المهندسة المعمارية لجناح ليتوانيا: مشاركتي في إكسبو 2020 أكبر إنجازاتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت إيديتا بروزيكايتي، مهندسة معمارية، وشريك مؤسس، إم بي بوكاس، جناح ليتوانيا، أن الإنجاز الأكبر هو تجربتها في إكسبو 2020 دبي بأكملها، بما في ذلك مراحل التصميم والأشخاص الذين قابلتُهم.

وتتطلع  بروزيكايتي إلى معرفة رأي الزوار عن تجربتهم في الجناح خلال فترة انعقاد الحدث الدولي.

وشاركت  إيديتا بروزيكايتي، في أسبوع التنمية الحضرية والريفية في إكسبو 2020 دبي، ال1ي انعقد في الفترة من 31 أكتوبر حتى 6 نوفمبر، وبحث إمكانية العيش والنمو في توازن مع كوكبنا، ويضم فعاليات توضح كيف يؤدي النوع الاجتماعي دورا في ذلك.
 
وتقدم مجموعة من المهندسات المعماريات الموهوبات، اللاتي كُنَّ وراء تصميم بعض أكثر أجنحة الدول روعة في أنحاء موقع إكسبو 2020، أفكارهن بشأن مستقبل الهندسة المعمارية من منظور نسائي، ويشرحن مشوارهن المهني وعملهن لتصميم هذه المباني المُبهرة.
 
وتحدثت إيديتا بروزيكايتي، في حوار صحفي عن مسيرتها في الهندسة المعمارية منذ أن بدأت حياتها المهنية حتى الآن، و مصادر إلهامها، وكيف انضمت إلى هذه المهنة، وأبرز مشاريعها السابقة. وتالياص نص الحوار.

ما الذي ترجين تحقيقه عبر استعراض عملك في منصة إكسبو 2020 العالمية؟
 
-الإنجاز الأكبر هو تجربة إكسبو الدولي بأكملها، بما في ذلك مراحل التصميم والأشخاص الذين قابلتُهم، وأتطلع إلى معرفة رأي الزوار عن تجربتهم في الجناح في فترة انعقاد الحدث الدولي.

هل ألهمك أيّ جناح آخر في إكسبو 2020؟

-استقيتُ الإلهام بشكل كبير من أجنحة السويد، ودولة الإمارات العربية المتحدة، واليابان، وسويسرا، وبولندا. فقد لاقى كل من التجربة المعمارية الكاملة ومحتوى المعرض في هذه الأجنحة اهتماما دقيقا بالتفاصيل.

كان أحد الموضوعات التي تم بحثها خلال أسبوع التنمية الحضرية والريفية هو أن معظم المدن في أنحاء العالم صممت على يد الرجال، فكيف إذا ستتمكن المهندسات المعماريات من تغيير طريقة بناء مدننا؟ وما هي توقعاتك للمستقبل بناء على وجهة النظر هذه؟
 
-لست متأكدة مما إذا كان نوع المصممين له تأثير معين على طريقة تصميم المدن، أعتقد أن القرارات والأفكار، في وقتنا الحالي، تأتي من نظريات ومنهجيات مختلفة نختارها نحن بإرادتنا، ومع ذلك، يمكنني أن أتخيل أن المعماريات قد يعملن كوسيطات ناجحات بين المجتمعات، والمستثمرين، والسلطات في مراحل التصميم في المستقبل.
 
بصفتك مهندسة معمارية، هل تشعرين بأنك قد تقدمين منظوراً مختلفا للمشروع عن ذلك الذي يقدمه زميلك الرجل؟ وفيما يتعلق بقطاع الهندسة المعمارية في ليتوانيا، هل لايزال التوازن بين الجنسين متمحور حول الرجال؟
 
-أعتقد أن فريقنا من المهندسين المعماريين فريد ومتوازن، فحتى وإن كنت أنا المرأة الوحيدة في الفريق، فأنا أعلم أنه عبر المناقشة، وطرح الآراء المختلفة، يمكننا أن نصل إلى أهدافنا معا، ولا يؤدي النوع الاجتماعي أي دور في عملية اتخاذ القرار، وعلى الرغم من ذلك، وفيما يخص الهندسة المعمارية في ليتوانيا، بشكل عام، فلا تزال الكفة تميل نحو المهندسين من الرجال فيما يتعلق بمسألة التوازن بين الجنسين.
 
كيف تعتقدين أن تأثيرات جائحة كوفيد ستؤثر على طريقة تصميم وإنشاء المباني في المستقبل؟
 
-في مجال الهندسة المعمارية، أعترف بأن زملائي، والمهندسين المعماريين، ومهندسي الإنشاءات يولون اهتماما أكبر لمناظير التصميم الخاصة بالمنشآت والمباني المؤقتة، التي يمكن تشييدها في وقت قصير جدا، مثل المستشفيات، أو المكاتب، أو المساكن المؤقتة. كما بدأنا بالتفكير أكثر وأكثر في وضع سيناريوهات تجعل المساحات التي نصممها أكثر مرونة، وقابلية للاستخدام بأوجه متعددة، حتى لو كنا نصمم المنازل المخصصة لسكن الأسرة الواحدة.
 
هل يمكنك أن تخبرينا عن مسيرتك في الهندسة المعمارية حتى الآن، ما هي مصادر إلهامك، وكيف انضممت إلى هذه المهنة، وما هي أبرز مشاريعك السابقة؟
 
-بدأت مسيرتي في مجال الهندسة المعمارية منذ مرحلة الطفولة، حيث كنت أمضي عدة أيام في اللعب بمكعبات الليغو، وتصميم المركبات، والأبراج والهياكل الخيالية. وكنت مهتمة بإنشاء أي نوع من المباني، وتجربة المواد الحقيقية في سن مبكرة جدا.
ثم تخرجت من أكاديمية فيلنيوس للفنون في ليتوانيا، وبعد تعاون طويل مع زملائي، والمشاركة في العديد من المسابقات، والعمل على تصميم عدة مشاريع مختلفة، بدأنا في عام 2019 مُزاولة التصميم المعماري الخاص بنا، تحت اسم بوكاس.
وعلى مدار السنوات الماضية، كان فريقنا يعمل على تصميمات ذات أحجام مختلفة، ومبان تجارية وسكنية متعددة الاستخدامات، وتصميم المعارض، ومشاريع التطوير، بداية من الرسومات الأولية وصولا إلى الإشراف في الموقع، فنحن نميل إلى العمل من خلال التجارب، والفن، والتصميم، والحرف، بالتوازي مع مشروعات التصميم، كما أنني أدير ورشي الخاصة لصنع النماذج المعمارية، المليئة بأحدث المعدات التقنية. أما مصدر إلهامي فيأتي عبر ملاحظتي لعادات الناس، والطبيعة، والمجالات الأخرى.
 
هلا أخبرتنا كيف كانت ليتوانيا كدولة، وشعار جناحها مصدر إلهام لتصميمك؟
 
-ليتوانيا دولة أوروبية حديثة تفخر ببيئتها الطبيعية والنقية، إلى حد ما، وبتراثها الثقافي الأصيل، وأظن أن الشعب الليتواني يعلم كيف يعيش بتوازن عبر احترام الطبيعة، والتقاليد، والتعامل مع الوتيرة المتسارعة لأسلوب الحياة الحديث، لذا كان يجب أن يقدم "أوبيناريوم"، وهو اسم جناح ليتوانيا، دولتنا بصفتها بلدا منفتحا على الإبداع، والاستدامة، والأعمال، والمجتمع، والحداثة، حيث يمثل "أوبيناريوم" المناخ المحلي المثالي لمجتمع متنامٍ ومستدام.
يستقبل الجناح الزائر بواجهة خشبية مزينة بمصاريع مفتوحة بالكامل وفقا للأسلوب الليتواني، ويشكل المبنى مساحة منفتحة تتواصل مع الزائر عبر تصميمها الخارجي الجذاب. ويتجلى قليلا الأسلوب الليتواني وهوية ليتوانيا باستخدام عناصر زخرفية إثنوغرافية، أما المصاريع المفتوحة والبوابة الخشبية للمدخل الرئيسي فترمز إلى غياب القيود، والتوافرية، والانفتاح.
 
هل تشعرين بأن التصميم يندرج في إطار الهندسة المعمارية المعاصرة أم هو نتيجة انصهار فلسفات مختلفة، كعمارة ما بعد الحداثة أو عمارة المحاكاة الحيوية على سبيل المثال؟
 
-يندرج التصميم في إطار الهندسة المعمارية المعاصرة، حيث تتجه الأنظار إلى موضوع الاستدامة الذي اختارته ليتوانيا، ويتمثل الهدف في ابتكار مبنى صديق للبيئة، باستخدام تقنية الطاقة الشمسية المبتكرة، والحلول الحجمية والهيكلية البسيطة، ليكون من السهل تفكيكه وإعادة تدويره مجددا، مع ترك أقل نسبة ممكنة من النفايات بعد انتهاء الحدث الدولي. وعلى الرغم من اعتماد مقاربة حديثة ومستدامة، يسلط تصميم الجناح الضوء على استمرارية الهندسة المعمارية التقليدية وأهميتها ضمن السياق المعاصر.
 
ما الذي يعنيه لك هذا الجناح؟ وما هو أكثر ما تفخرين به على مستوى تصميمه؟
 
-يمثل الجناح مساحة تجَمُع، وسيحرّك مشاعر الكثير من الزوار بمساحاته الرحبة، وأشعر بالفخر إزاء الهيكل المفتوح للمبنى، الذي يسمح للزوار بالشعور بأنهم غير مقيدين، كما أن اللغة البصرية لهندسة الجناح معبرة بإيجاز، إذ تمثل مجموعة مختلفة من السيناريوهات المكانية المختلفة ومساحات للتجمع وإقامة الفعاليات. أما فيما يخص المساحة العامة، أي المساحة المفتوحة الرئيسية فهي مغطاة بهيكل خشبي، كما تتواجد مساحة مظللة بشكل ناعم. وفي داخل الجناح، يمكن إيجاد مدرجات توفر الرابط المكاني، وتمثل مساحة للاجتماعات ومشاهدة محتوى المعرض. أما الشرفة المطلة على فناء "أوبيناريوم"، فتعمل كمكان مخصص للفعاليات على نطاق محدود، وأرى أن جناح ليتوانيا سيشعِر الزوار بمناخ محلي فريد وسيوفر لهم تجربة ثقافية فريدة وليس مجرد الترفيه عنهم فقط.
 
هل قمت بزيارة الجناح؟
 
-نعم، زرتُ جناح ليتوانيا مع فريق العمل ومع أصدقائي، حيث تشاركنا الكثير من الأفكار عن الجناح المكتمل بعضنا مع بعض، أولا، نحن سعيدون بأن "أوبيناريوم" مساحة مفتوحة ومرحبة، وبأن المدرجات داخل الجناح تعمل كما توقعناه. حيث يميل الناس إلى الاستراحة في هذه المساحات، والاسترخاء، والاستمتاع بالمناظر أو التأمل في محتوى المعرض. ما يثبت أن تصميم الجناح مناسب للزوار وللعاملين فيه.
 

لو استطعتِ العمل مع أحد المهندسين المعماريين من أيّ حقبة زمنية، من الماضي كانت أم من الحاضر، من كان ليكون؟
 
-أختار الحاضر، وكنتُ لأختار العمل مع المعماري البلجيكي فنسنت فان دويسن، فأنا معجبة بأعماله في الاستوديو، وبطريقة بنائه لبيئات هادئة تصلح للعمل والاستمتاع.
 

 

Email