تراجعت 16 % عن أعلى مستوياتها منذ بداية 2024

أسعار الشحن البحري تهبط 7 % في أسبوع

الشحن البحري شريان يمد الاقتصاد العالمي بالحياة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبطت أسعار الشحن البحري، للأسبوع الرابع على التوالي، بعد سلسلة ارتفاعات استثنائية شهدتها الأسعار خلال الربع الأخير من العام الماضي وبداية العام الجاري.

وعلى أساس أسبوعي، تراجعت أسعار الشحن البحري بنسبة 7% لتصل إلى 2868 دولاراً للحاوية مقاس 40 قدماً في 15 مارس الجاري، مقارنة مع 3069.8 دولاراً في 8 مارس، فيما تراجعت أسعار شحن الحاويات 16.23% عن أعلى مستوياتها منذ بداية العام الجاري والذي وصل إلى 3424 دولاراً للحاوية في 16 فبراير، بحسب بيانات ومؤشرات «بورصة البلطيق»، التي تقيس وترصد مستويات الشحن البحري، عبر أهم خطوط الشحن البحرية (منطقة الهادئ، قناة السويس، عبر المحيط الأطلسي).

وأظهر المؤشر أنه رغم تراجع أسعار الشحن مؤخراً إلا أنها تظل أعلى من مستوياتها في بداية العام الجاري بنسبة 13.8% بعد أن وصلت إلى 2519 دولاراً في 5 يناير الماضي بزيادة 302 دولار للحاوية الواحدة قياس 40 قدماً.

قناة السويس

وفيما يتعلق بمتوسط أسعار الشحن البحري عبر أهم الخطوط الملاحية، فقد بلغ متوسط سعر شحن الحاوية المتجهة من شرق آسيا والصين، مروراً بقناة السويس، إلى شمال أوروبا، في 15 مارس الجاري نحو 3871 دولاراً وهو أقل بنسبة 10% مقارنة مع متوسط سعر الحاوية مقاس 40 قدماً الذي بلغ 4312.8 دولاراً في الثامن من نفس الشهر، بينما تراجعت على نفس الخط بالاتجاه المعاكس بنسبة 11% لتصل إلى 749 دولاراً في 15 مارس الجاري مقارنة مع 845.4 دولاراً في 8 مارس.

وأظهرت مؤشرات البورصة أن الأسعار انخفضت بنسبة 7% للشحنات المتوجهة من شرق آسيا والصين، عبر السويس، إلى دول البحر المتوسط لتصل إلى 4155 دولاراً في 15 مارس الجاري مقارنة مع 4478.8 دولاراً في 8 مارس 2024، فيما انخفضت على ذات الخط الملاحي معكوساً، بنسبة 28% لتصل إلى 842 دولاراً مقارنة مع 1175.4 دولاراً في 8 مارس.

المحيط الهادئ

وبخصوص الخط الملاحي البحري عبر المحيط الهادئ أظهرت بيانات ومؤشرات «بورصة البلطيق»، أن متوسط أسعار الشحن من الصين وشرق آسيا عبر المحيط الهادئ إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية وكندا، تراجع بنسبة 4% ليصل إلى 4244 دولاراً للحاوية في 15 مارس الجاري مقارنة مع 4419 دولاراً في 8 مارس الجاري، بينما انخفضت الأسعار على نفس الخط بالاتجاه المعاكس بنسبة 6% من 377.8 دولاراً في 8 مارس الجاري إلى 356.2 دولاراً في 15 مارس الجاري.

كما هبطت أسعار الشحن البحري من الصين وشرق آسيا إلى الساحل الأمريكي الشرقي من 6107 دولارات في 8 مارس الجاري إلى 5875 دولاراً في 15 مارس الجاري، فيما انخفضت على الخط المعاكس، أي من الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلى الصين وشرقي آسيا بنسبة 8% من 736 دولاراً في 8 مارس الجاري إلى 679 دولاراً في 15 مارس 2024.

المحيط الأطلسي

وفيما يتعلق بالممر الملاحي البحري عبر المحيط الأطلسي، أظهر المؤشر تراجع سعر متوسط شحن الحاوية، عبر الخط الملاحي المتجه من الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية إلى شمالي أوروبا بنسبة 22% إلى 417 دولاراً في 15 مارس الجاري مقارنة مع الأسعار في الثامن من نفس الشهر والتي وصلت إلى 537.2 دولاراً، بينما استقرت الأسعار على ذات الخط الملاحي معكوساً عند 1671 دولاراً خلال الفترة من 8 إلى 15 مارس الجاري.

وعلى الخط الملاحي الممتد من أوروبا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية، استقرت الأسعار خلال الأسبوع الماضي عند 550 دولاراً، فيما انخفضت للشحنات المتوجهة من أوروبا إلى الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية بنسبة 2% خلال أسبوع لتصل إلى 1686 دولاراً في 15 مارس الجاري مقارنه مع 1671 دولاراً في 8 مارس.

وقالت ناديا عبدالعزيز رئيسة اللجنة الوطنية للشحن والإمداد «نافل»، إن أسعار الشحن البحري تتجه خلال الأسابيع الأخيرة نحو مستوياتها الطبيعية بعد أن تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات بسبب الأحداث الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، والتي شكلت تحدياً أمام حركة الملاحة البحرية، مشيرة إلى أن هناك ممرات ملاحية لم تتأثر أو كانت أقل تأثراً مثل الممرات الملاحية بين الشرق الأقصى والأمريكتين، بينما هناك ممرات ملاحية تأثرت بشكل كبير وشهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار الشحن، لا سيما في أفريقيا وأوروبا.

وأضافت أن الأسعار الحالية مرتفعة مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة لكنها لم تصل إلى مستوى الارتفاعات التي شهدها قطاع الشحن خلال فترة الوباء، والتي وصلت إلى 10 أضعاف مستويات ما قبل الجائحة.

وقالت إنه من المتوقع أن تعود الأسعار وحركة الشحن إلى مستوياتها الطبيعية فور استقرار الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، لا سيما مع قيام شركات الشحن البحري بزيادة طاقتها خلال الفترة المقبلة للاستفادة من ارتفاع الطلب.

وأوضحت أن دولة الإمارات بما تتمتع به من موقع جغرافي وتملكه من إمكانيات لوجستية تلعب دوراً مهماً في تسهيل حركة التجارة وازدهار صناعة الشحن البحري عالمياً، فضلاً عن تعزيز الطموحات والتعاون في القطاع، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تقوم بدور مهم في توسيع القطاع البحري وتحسين معايير السلامة العالمية، من خلال تنفيذ ممارسات متخصصة وإدخال إجراءات تشريعية، وتلتزم بحماية البيئة البحرية؛ إذ اتخذت زمام المبادرة من خلال إعلان استراتيجية وطنية للحياد المناخي.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن جودا ليفين، رئيس الأبحاث في فريتوس، قوله إن كلفة الخدمات من آسيا إلى شمال أوروبا والبحر المتوسط تجاوزت ضعف مستوياتها في يناير 2019، لكنها لا تزال أقل بكثير من ذروتها خلال الوباء.

ويُعدّ الشحن البحري، بمثابة الشريان الذي يمد الاقتصاد العالمي بالحياة، وهو يؤثر بشكل ملموس في التجارة العالمية وتطوّر الاقتصاد، خصوصاً أنه مسؤول عن نقل ما يزيد على 80% من مجمل التجارة العالمية في كل أنحاء العالم، فيما يقدر حجم سعة سفن شحن الحاويات عالمياً بنحو 26.4 مليون حاوية نمطية، بينما تعتبر شركات «MSC» و«ميرسك» و«CMA CGM» الأكبر عالمية من حيث حجم طاقة الشحن.

Email