قال هلال طارق لوتاه، مؤسس شركة «لون داتا» للتكنولوجيا المالية: «إن إشادة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، بتأسيس الشركة، تعد لحظة فخر كبيرة في مسيرتي المهنية، وتعكس إيمان حكومة دبي بتقديم الدعم اللامحدود لرواد الأعمال، وتيسير سبل النجاح لهم».

وكان سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، قد أشاد في تغريدة على حسابه بمنصة «إكس»، بتأسيس هلال طارق لوتاه شركة «لون داتا» والتي تستهدف تلبية حاجة المؤسسات المالية والأفراد في إدارة شؤونهم المالية، وقال سموه في تدوينته:

«أسس هلال لوتاه شركة لون داتا لتلبية حاجة السوق والأفراد إلى تطبيق ينظم شؤونهم المالية، وطوّر التطبيق ليلائم احتياجات المؤسسات المالية واستطاع خلال فترة قصيرة جذب أكثر من 10 مؤسسات مالية وبنوك رقمية. التكنولوجيا المالية هي المستقبل، واختيار هلال العمل في هذا المجال هو تحدٍ سيأخذه يوماً ما لتحقيق نجاحات عالمية في هذا القطاع، كلّي إيمان وثقة بقدرات شبابنا في استكشاف الفرص في الاقتصادات الجديدة وتحقيق الريادة فيها».

وأضاف هلال لوتاه في حوار مع «البيان»: «إن إشادة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم تعد أكثر لحظة فخر مرت علي، منذ بداية مسيرتي المهنية، حيث نفتخر بهذا الدعم، وهو ليس غريباً على القيادة الحكيمة في دبي، وهو دافع ودعم معنوي كبير جداً للتميز في مجال التكنولوجيا المالية».

وأكد أن هذه الإشادة من قبل سمو الشيخ مكتوم بن محمد هي دليل واضح على توجه الحكومة والقيادة الرشيدة إلى دعم المشاريع المستقبلية في مجال التكنولوجيا المالية، وهو كذلك تشجيع للمواطنين على الدخول في هاذ القطاع باعتبار أنه هو المستقبل.

وقال: «إننا من أكثر رواد الأعمال حظاً في العالم من حيث البيئة التي تواجدنا فيها بسبب وجود الحاضنات المتعددة في الدولة، والتي تصل إلى 15 برنامجاً حاضناً لمشروعك».وأوضح لوتاه أن مجال التكنولوجيا المالية يعد من المجالات الصعبة باعتباره مجالاً جديداً، والمنافسة فيه تكون كبيرة جداً، وخاصة للشركات الناشئة، وقليلون هم من دخلوا هذا المجال ونجحوا فيه، لأنه مليء بالتحديات التي تحتاج للكثير من المثابرة، والعمل حتى يتحقق النجاح فيه.

بدايات

وحول بدايات دخوله عالم الأعمال، قال هلال لوتاه: «في الحقيقة دراستي كانت في مجال القانون، وتخرجت في جامعة «إكستر» ببريطانيا، وبالفعل التحقت بالعمل في محاكم دبي لفترة من الزمن، وتحديداً في مكتب إدارة الدعوى».

وأضاف: «بدأت أشعر أن الخدمات المالية في البنوك والمؤسسات المالية تحتاج إلى المزيد، وخاصة في مجال التكنولوجيا باعتبار أنها هي المستقبل، ومن هنا بدأت فكرة الشركة، والتي تتمحور حول تقديم حلول مالية للأفراد والشركات، لكننا بدأناها بإنشاء تطبيق لإدارة الجوانب المالية للأفراد، وللمساعدة على الادخار، وكان هذا في عام 2019، ثم بعد ذلك جاءت جائحة «كورونا»، وكانت فترة مهمة لنا، حيث بدأنا التفكير بجدية في إنشاء الشركة وتطويرها وتوجيه خدماتها للشركات، وهو ما تحقق بالفعل».

وتابع: «في هذه المرحلة بدأت أشعر أن الوقت لا يسعفني في التركيز على الشركة، وفي هذه اللحظة قدمت استقالتي من عملي في محاكم دبي وكانت خطوة موفقة، حيث تطلب المشروع مني تفرغاً كاملاً حتى ينجح، ويحقق الأهداف التي وضعناها».

وأوضح أن ريادة الأعمال تنقسم إلى عدة مراحل: الأولى هي مرحلة الحماس، والتي تكون فيها الأحلام بتأسيس عمل ناجح، ثم تنتهي هذه المرحلة لتبدأ مرحلة الجد، والتي تكثر فيها الضغوطات بشكل كبير جداً، وهنا يبدأ رائد الأعمال بالتفكير في وظيفته التي تركها كنوع من الأمان في حال فشل المشروع، أما بالنسبة لي فقد كان الأمر مختلفاً، لأنني وقتها كنت قد استقلت فعلياً من عملي، وبذلك كان هناك طريق واحد أمامي لا سبيل غيره، وهو المضي قدماً حتى بلوغ النجاح وهو ما تحقق بالفعل.

تحديات

وحول أبرز التحديات التي واجهها قال: «هناك العديد من الأشياء، التي لم أكن على علم بها، وكان علي أن أتعلمها بنفسي، وفي وقت قياسي، ومنها كيفية إدارة الموارد البشرية، وكيف أقوم بالتسويق للمشروع وأشرحه، وكيف أبني خطة عمل وميزانيات، وغيرها من الأمور، التي اضطررت لتعلمها على أرض الواقع».

وأضاف: «أيضاً من بين التحديات هو أن تعرف ذاتك في أوقات الأزمات، فعندما تمر بأزمة في عملك تكتشف في نفسك أشياء لم تكن تعرفها، وتجد لديك قدرات تساعدك على مواجهة أي مشكلة. أيضاً من أكبر التحديات هو دخول مجال جديد 100 %، حيث لم يكن لدينا تجارب مماثلة يمكن اللجوء إليه للاستشارة ومعرفة المزيد عنها».

وتابع: «ومن بين التحديات التشريعات في مجال التكنولوجيا المالية، حيث لم نكن نفهم في البداية ما هو المسموح وما هو غير المسموح، وهو ما تطلب منا وقتاً لمعرفته، وهذا الأمر يحتاج إلى ملاءة مالية قوية حتى تتمكن من العمل والنجاح».

وأضاف: «إن من بين التحديات التي واجهتنا هي أننا اعتقدنا أن الناس تحتاج إلى هذه التكنولوجيا لإدارة الادخار لديهم، لكننا اكتشفنا بعد إطلاق المشروع أن هذا التطبيق أو هذه الخدمة مرغوبة بالفعل، لكنها ليست ملحة بالشكل الذي يجعل الناس تشترك في التطبيق، من وجهة نظر البعض، وهذا غير ملائم لعالم الأعمال بشكل عام، وهو ما تطلب منا وقتاً حتى نتمكن من تسويق خدماتنا ومنتجاتنا بالشكل الذي يأتي بالمزيد من العملاء».

الأولى من نوعها

وحول فكرة الشركة وهل هي الأولى من نوعها في الدولة قال: «بل يمكنني التأكيد على أنها هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، التي تقدم هذا النوع من الخدمات، الذي يعنى بالأساس بمجال إثراء وتحليل البيانات المالية وترتيب المعاملات».

وأوضح: «لقد مضينا في 3 مراحل، الأولى كانت تطبيق للجمعيات الادخارية، ثم المرحلة الثانية تطورنا فيها إلى تطبيق لإدارة أموال الأفراد، والمرحلة الثالثة توجهنا بتقديم خدماتنا إلى البنوك، فبدلاً من التركيز فقط على الأفراد يمكننا أن نتوجه إلى المؤسسات المالية الكبرى مثل البنوك لتقديم خدماتنا، وهذا الأمر قادنا إلى تحد أكبر وهو:

كيف يمكننا أن نصل بمنتجنا الجديد إلى البنوك، في ظل وجود شركات كبرى منافسة ؟ وكيف يمكننا أن نخترق هذه الدائرة ؟ ولماذا يتعاملون معنا كشركة ناشئة صغيرة، في ظل وجود شركات أكبر منا وعريقة».

وأضاف: «مرت علينا في بداية المشروع فترة من أصعب الفترات في مجال الأعمال، وفي هذه الفترة التقينا رئيساً تنفيذياً لأحد البنوك الوطنية في الدولة، وكان لديه بعد نظر ورأى بناء شراكة معنا حتى يمكنه تطوير الخدمات المالية لدى مؤسسته، وهو ما تحقق بالفعل بعد هذه الشراكة، وبدأت من هنا انطلاقتنا الفعلية مع المؤسسات المالية بتوقع أول عقد شراكة معهم».

تمويلات

وحول تكلفة بدايات تأسيس الشركة قال هلال لوتاه: «بدأنا تقريباً بنصف مليون درهم، وهو تمويل ذاتي، ثم بعد ذلك أغلقنا أول جولة تمويلية استثمارية جريئة عام 2022 بقيمة 850 ألف دولار، حيث رأى المستثمرون معنا القيمة، التي يمكن أن يحققها هذا المشروع في مجال التكنولوجيا المالية، ثم بعد ذلك أغلقنا منذ شهور قليلة جولة أخرى من التمويل يطلق عليها «البذرة» بقيمة 1.5 مليون دولار مع مستمرين أكثر وصناديق أخرى».

وأشار إلى أن «حي دبي للمستقبل» كان من أبرز المشاركين في عمليات التمويل خلال الجولتين الاستثماريتين، وجاء في وقت ممتاز، وبذلك يكون إجمالي ما تلقيناه من تمويلات 2.350 مليون دولار (8.7 ملايين درهم).

3 مراحل

وأضاف: «إن مجال الشركات الناشئة يرتبط بثلاثة عوامل: الأول التمويل، وهو ما تحقق لنا بفضل الله، والثاني حاضنات الابتكار، وهي موجودة بكثرة في الدولة منها مركز دبي المالي، وحي دبي للمستقبل وواحدة دبي للسيليكون.

وفي الشارقة مركز «رواد»، وصندوق خليفة، وصندوق الوطن لدعم الشباب، و«هب 71» في أبوظبي، أما العامل الثالث فيتعلق بسهولة الأعمال، وهي في الإمارات تحتل أولوية قصوى». وأشار إلى وجود تعاون في الوقت الحالي مع بنك الإمارات دبي الوطني في دعم الكوادر الوطنية، وتحديداً في مجال التكنولوجيا المالية.

وحول الأسواق التي يعملون فيها قال هلال لوتاه: «لنا عملاء كبار في الإمارات، ومنهم بنك الفجيرة الوطني، كذلك لدينا ثلاثة بنوك رقمية زبائن لنا في السعودية، وكذلك لدينا عملاء في البحرين، وهناك أحد البنوك الكبرى في البحرين نعمل على التوقيع معهم، كما نعمل على التوسع في منطقة الخليج ككل، والسوق التالي لنا هو مصر، ثم بعدها نتوسع عالمياً».

هلال لوتاه:

دعم القيادة دافع كبير للتميز في مجال التكنولوجيا المالية

رواد الأعمال في الإمارات الأكثر حظاً عالمياً بالبيئة الحاضنة للمشاريع

«لون دانا» أول شركة من نوعها بالمنطقة في مجال إثراء البيانات المالية وترتيب المعاملات المالية

ترك الوظيفة الحكومية كان قراراً مصيرياً للتفرغ الكامل للمشروع وتحقيق النجاح

تعاون مع بنك الإمارات دبي الوطني في برنامج دعم الكوادر الوطنية

8.7 ملايين درهم تمويلات تلقتها الشركة منذ مرحلة التأسيس

لدينا عملاء في الإمارات والسعودية والبحرين وقريباً في دول الخليج ومصر ونخطط للتوسع عالمياً