في إكسبو 2020 .. ستيف سيدول يبهر الحضور بـ "أصوات الطبيعة"

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتزان وراحة للنفس تمنحها الطبيعة بكل أصواتها وأشكالها للإنسان، يجد نفسه قريباً منها، وهي التي تؤثر في سلوكياته، وتمنحه الهدوء، ذلك ما أن تشعر به وأنت تستمع لمقطوعات "أصوات الطبيعة" للمحلن ستيف سيدويل، التي أطلق العنان لها في فضاء معرض "اكسبو 2020 دبي"، حيث انجز العمل الموسيقي بتكليف من "اكسبو 2020 دبي"، احتفاءً باسبوع المناخ والتنوع البيولوجي الذي يستضيف المعرض الدولي فعالياته.


هذه ليست المرة الأولى التي يحط فيها الملحن ستيف سيدول رحاله في دبي، فقد سبق له أن قدم مقطوعاته الموسيقية في افتتاح كأس دبي العالمي، وها هو يطل مجدداً على الملأ، من "داانة الدنيا" حاملاً معه عملاً موسيقياً مبهراً، يجمع فيه بين موسيقى الطبيعة على اختلاف ايقاعاتها، ومشاهد بصرية، بطريقة تثير الراحة في النفس، وتفتح العيون على ما تختزنه الطبيعة من جماليات وهدوء، يقودنا لأن نصغي للطبيعة، ونعاين تأثيرها في نفوسنا.


40 فرداً على الأقل، وقفوا أمام ستيف سيدول على خشبة مسرح اليوبيل، ليطلقوا معاً أصواتاً مستلهمة من الطبيعة، ليشكلوا بتلك الأصوات "نوتة" موسيقية، حركات موسيقية كتبت بماء البحر وهدير أمواجه، وجريان الينابيع الجبلية، وحفحفة الأشجار، وزقزقة العصافير، التي تصعد بدرجات السلم الموسيقي، وصولاً إلى رؤوس الجبال، لتقتبس من البراكين المتفجرة بعضاً من أصواته. في عرضه الذي امتد لنحو 60 دقيقة، اصطحب الملحن ستيف سيدول جمهوره في رحلة عميقة، ساروا فيها بدروب الطبيعة الخلابة، وتأثروا بالموسيقى التصويرية والعروض البصرية التي ضمت تحت مظلتها الإنسان أيضاً.


في "أصوات الطبيعة" قدم الملحن ستيف سيدول وكوراله الاوبرالي مزيجاً رائعاً، أصاب من خلاله النفس بالهدوء، وأعاد لها توزانها المستلهم من الطبيعة، قدم للجمهور عملاً يفتح العيون على تأثير الموسيقى، وعلاقتها مع الطبيعة، كما فتح العيون على العلاقة السمعية مع الرؤية البصرية، ليقدم تكويناً مبتكراً، يختلف تماماً عما تعود عليه الناس في السينما.


وأنت تتابع عرض "أصوات الطبيعة"، تشعر لوهلة أنك أمام عمل سينمائي محترف، يحتفي عبر سرد موسيقي وبصري، بعلاقة البشر مع الطبيعة، يقدمها لك عبر ثلاث حكايات تستعرض في بدايتها، جماليات الطبيعة بنباتاتها وحيواناتها، ومرواً بتأثير الإنسان عليها، وما أحدثه فيها، وردة فعل الطبيعة تجاه أفعاله، وصولاً إلى استعراض الجهود البشرية المبذولة للتغلب على الأضرار التي لحقت بالطبيعة، فيما لا تغفل تلك الحكايات، المرحلة الزمنية الحساسة التي نعيشها، وما تتطلبه منا من اجراءات جماعية من أجل حماية الأرض، لتكون مكاناً أفضل للأجيال المقبلة.


يستند الملحن ستيف سيدول في عرضه الموسيقي، إلى ما تولده الأنظمة البيئة الطبيعية من أصوات فريدة، يوظفها بطريقة مذهلة، حيث لكل صوت مكانه الخاص على النوتة الموسيقية، يستثمر فيه فصول السنة ومراحل القمر بدءاً من ولادته وحتى يصبح كـ "العرجون القديم"، تتابع معه رحلة النمو للأشجار والنباتات، وأصوات العصافير، ومعها الأمطار والرياح والأمواج وغيرها، والتي يقدمها في مقطوعات مبتكرة، تعتمد على الأساس على الصوت والصورة وحركة الجسد أيضاً.

 

Email