عمر العلماء: سعيد بلقاء إيلون ماسك.. صناعو السياسات وقادة الذكاء الاصطناعي لابد أن يعملوا جنباً إلى جنب لوضع سياسات ذات تأثير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أنه على صانعي السياسات أن يعملوا جنباً إلى جنب مع قادة مجال الذكاء الاصطناعي، لوضع سياسات مسؤولة ذات تأثير، وأعرب معاليه عن سعادته بلقاء رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك مالك شركات «إكس» و«سبيس إكس»، خلال مؤتمر سلامة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة.

وقال العلماء في تدوينة عبر حسابه على موقع «إكس»: «من الرائع لقاء إيلون ماسك اليوم في مؤتمر سلامة الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة.. يجب على صانعي السياسات أن يعملوا جنبًا إلى جنب مع القادة الذين يشكلون هذا المجال لضمان أن سياستهم تكون مسؤولة وعملية ولها تأثير».

وخلال المؤتمر قال إيلون ماسك اليوم الأربعاء إن أول قمة معنية بسلامة الذكاء الاصطناعي في بريطانيا تهدف إلى تأسيس إطار تنظيمي للإشراف على الشركات التي تطور هذه التكنولوجيا وكذلك التحذير من مخاطرها.

وقال الملياردير الأمريكي للصحفيين في بلتشلي بارك بوسط إنجلترا: «ما نهدف إليه حقا هنا هو إنشاء إطار عمل إشرافي بحيث يكون هناك على الأقل حكم يمثل طرفا ثالثا، حكم مستقل، يمكنه مراقبة ما تفعله شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة وعلى الأقل دق ناقوس الخطر إذا كانت هناك مخاوف».

وأضاف: «لا أعرف ما هي القواعد العادلة بالضرورة، لكن عليك أن تبدأ بفهم طبيعة الأمور قبل أن تقوم بالإشراف والرقابة».

جاءت تعليقات ماسك بعد أن نشرت بريطانيا إعلانا وقعته 28 دولة والاتحاد الأوروبي، والذي حدد جدول أعمال من شقين يركز على تحديد مخاطر الذكاء الاصطناعي وفهمهما على أساس علمي وبناء سياسات بالتنسيق بين الدول للتخفيف منها.

وقال: «أعتقد أن هناك قلقا كبيرا بين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي من أن تتسرع الحكومات في وضع القواعد قبل أن تعرف ما يجب فعله».

ووقّعت الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ونحو 28 دولة في بريطانيا الأربعاء، إعلان بليتشلي من أجل تطوير «آمن» للذكاء الاصطناعي، خلال القمة الدولية الأولى حول التطور السريع لهذه التكنولوجيا.

ورحب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عبر شبكة إكس (تويتر سابقاً) بهذا الإعلان قائلاً، إن «هذا الإعلان التاريخي يمثل بداية جهد عالمي جديد لبناء ثقة الجمهور في الذكاء الاصطناعي من خلال ضمان سلامته».

واتفق الاتحاد الأوروبي و28 دولة اجتمع ممثلون عنها في بليتشلي بارك في شمال العاصمة البريطانية لندن، على الحاجة الملحة إلى فهم وإدارة المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي بشكل جماعي من خلال جهد عالمي جديد لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة آمنة ومسؤولة.

وفي مواجهة الإمكانات المتزايدة لبرمجيات مثل «تشات جي بي تي»، فإن إعلان بليتشلي يُظهر أنه للمرة الأولى، يجتمع العالم لتحديد المشكلة وإبراز الفرص المتصلة بها، وفق ما أكدت وزيرة التكنولوجيا البريطانية ميشال دونيلان لوكالة فرانس برس.

قمتان للذكاء الاصطناعي 

وأوضحت الوزيرة البريطانية أن هذا الاجتماع لا يهدف إلى وضع الأسس للتشريعات العالمية، بل يجب أن يعمل على رسم طريق للمضي قدماً في هذا المجال.

وأضافت من هذا الموقع ذي الرمزية الكبيرة، والذي كان يضم مركز فك الشفرات في الحرب العالمية الثانية، أن هذه القمة ستُستتبع بقمتين دوليتين حول الذكاء الاصطناعي، الأولى في كوريا الجنوبية في غضون ستة أشهر، ثم في فرنسا في غضون عام.

وعلى مدار يومين، يجتمع القادة السياسيون وخبراء الذكاء الاصطناعي وعمالقة التكنولوجيا بمبادرة من المملكة المتحدة، التي تريد أن تأخذ زمام المبادرة في التعاون العالمي في هذه التكنولوجيا.

في الوقت نفسه، من المقرر أن تعلن نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، في كلمة لها في لندن، عن إنشاء معهد لأمن الذكاء الاصطناعي في واشنطن.

هذا المعهد، المشابه لذلك الذي أعلنت المملكة المتحدة أيضاً عن إنشائه، سيجمع الخبراء المسؤولين عن وضع «مبادئ توجيهية» وتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً من أجل تحديد المخاطر وتخفيفها، وفق البيت الأبيض.

وحقق الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنتاج نص أو أصوات أو صور بناءً على طلب بسيط في غضون ثوانٍ، تقدماً مبهراً في السنوات الأخيرة، ويُتوقع أن تظهر الأجيال الجديدة من هذه النماذج في الأشهر المقبلة.

وحذرت الحكومة البريطانية في تقرير نُشر الخميس من أن هذه التكنولوجيا التي تثير آمالاً كبيرة في الطب أو التعليم، قد تشكل أيضاً تهديداً وجودياً من خلال زعزعة استقرار مجتمعات، عبر إتاحتها تصنيع أسلحة أو الإفلات من السيطرة البشرية.

حضور ممثلين سياسيين

أحد أكبر التهديدات بعد هذا اليوم الأول المخصص للمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً، من المتوقع حضور ممثلين سياسيين رفيعي المستوى إلى بليتشلي بارك الخميس، ومن بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، وهي الوحيدة التي ستحضر القمة من بين زعماء بلدان مجموعة السبع.

وتأمل الحكومة البريطانية في التوصل، على الأقل، إلى أول إعلان دولي حول طبيعة مخاطر الذكاء الاصطناعي. وتقترح أيضاً إنشاء مجموعة من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي بناءً على نموذج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المسؤولة عن متابعة القضايا المناخية.

الآباء المؤسسون

وفي رسالة مفتوحة نُشرت الثلاثاء، دعا العديد من «الآباء المؤسسين» لهذه التكنولوجيا، مثل يوشوا بنجيو أو جيفري هينتون، إلى تطوير معاهدة دولية بشأن الذكاء الاصطناعي والتصديق عليها، من أجل الحد من المخاطر والعواقب الكارثية المحتملة التي تفرضها الأنظمة المتقدمة على الإنسانية.

ويكمن التحدي في القدرة على تحديد ضمانات من دون إعاقة الابتكار لمختبرات الذكاء الاصطناعي وعمالقة التكنولوجيا. وقد اختار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على النقيض من المملكة المتحدة، مسار التنظيم.

في الأسبوع الماضي، وافقت شركات عدة مثل «أوبن إيه آي» و«ميتا» (فيسبوك وإنستغرام) و«ديب مايند» (غوغل) على الإعلان عن بعض قواعدها الأمنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي بناءً على طلب المملكة المتحدة.

وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى ريشي سوناك، أعرب حوالي مئة منظمة دولية وخبراء وناشطون عن استيائهم من عقد هذه القمة بصورة مغلقة، مع هيمنة عمالقة التكنولوجيا عليها وحضور محدود للمجتمع المدني.

Email