تستثمر دولة الإمارات في قطاع «الحوسبة الكمية» Quantum computing، المتوقع أن تصل قيمته السوقية العالمية إلى تريليون دولار في العام 2035، باحتسابه أحد أسرع مجالات التكنولوجيا انتشاراً في العالم ونظراً إلى تطبيقاتها المبتكرة القادرة على حل التحديات في العديد من القطاعات، لقوتها وسرعتها الهائلة في حساب الظواهر الفيزيائية، مقارنة بأجهزة الحاسوب التقليدية.
وتهدف دولة الإمارات من الاستثمار في الحوسبة الكمية إلى تمكين الابتكار والاقتصاد المعرفي والمستدام، عبر مركز بحوث كوانتوم والمعاهد والجامعات الإماراتية لاستشراف مستقبل هذا القطاع الحيوي، إذ يعمل مركز البحوث الكمية، التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي على صنع أول حاسوب كمي في دولة الإمارات، وفقاً لمركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية في أبوظبي.
وقال المركز، إن دولة الإمارات أدركت بسرعة فوائد قطاع الحوسبة الكمية في جميع القطاعات والمجالات، لاسيما في الاقتصاد والبحث العلمي ضمن استراتيجيات الدولة طويلة المدى لمواكبة التطور التقني العالمي المتمثل في الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتي ستغير وجه العالم في السنوات المقبلة.
وتتوقع مؤسسة آي دي سي العالمية للبحوث السوقية IDC وصول الاستثمارات العالمية في الحوسبة الكمية إلى نحو 16.4 مليار دولار في نهاية العام 2027، وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 11.5%، وذكرت آي دي سي أن ذلك يشمل الاستثمارات من جانب القطاعين العام والخاص والإنفاق على البحث والتطوير من شركات التكنولوجيا والخدمات والتمويل.
تجدر الإشارة إلى الاهتمام المتزايد بالحوسبة الكمية من قبل الوكالات الحكومية العالمية، إذ أعلنت 14 منها (13 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي)، مبادرات تمتد عدة سنوات ستدر مليارات الدولارات لبحوث الحوسبة الكمية.
وذكر المركز، أن دولة الإمارات ضمن مشروعات الخمسين تعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات في القطاعات الجديدة والمستقبلية ومن بين هذه الاستثمارات تقنية الحوسبة الكمية. ووفقاً لشركة «أكسنتشر» الشرق الأوسط، فإن تقنية الحوسبة الكمية تتقدم بسرعة كبيرة ما يجعلها من القطاعات التقنية الواعدة.
وأشار المركز، إلى أن الولايات المتحدة والصين تهيمنان على قطاع الحوسبة الكمية، للاستفادة من ملامح الثورة التكنولوجية الجديدة التي مكَّنت العلماء من دراسة الجزيئات الأساسية للمادة، والتي تعددت تطبيقاتها مختلف المجالات على الرغم من حداثتها النسبية، لتَعد بتحولات جذرية لأي صناعة تعتمد على السرعة وقوة المعالجة، ومن ذلك صناعة الطيران والسيارات والدواء وغير ذلك.
وأكد المركز، أن تقنيات الحوسبة الكمية تتمتع بقيمة سوقية هائلة، فمن المتوقع أن تصل الحوسبة الكمية وحدها إلى قيمة سوقية عالمية تبلغ تريليون دولار بحلول 2035. وأدت تكنولوجيا الكم على اختلاف تطبيقاتها، دوراً في مجالات عدة تشمل النماذج الرياضية المعقدة والمحاكاة والأجهزة الإلكترونية وماسحات الأشعة المقطعية وغيرها الكثير، إذ تمتلك تلك التكنولوجيا القدرة على إحداث ثورة في طريقة تواصل البشر ومعالجة المعلومات بسرعات قياسية.
ويمكن الوقوف على أبرز مجالات استخدام الحوسبة الكمية في العديد من المجالات العسكرية والاتصالات والطب، كما يمكنها معالجة الأزمات والتحديات الاقتصادية بصورة سريعة، ولاشك في أن تكنولوجيا الحوسبة الكمية يمكنها تغيير خريطة الصناعات الوطنية.
وتقود الشركات التكنولوجية الكبرى، الجهود لتطوير الحوسبة الكمومية، إذ يتصدر مختبر بحوث جوجل وشركة IBM التي قامت ببناء واحد من أكبر أجهزة الحاسوب الكمومية هذا المجال، وأنجزت جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية تطوير جهاز الحاسوب الكمي الذي تفوق سرعته الحاسوبَ الذي طورته شركة غوغل بـ10 مليارات مرة.