رئيس وكالة الفضاء الرواندية لـ«البيان»:

الاستثمار في الفضاء يعزز تحسين حياة المواطنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد فرانسس نجابو الرئيس التنفيذي بوكالة الفضاء الرواندية بأن الفوائد التي تعود على رواندا من امتلاكها وكالة فضاء والاستثمار في قطاع الفضاء، هي إثراء عملية صنع القرار استناداً إلى البيانات في القطاعات الحيوية وتساهم في تحسين حياة المواطنين وسبل عيشهم. ولذلك، يكمن دور وكالة الفضاء الرواندية في مضاعفة قوة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة التي كانت تعاني من الإبادة حتى نجحت في الوصول إلى معانقة النجوم.

وقال لـ «البيان»: تقدم بعض مشاريعنا الحالية دليلاً قاطعاً على ذلك، حيث أرسل أول قمر صناعي لنا (RwaSat-1) صوراً إلى وزارة الزراعة، الأمر الذي ساعد في دعم تحليل رطوبة التربة الحيوية بالإضافة إلى المسوح الاستقصائية المتعلقة باستغلال موارد الأرض استناداً إلى بيانات الأقمار الصناعية وتقدير غلة المحاصيل، كما أن البيانات التي قدمها القمر الصناعي لا تقدر بثمن، حيث ساهمت بشكل مباشر في خططنا التنموية الوطنية، كما اتصلنا بالإنترنت واسع النطاق من الفضاء في مشروع إطلاق القمر الصناعي الثاني، الملقب بـ (Icyerekezo)، أي الرؤية، بالإضافة إلى اتصال الطلاب بشبكة الإنترنت في جزيرة نكومبو على ضفاف بحيرة كيفو ضمن القمر ذاته، حتى يتمكن شبابنا من الحصول على أعلى مستويات التعليم بغض النظر عن القيود الجغرافية.

رؤية

وأضاف: إن مشاريعنا المستقبلية أكثر طموحاً بما يتماشى مع رؤية الحكومة، والمشروع الوطني لمركز البيانات الجغرافية المكانية هو أحد هذه المشاريع، لافتاً إلى أنه عندما ثار بركان جبل نيراجونجو في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة في وقت سابق من هذا العام، استفادت الوكالة من التحليل الصادر عن رادار قياس التداخل ذي الفتحة الاصطناعية (InSAR) وبالشراكة مع شبكة شركائنا القوية، ساعد في إعلام الجهات القائمة على الاستجابة لحالات الطوارئ ومتخذي القرار للتوصل إلى فهم أفضل للتحول الأرضي في الوقت الفعلي في البلدات الحدودية غوما وروبافو. كما سيستخدم المركز البيانات لتوجيه عملية اتخاذ القرار في القطاعات الحيوية الأخرى، مثل الزراعة والتخطيط الحضري والتعدين من بين قطاعات أخرى.

قدرة

وتابع: تنفق الحكومات الأفريقية في كل عام ملايين الدولارات للحصول على بيانات الأقمار الصناعية من شركات الفضاء التجارية واستخدامها، وفكرة قدرة الأفارقة على تلبية مطالبنا هي غاية يمكن بلوغها في حياتنا. ورواندا والوكالة على استعداد لتمهيد الطريق لتحقيق هذه الغاية، موضحاً أن إحدى الخطوات الحيوية التي اتخذتها رواندا لتحقيق هذه الغاية هي تسجيلنا الأول لكوكبة أقمار صناعية لدى الاتحاد الدولي للاتصالات.

تعد هذه الخطوة ضرورية لأي دولة تأمل في أن تبدأ عملها في مجال الفضاء. ويعني التقدم التكنولوجي - بما في ذلك القدرة على تطوير أقمار صناعية أصغر، وإعادة استخدام منصات إطلاق الأقمار الصناعية - أن هذا المجال لديه إمكانات أكثر من ذي قبل، ولم يعد الفضاء حكراً على عدد قليل من البلدان، كما كان الحال في معظم فترة القرن العشرين. كما يعكس هذا التسجيل تلك الحقيقة، وهو إشارة إلى طموحاتنا في المستقبل القريب.

بيئة

وأردف فرانسس نجابو، قائلاً: كانت رواندا قد أبدت على مدى السنوات الـ 27 الماضية التزامها بتهيئة أفضل بيئة ممكنة لتنمية الابتكار ونشوء قطاع التكنولوجيا؛ وعليه، فإن قطاع الفضاء نتيجة منطقية في هذا الجيل، كذلك تتوفر بيئة مواتية للمستثمرين وجاذبة للشركاء من القطاعين العام والخاص من جميع أنحاء العالم بفضل الأطر التنظيمية والحوافز المالية المقدّمة. إلى جانب ذلك، تعني الاستثمارات في مجالات التعليم والبنية التحتية الرئيسية أن الدولة قادرة على توفير بعض من أفضل الظروف للقيام بالأعمال التجارية في أفريقيا، كما تعد رواندا دولة رائدة في القارة من حيث استخدامها للاتصال عبر الألياف الضوئية الموثوق بها والرخيصة والسريعة بالإضافة إلى توفر إشارة شبكتها في جميع أنحاء البلاد.

استثمار

وأضاف: تستفيد رواندا من إقبال المستثمرين العالميين في الفترة الأخيرة على قطاع الفضاء، وتهدف إلى أن تصبح بوابة التجارة الفضائية في القارة الأفريقية؛ مع العلم أن تطوير الشراكات والتعاون بين الوكالة والشركاء الدوليين لن يعود بالنفع على رواندا فحسب، بل على منطقتنا بأكملها وكذلك الشركاء من جميع أنحاء العالم. .

وثمّن تجربة دولة الإمارات في استكشاف الفضاء الخارجي، مؤكداً أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» يجسد رؤية دولة الإمارات للمستقبل الذي ستكون فيه المعرفة أساس الاستثمار في بناء القدرات البشرية، وبناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز المسيرة التنموية في الدولة، والتصدي للتحديات من خلال إيجاد حلول مبتكرة، واستكشاف فرص للغد، وتطوير قطاعات جديدة لرفد الثروة الوطنية.

Email