غواصو المجاري في الهند.. أسوء مهنة على الإطلاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه الصور التي نستعرضها في مقالنا اليوم، ستتذكرها حتما في المرة القادمة التي تشتكي فيها من ظروف عملك، فمنظر غواصي مجاري الصرف الصحي بدلهي وهم يحتفظون بابتسامتهم رغم عملهم وسط الفضلات والنفايات مقابل مبلغ لا يزيد عن 3 جنيه استرليني يوميا  بغض النظر عن مستوى خبرتهم، سيترسخ في ذهنك إلى الأبد.

هم عمال يطلق عليهم اسم "الزبالين"، يعرضون حياتهم للخطر من أجل فتح المجاري المسدودة في المدينة الهندية المكتظة، ويعملون سبعة أيام في الأسبوع – ولديهم إجازة يوم واحد فقط في الشهر، وفقا لما نقلته قناة "باركروفت".


  قبل الشروع في العمل داخل المكان القذر، يحصل العمال على مشروب لرفع معنوياتهم.

 كومار غوراف، (23 عاما) هو واحد من هؤلاء العمال، يقول بأنه يقضي 6 ساعات في اليوم داخل متاهة المجاري ويضطر لتحمل الرائحة الكريهة ومشاهد النفايات المقرفة طوال ذلك الوقت. ضف إلى ذلك فإن الغواصون ليسوا محميون من الغازات الضارة المتسربة في الأنفاق القذرة.

كومار ورث هذه المهنة عن والده وهو يمارسها رغماً عنه، فالفقر منعه من التعليم وإيجاد عمل أفضل.

غواصي المجاري في الهند ينتمون عامة إلى الطبقة الكادحة من المجتمع لم يدخلوا المدرسة في حياتهم بسبب الفقر.

ناريش وهو غواص آخر يبلغ من العمر 25 عاما، يقول بأنه يعمل لثلاثين يوما متتالية داخل المجاري دون الحصول على إجازة واحدة، ولا يوجد أي منظمة تدافع عن حقوقه أو تعمل على تحسين ظروف عمله.


وأضاف: "أحيانا عندما تكون البالوعة ضيقة نشعر بالخوف، ولكن ليس لدينا خيار آخر، علينا دخولها في جميع الأحوال، ولا نعرف إن كنا سنعود منها على قيد الحياة." 

من جانبه، يقول الموظف حريش (33 عاما) أنه "يسعى للمطالبة بفترات راحة أسبوعية ورواتب شهرية محترمة، وتعويض للعامل الذي يموت خلال عملية التنظيف، نحن بحاجة أيضا لمعدات أفضل ".


القانون في الهند يحظر ممارسة هذه المهنة، ولكن حريش يقول بأن الحكومة توفر غواصي المجاري للشركات الخاصة التي تعلن عن حاجتها.
وقال فيد براكاش، رئيس جمعية العمال في دلهي أنه لا توجد حقوق لهؤلاء العمال هم يتقاضون مبلغ زهيد يتراوح ما بين 200 إلى 300 روبية لليوم ويعملون في ظروف مزرية، على الحكومة تبنيهم وتوفير نقابة خاصة تمثلهم.

ويشتكي العمال بأن الملابس الواقية التي تقدم لهم فضفافة جدا وتعيق عملهم إذ أنها تعلق في المصارف، ويوضح كومار، أنه قد يموت إن دخل المجاري عاري الصدر ولكنه سيموت حتما إن ارتدى تلك البدلة، وذكر قصة عامل علق في المجرى بسبب اللباس الفضفاض وأخرج منه بعد عناء كبير.

وقال هاريش: "أجد نفسي مجبرا على قضاء أكثر من ست ساعات في اليوم داخل المجاري مرتديا ملابسي الداخلية فقط وهذا يؤدي إلى كثير من الأمراض الجلدية".


كما أن العمل في المجاري يسبب العديد ن المشاكل الأسرية، إذ يقول ناريش أن زوجته ترفض الاقتراب منه بسبب رائحته الكريهة، ولكنه يتقبل ويتفهم الأمر. ويقول مبتسما: حتى وإن تركت هذه المهنة ستظل رائحة المجاري تلاحقني.

وقال مسؤول حكومي، طلب عدم ذكر اسمه انه يشعر بالقلق من المخاطر العالية المرتبطة بمهنة الغوص في الصرف الصحي، إذ يتوفى حوالي 65 إلى 70 بالمائة من الزبالين خلال أداء عملهم، كما تم تسجيل نحو 50 وفاة في الأشهر الستة الماضية وحدها.

 

Email