مدير الجناح لـ« البيان »: التقنيات لغتنا الثانية

إستونيا.. تتنفس التكنولوجيا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما تكون «صغيرة بمساحتها، كبيرة بتقدمها التكنولوجي» أكثر عبارة قد تخطر على بال زوّار جناح إستونيا في إكسبو 2020 دبي الذي يحمل شعار «رقمي، ذكي، ومستدام»، فيما يؤكد ماديس كاس مدير جناح إستونيا في إكسبو 2020 دبي إن التكنولوجيا هي اللغة الثانية في هذه الجمهورية التي تبلغ مساحتها 45 ألف كم مربع تقريباً ويقطنها 1.3 مليون نسمة فقط، وتلقب بـ«المجتمع الرقمي الأكثر تقدماً في العالم».

وأكّد كاس في حوار خاص مع «البيان» أن إكسبو 2020 دبي يوفر فرصاً ثمينة لإبراز نموذج التحول الرقمي في إستونيا واستكشاف فرص التعاون بين الإمارات وبلاده، الواقعة في شمال أوروبا، في مجالات التحول الرقمي وبلوك تشين والأمن السيبراني والمزارع الذكية والاستدامة والمدن الذكية وغيرها، خصوصاً مع الطموحات المشتركة للدولتين في الكثير من مبادرات التحول الرقمي.

وأضاف كاس أن حكومة بلاده توفر اليوم 3,300 خدمة رقمية لمواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة، ويستفيد منها الشركات والأفراد صغاراً وكباراً على حد سواء، لافتاً إلى أن جناح بلاده استقبل في أكتوبر أكثر من 30 ألف زائر.

ثلاثة عوامل

وعزا الفضل في نجاح تجربة التحول الرقمي في إستونيا، إلى ثلاثة عوامل رئيسية الأول هو التحول التدريجي للخدمات الرقمية الذي تسارعت وتيرته بشكل كبير منذ الاستقلال الثاني للجمهورية عن الاتحاد السوفييتي في 1991، والثاني هو الشراكة الحقيقية والمتوازنة بين القطاعين العام والخاص في عملية التحول الرقمي، وسياسة البيانات المفتوحة المتوفرة عبر نظام «إكس-رود» X-Road الذي يعتبر العمود الفقري للبيانات في إستونيا، بالإضافة إلى مشروع «قفزة النمر».

«قفزة النمر»

وأوضح كاس أن مشروع «قفزة النمر» الذي أطلقته حكومة إستونيا في 1996 بهدف الاستثمار بشكل كبير في تطوير ونشر علوم الكمبيوتر والشبكات والإنترنت خصوصاً في المدارس والجامعات، ما مكّن حتى كبار السن من استخدام الخدمات الحكومية بفضل التصميم الفريد للمواقع الذي يراعي حتى طريقة استخدام كبار السن في استخدام التكنولوجيا.

وبفضل نموذج تحولها الرقمي الناجح، توفر إستونيا سنوياً ما يعادل ارتفاع برج إيفل من أوراق العقود فقط، بفضل توفر ميزة التوقيع الإلكتروني على جميع أنواع العقود والوثائق في القطاعين العام والخاص، باستثناء الزواج والطلاق.

وتعتبر إستونيا كذلك من أكثر الدول تطوراً على صعيد الأمن السيبراني لدرجة أن حلف الناتو اختار تالين عاصمة إستونيا لتكون مركز التميز الخاص بالدفاع السيبراني. وأضاف: أدركت إستونيا منذ استقلالها قبل ثلاثين عاماً أن تطوير شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص هو السبيل الأمثل لتطوير البلاد على صعيد الخدمات الرقمية. واليوم يثق جميع الإستونيين بأمن الخدمات الرقمية التي تقدمها إستونيا، بفضل الخبرة الطويلة لإستونيا في هذا المجال، خصوصاً بعد الهجمات السيبرانية الكبيرة التي تعرضت لها إستونيا في 2007، والتي جعلت الأمن السيبراني جزءاً من عقيدتها العسكرية.

واليوم يستفيد شعب إستونيا من خدمات الإنترنت في كل شيء تقريباً مثل شراء العقارات وتقديم الضرائب والتصويت للانتخابات البرلمانية. ويتم الدخول إلى الخدمات الرقمية الحكومية من خلال الرقم الوطني للهوية ومن ثم استخدام الرمز الخاص لكل مواطن والمدمج في شريحة الهاتف المستخدم SIM والذي يستخدم للتوقع الإلكتروني على الوثائق والذي يعتبر ملزماً قانونياً والمرتبط بنظام «إكس رود».

وتتبع إستونيا سياسة «لمرة واحدة فقط» الذي يتيح للمواطن الإستوني إدخال بياناته الشخصية مثل عنوان بيته وغيره، لمرة واحدة فقط دون الحاجة لإدخالها في أي موقع آخر مرة ثانية، وذلك لارتباط جميع البيانات بنظام «إكس رود».

ولفت كاس إلى أن معظم الشركات المشاركة في جناح إستونيا وعددها 40 جهة وشركة تعمل في قطاع تقنية المعلومات الذي يشكل 6% من إجمالي الناتح المحلي الإجمالي في إستونيا ويعمل به أكثر من 21 ألف موظف من خلال أكثر من 4 آلاف شركة، معبراً عن اعتقاده بأن إكسبو سيوفر العديد من فرص التعاون والتبادل التجاري خصوصاً في قطاع التقنية وبلوك تشين.

احتفال

وأكّد كاس أن رئيس إستونيا البروفيسور «آلار كاريس» برفقة وفد مكون من 400 من كبار المسؤولين ورجال الأعمال سيقوم بزيارة إكسبو 2020 دبي في 20 مارس للاحتفال باليوم الوطني للجمهورية في إكسبو.

وأفاد كاس: سيدرك زائر جناح إستونيا في إكسبو لماذا نعتبر التكنولوجيا لغتنا الثانية في إستونيا. فجميع التقنيات التي يمكن للزائر مشاهدتها في الجناح تلعب دورها بشكل عملي وسلس للغاية في حياة الشعب الإستوني على اختلاف أعماره. ففي إستوينا يتمتع غالبية الشعب بمهارات رقمية عالية، فيما تعتبر الرقمنة جزءاً أساسياً في حياته.

Email