أكد عدد من الخبراء والمسؤولين في مراكز تسوق ارتفاع مبيعات المياه والعصائر بنسبة تقارب 400% خلال شهر رمضان المبارك، مقارنة بمعدلات الاستهلاك والمبيعات خلال بقية أشهر السنة.
وأرجع الخبراء ارتفاع المبيعات خلال شهر رمضان إلى زيادة الإقبال على الشراء من المواطنين وطلبات الجمعيات الخيرية والمشاركين في أعمال البر، إضافة إلى تنظيم المجالس الرمضانية وبرامج إفطار الصائم وموائد الرحمن وغيرها من المبادرات والمشروعات التي تضاعف حجم الطلب على المياه المعبأة والعصائر خلال الشهر الفضيل. وأشار الخبراء إلى أن ارتفاع معدلات المبيعات يسهم في انتعاش أسواق المياه المعبأة ويحافظ على القوة الشرائية، بما يعزز من تنافسية بيئة الأعمال والأنشطة الاقتصادية.
ثقة المستهلكين
وأكد إبراهيم البحر، الخبير الاقتصادي في قطاع تجارة التجزئة مدير مؤسسة البحر للاستشارات، أن شهر رمضان لا يمكن مقارنته بغيره من شهور السنة، حيث ترتفع مبيعات المياه المعدنية والعصائر من جانب المستهلكين أكثر من 4 أضعاف وبنسبة تقارب 400% خلال شهر رمضان مقارنة بمعدلات الاستهلاك والمبيعات خلال بقية أشهر السنة.
وأوضح أن السوق الإماراتي يضم نحو 15 شركة متخصصة في إنتاج وتعبئة المياه والعصائر بمختلف الأحجام، بخلاف الشركات التي تقوم بتصدير إنتاجها للسوق المحلي، مشيراً إلى استقرار أسعار منتجات المياه وضخ كميات كبيرة منها لسد احتياجات الأسواق. وأشار إلى أن السوق يشهد منافسة قوية بين العلامات التجارية للمياه، ما يخلق حالة من التنافسية بين المنتجات، ويزيد البدائل أمام المتسوق لاختيار ما يناسبه، مؤكداً أن جميع المؤسسات والشركات العاملة في قطاع بيع واستيراد مياه الشرب خاضعة لآليات رقابية قوية لضمان توافقها وفق أفضل المواصفات العالمية.
وأشار إلى حرص شركات المياه على ضخ كميات كبيرة في السوق لسد احتياجات المواطنين والمقيمين خلال الشهر الفضيل. وأضاف أن الشركات المحلية العاملة في مجال مياه الشرب المعبأة والمعدنية شركات قوية، وتستحوذ على حصة كبيرة في السوق المحلية، لافتاً إلى أن كثيراً من الشركات المحلية نجحت في تصدير جزء من إنتاجها، لكنها تواجه منافسة قوية في السوق الخليجية، كما أشار إلى وجود طلب كبير على المياه الإماراتية في الأسواق الخليجية بسبب المواصفات الجيدة والأسعار المناسبة.
وأوضح أن الإقبال الكبير يكون على شراء المياه بالجملة ضمن تخفيضات وعروض سعرية، حيث يتم طرح عروض الجملة للمياه بأحجام مختلفة، تبدأ من 6 عبوات، و12 عبوة، و24 عبوة، و30 عبوة، و48 عبوة.
وأشار إلى الإقبال الكبير على العصائر، حيث تعتبر أسعار العصائر المحلية مناسبة جداً، لذلك يتم الشراء بكميات كبيرة لتوزيعها على الصائمين. وأضاف أن زيادة الطلب وارتفاع معدلات المبيعات يسهم في انتعاش أسواق المياه المعبأة ويحافظ على القوة الشرائية، بما يعزز من تنافسية بيئة الأعمال والأنشطة الاقتصادية.
جودة وثقة
وأكد راشد بن هويدن، المدير التنفيذي لقطاع سلاسل التوريد في جمعية الشارقة التعاونية، زيادة الطلب على شراء المياه والعصائر خلال شهر رمضان بفضل ثقة المستهلكين بجودتها وأسعارها، مؤكداً أن ثمة فرصاً استثمارية كبيرة في سوق العصائر المحلية. وأضاف أن شركات مياه الشرب الوطنية تقوم بتطوير نفسها بشكل مستمر، في شكل العبوة الخارجي أو في الحجم، أو في ابتكار أنواع جديدة بإضافة اليود مثلاً أو إنتاج المياه قليلة الصوديوم، وغيرها. وأضاف أنه في غير شهر رمضان يكون استهلاك المياه للمتسوقين على قدر الحاجة، وكل شخص يشتري لنفسه أو على قدر حاجة بيته، أما في شهر رمضان فالمتسوق يشترى لنفسه ويشترى كذلك ليبتغي الأجر والثواب من الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل.
وأضاف أن زيادة مبيعات المياه المعدنية والعصائر في شهر رمضان أمر طبيعي بسبب زيادة الإقبال على الشراء رغبة في توزيع المياه على المساجد وتلبية طلبات الجمعيات الخيرية والمشاركين في أعمال البر خلال الشهر الفضيل، إضافة إلى تنظيم المجالس الرمضانية وبرامج إفطار الصائم وسقيا الماء وانتشار خيام الإفطار وغيرها من المبادرات والمشروعات التي تضاعف حجم الطلب على المياه المعبأة خلال شهر رمضان.
حماية المستهلك
وأكد محمد خليفة المهيري، رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك، أن زيادة مبيعات المياه المعدنية والعصائر في شهر رمضان أمر طبيعي كل عام. وأوضح أن مبيعات المياه والعصائر تتضاعف خلال العشر الأواخر من رمضان عن أول الشهر الفضيل، حيث يتفرغ الكثيرون للعبادة وتكون فرصة للتبرع بالمياه بكميات كبيرة جداً للمساجد ومناطق إفطار الصائمين والمجالس وغيرها.
وأشار إلى وجود كثير من العروض الخاصة على المياه والعصائر خلال الشهر الفضيل، مؤكداً حرص جمعية الإمارات لحماية المستهلك على توعية المستهلك بضرورة التأكد من صلاحية المنتج وجودته والانتباه إلى طريقة التخزين حرصاً على سلامتهم وسلامة منتجاتهم من العصائر والمياه، مؤكداً أن جميع المؤسسات والشركات العاملة في قطاع بيع واستيراد مياه الشرب خاضعة لآليات رقابية قوية لضمان توافقها وفق أفضل المواصفات. ونفى رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك وجود أي زيادة في أسعار المياه أو العصائر، مشيراً إلى أن الجمعية لم يصلها أي طلبات زيادة في أسعار المياه.