مقال في مجلة يفتح ملف القضية بعد سنوات

يقضي 27 عاما في السجن بسبب شهادة طفل مزورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان كوامي أجامو في سن الـ 17 فقط عندما أدين بقتل عامل صرافة في كليفلاند. وأفرج عنه بشروط عام 2003 عن عمر يناهز الـ57 عاما، ولكنه في عام 2014، انفجر باكياً عند سماع القاضية وهي تبرئه من جميع التهم الموجهة إليه حتى أن هذه الأخيرة نزلت من منصتها لتعانقه وتهدئه.

قضية أجامو، بدأت تشهد النور بعدما سحب الشاهد الرئيسي في القضية إفادته بعد عقود من إدانة المتهمين.


تعود تفاصيل القضية لعام 1975، عندما هاجم مجهولين الموظف هارولد فرانكس بحامض الأسيد، وأطلق أحدهم النار عليه فيما كان شخص ثالث ينتظر خارجا في سيارته استعدادا للهرب. وكان الصبي إدي فيرنون (12 عاما)، في مسرح الجريمة كما زعم، وأدلى بشهادته ونطق بأسماء المتهمين وعليه أدانت هيئة المحلفين أجامو الذي كان يعرف حينها باسم (روني بريدجمان)، مع شقيقه ايلي بريدجمان (20 عاما)، وريكي جاكسون ( 19 عاما). وحكم على ثلاثتهم بالإعدام، لكن تم تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم في وقت لاحق. وأطلق سراح أجامو بإفراج مشروط في عام 2003 بعد أن قضى 27 عاماً بين القضبان.

في عام 2011 نشرت مجلة محلية تفاصيل الجريمة التي حدثت عام  1975 لتمنح القضية منعطفا آخر. إذ تقدم الشاهد الرئيسي فيرنون لسحب شهادته، وذكر بأنه كان حينها مجرد طفل صغير أراد مساعدة الشرطة وأنه في الواقع لم يكن شاهدا على الجريمة. ولكنه عندما سمع بها تقدم إلى أحد الضباط وقال له "أنا أعرف من فعل ذلك" وظن حينها أنه يلعب دوراً بطوليا في القضية.

في شهر نوفمبر 2014، أفرج القاضي عن جاكسون الذي زُعم بأنه كان ينتظر خارجا في سيارته، ولم يصدق حينها بأن الكابوس الذي كلفه 39 عاما من السجن (وهي أطول مدة قضاها سجين تمت تبرئته) قد انتهى أخيراً. 

بعد ساعتين من إطلاق سراح جاكسون (يمين)، برأ قاضي آخر ايلي بريدجمان (يسار) من جميع التهم الموجهة إليه.  

وحصل  أجامو وبريدجمان وجاكسون على تعويض مجموعه 4.1 مليون دولار وهو مبلغ لم يعارضه المدعون، ووفقاً لقانون ولاية أوهايو يمكن للأشخاص الذين سجنوا ظلما الحصول على تعويض يتجاوز الـ40  ألف دولار عن كل سنة سجن.

وقال أجامو في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست"، أن حياته وحياة شقيقه سلبت منهم حتى أنهم لم ينجبوا أطفالا يحملون اسمهم، وشكر أجامو الصحافي كايل سوينسون الذي كتب عن القضية في مقال أعاد فتح الملفات لتظهر براءة المتهمين. 

وطالب أجامو بشدة بتعديل نظام العدالة الجنائية الذي يتجاهل كل الأمور الواضحة وتمنى أن يتم ذلك قبل أن يشهد الشارع قضية مماثلة.


  بعد الإفراج عنه عام 2003، بدأ أجامو بتأسيس حياته وتزوج السيدة لاشوان التي التقاها في حافلة للنقل العام، ويقول بأنها خير صديق وسند.

Email