على شتى المستويات لتحقيق الأهداف المشتركة وصون الإنسان وتحقيق عزته وسعادته».

دور محوري

وتابعت شهيل: تستضيف إمارات الإنسانية دائماً المعارض والمؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية التي تصب في صالح تحفيز التواصل بين العقول وتتمتع بدور محوري في تحفيز التواصل في المجتمع الدولي، بما فيها معرض إكسبو 2020 دبي، الذي حظي مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، بدعم القائمين عليه، تفعيلًا للنقاشات والفعاليات الملهمة التي تعزز دور المركز في وقاية المجتمع وتؤكد على جوهر عمل المعرض الذي يعد منبراً للدعوة إلى النهوض بالمجتمعات الإنسانية من مختلف الجوانب».

تعاون

وأوضحت سارة شهيل أن المعرض فرصة سانحة للتأكيد على أهمية الشراكات وحرصنا على العمل الوثيق مع الخبراء والمختصين وتفعيل دور الفن والتدخلات العلاجية المتنوعة في صون الحقوق وحماية الكرامة الإنسانية، ومن خلاله، استعرضنا نموذج المركز الشامل للرعاية وتمكين الإنسان، الذي يعالج من خلاله جوانب العنف في مجتمعنا، حيث يوفر حلول العلاج الطبي والنفسي والتأهيل المهني والدعم القانوني والاستشارات والإيواء والرعاية اللاحقة وغيرها من الخدمات الضرورية لحالات العنف والإيذاء، كعلاج للتحديات على المدى القصير، بينما يعمل على توعية وتثقيف المجتمع ومد جسور الشراكة والعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المعنية والتأثير على التشريعات والأطر القانونية».

توعية

وأشادت شهيل بدور الشركاء الوطنيين والجهات الداعمة في إنجاز البرنامج التوعوي، وقالت: «كان انضمامنا إلى فعاليات المعرض بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وهي مؤسسة شريكة لنا منذ أعوام عديدة، وسبق أن قدمنا معًا للمجتمع العديد من المبادرات الثقافية ذات الأبعاد الإنسانية، بما فيها معرض تعابير صامتة، وخرجت العديد من الأعمال الفنية المصنوعة بأيدي الناجيات من الاتجار بالبشر إلى النور، لتنطق بشتى رسائل الأمل والثقة والإصرار على العيش الكريم».

عمل فني

وقالت شهيل: «وضعنا في معرض إكسبو 2020، مؤخراً، عملًا فنياً باسم قطع البولينغ، وهو أحد أهم وأجمل الأعمال الفنية التي عرضناها من قبل في معرض تعابير صامتة، وصنعته 20 ناجية من الاتجار بالبشر على مدى عامين، بإشراف الفنانة جنيفر سايمون، ممثلةً عن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وهو يروي نظرة الناجيات لأنفسهن وللحياة، بعد أن قدم المركز لهن الدعم ليعدن للحياة من جديد».

وأضافت: يتكون «قطع البولينغ» من عشرة مجسمات «بولينغ» بحجم الإنسان تتخذ شكل الناجيات اللائي صنعنه، بملامحهن وملابسهن التقليدية، وفي مواجهة المجسمات كرة حديدية مكتوب عليها كلمة «الحياة» بالعربية والإنجليزية، وتتلخص فكرته في أنه يحاكي لعبة «البولينغ»، حيث تضرب الحياة الناجيات كما تضرب الكرة المجسمات الخشبية وتوقعها، ولكن الناجيات عدن للوقوف والمواجهة من جديد حالهن حال مجسمات «البولينغ»، بعد أن امتدت لهن يد العون.

حقوق الإنسان

وأضافت شهيل: «في إطار الاحتفاء بيوم حقوق الإنسان في جناح المرأة بإكسبو 2020 دبي، تم التطرق إلى إنجازات المركز المحققة ومسيرته في الوصول إلى مجتمع يسمو بتمكين أفراده وحمايتهم من مخاطر العنف، كما تم تسليط الضوء على الإنجازات السابقة للمركز، الذي يشمل برعايته ما يزيد على 300 ضحية من ضحايا الاتجار بالبشر، وساعدهم على شتى المراحل بما يتضمن المساعدة القانونية والترحيل الطوعي والرعاية اللاحقة، كما كان له دور أساسي وفاعل في تعديل القانون الاتحادي رقم (51) لسنة 2006 بشأن الاتجار بالبشر، الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، والذي يفرض عقوبات صارمة على كل من يرتكب تلك الجريمة المشينة، بالقانون الاتحادي رقم (1) لسنة 2015، بمشاركة المركز بصفته عضواً فاعلاً في اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر».

توجهات استراتيجية

وأشارت شهيل إلى توجهات المركز الاستراتيجية للمستقبل، ضمن أجندة القطاع الاجتماعي لإمارة أبوظبي، وقالت: لا يكتفي المركز بمجرد تقديم حلول مؤقتة للمستفيدين، بل له دور في التشريعات الوطنية ويتعاون مع جهات إنفاذ القانون وأصحاب المصلحة المعنيين ويقدم التدريبات وورش العمل، عملًا بدوره الوقائي ونظرته الاستراتيجية على المدى الطويل، كما يحرص على مساعدة الحالات بحيث يكون كل منهم قادر على مواجهة الحياة والاضطلاع بدور حقيقي في مجتمعه.

وتابعت «هذا التناغم والتعاون الوثيق مع جميع الأطراف على المستويات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بما يتضمن مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وكذلك الأفراد باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم، من المسؤولين الحكوميين والخبراء والفنانين والحضور، بمثابة نموذج إماراتي يُحتذى عالمياً في مناصرة القضايا الإنسانية، وقد تكللت تلك المساعي النبيلة بخروج الأيادي البيضاء والتقائها معاً في إكسبو 2020 دبي لربط جسور التواصل بين العقول، الأمر الذي لطالما حرصت عليه إمارات الخير والعطاء حتى صارت منبراً للدعوة لحقوق الإنسان ومضرب مثل في التسامح والتآزر».

Email