سلطان بن سليّم رئيس «دي بي ورلد» لـ «البيان»:

التوترات الجيوسياسية والتضخم يلقيان بظلالهما على سلاسل التوريد العالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، أن استمرار تأرجح معدلات التضخم وارتفاع الفائدة والتوترات الجيوسياسية، تلقي بثقلها على سلاسل التوريد والأعمال اللوجستية العالمية، مشيراً إلى أن التوقعات على المدى المتوسط إلى الطويل لا تزال إيجابية.

وقال، في حوار خاص مع «البيان»، إن الشراكات الاقتصادية التي وقعتها دولة الإمارات تشكل مجالاً مفتوحاً لإطلاق إمكانات التجارة والخدمات اللوجستية الهائلة في المنطقة والعالم، وسيكون لها الأثر الكبير في معالجة الثغرات في حركة التجارة العالمية، كما ستوفر هامشاً مهماً من التحوّل المطلوب لبناء بوابات تجارية إقليمية، والتعاون مع الحكومات لكسر الحواجز أمام القطاع، التي تعيق تطوّره وازدهاره كما يجب.

وأضاف أن الكوادر الإماراتية تؤدي دوراً مهماً في نجاحات «دي بي ورلد»، وشاهدة على نهضة أعمالها في العالم، لذلك فهي تشكل رأس مال «موانئ دبي العالمية» وقاطرة نمو أعمالها محلياً وعالمياً.

وفيما يلي نص الحوار:

توريد

ما تأثير ارتفاع معدلات التضخم عالمياً على سلاسل التوريد؟

إن استمرار تأرجح معدلات التضخم وارتفاع الفائدة وحالة التوتر الجيوسياسي يسبّب شيئاً من حالة عدم اليقين، التي تلقي بثقلها على قطاع سلاسل التوريد والأعمال اللوجستية، إلا أن التوقعات على المدى المتوسط إلى الطويل لا تزال إيجابية، ونراقب على نحو مستمر تطورات ارتفاع مستويات التضخم العالمية ومدى تأثيراتها على قطاعي سلاسل التوريد والتجارة.

وكشف تقرير «التجارة في مرحلة انتقالية» أن حوالي 30 % من المديرين التنفيذيين في الشركات التي شملتها الدراسة يرون أن خطر التضخم لا يزال قائماً، كما أن له تأثيراً سلبياً كبيراً على التجارة خلال العامين المقبلين، حيث تظهر الضغوط التضخمية في تكاليف مدخلات الأعمال من نقص الإمدادات والنقل، وارتفاع تكاليف الطاقة والقيود المفروضة على قدرات الشحن.

شراكات

كيف تنعكس الشراكات الاقتصادية التي وقعتها دولة الإمارات على حركة التجارة العالمية؟

تشكّل الشراكات الاقتصادية الشاملة التي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقها بجهود حثيثة مجالاً مفتوحاً لإطلاق إمكانات التجارة والخدمات اللوجستية الهائلة في المنطقة والعالم، حيث ننظر إليها على نحو متزايد على أنها ضرورة ملحّة، وسيكون لها الأثر الكبير في معالجة الثغرات في حركة التجارة العالمية، وهو ما سيوفر لنا هامشاً مهماً من التحوّل المطلوب لبناء بوابات تجارية إقليمية، والتعاون مع الحكومات لكسر الحواجز أمام القطاع، التي تعيق تطوّره وازدهاره كما يجب.

وستكون هذه الشراكات الشاملة قاطرة للنمو المستدام من خلال تعزيز جهود التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدان عبر استقطاب المستثمرين، وتعزيز المزايا التنافسية لكل بلد، وتفعيل مشاركة المعلومات الاستثمارية، إضافة إلى مساهمتها في تأسيس منظومة إيجابية تدعم آفاق الفرص الاقتصادية الواعدة، ما يعطي زخماً مضاعفاً لحركة التجارة والاستثمار.

وفي هذا السياق، نرى بداية جديدة ومشرقة في العلاقة الاقتصادية التاريخية بين دولة الإمارات والهند بعد مرور عام واحد على توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة الهادفة إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي ودفع عجلة النمو الاقتصادي في البلدين والمنطقة من حيث زيادة التجارة البينية غير النفطية بحلول 2030، وما تبعها من اتفاقيات الشراكة الشاملة، التي كان أحدثها مع تركيا؛ تمهيداً لإنشاء منصة جديدة للتقدم والازدهار الإقليمي لتحفيز الإنتاج الوطني، وتعزيز تدفقات الاستثمار، وتسريع تبادل المعرفة والابتكار بين البلدين.

حول أهمية هذه الشراكات، نتجه من خلال نظرتنا المستقبلية حول استثمارات مجموعة «دي بي ورلد» بشكل أساسي إلى الأسواق الناشئة ذات النمو المرتفع في قارتي آسيا وأفريقيا، وهو ما ستدعمه الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة من حيث تعزيز نمو أحجام التبادلات التجارية التي نديرها، ورفع مستويات الخدمات اللوجستية التي نقدّمها في البلدان التي نعمل فيها.

أين تتجه جهود التوطين في مجموعة موانئ دبي العالمية؟

حققت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» خلال مسار تطورها، بوصفها مزوّداً عالمياً رائداً لحلول سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية الذكية المتكاملة، انتشاراً واسعاً لنطاق أعمالها على خريطة التجارة العالمية، وما رافق ذلك من جهود تكوين وتمكين بيئة العمل التنافسية والمتنوعة المليئة بالفرص المهنية الجاذبة للمواهب والكفاءات الإماراتية والعالمية، وتجلى ذلك من خلال الاستثمار في رأس المال البشري عبر برامج التدريب والتوجيه والتطوير الهادفة إلى تعزيز مشاركة الكوادر الإماراتية ورفع مستوى تمثيلهم في المناصب القيادية العليا في الشركة، التي استقطبت أكثر من 170 إماراتياً وإماراتية بين عامي 2019 و2022.

نجاحات

ما دور الكوادر الوطنية في نجاحات «موانئ دبي العالمية» على مدى العقود الماضية؟

لا شك في أن البصمة الإماراتية بارزة في نجاحات «دي بي ورلد»، وشاهدة على نهضة أعمالها في العالم، حيث عملت الكفاءات المواطنة الشابة على توظيف كل الإمكانات المتاحة لترسيخ ريادة دبي ودولة الإمارات في مجال التجارة والأعمال على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث تتولى المجموعة حالياً نحو 10 % من حركة الشحن بالحاويات عالمياً من خلال شبكة الربط التجاري الواسعة التي تديرها في 75 بلداً عبر ست قارات.

كفاءات

ماذا تعمل موانئ دبي العالمية لتنمية وتطوير الكفاءات الوطنية؟

تحرص موانئ دبي على استقطاب الكفاءات المواطنة المتميزة لتعزيز اقتصاد دولتنا، حيث قامت ببناء منظومة متكاملة من البرامج التدريبية والتنمية المهنية التي صمّمت لدعم تحقيق الهدف الاستراتيجي للمجموعة في بناء ورعاية أجيال إماراتية شابة تقود الابتكار والتغيير في قطاعات اقتصادية رئيسية.

وتتميز هذه البرامج النوعية المبتكرة بالتركيز على تعزيز المعرفة وصقل الخبرة المهنية وتحقيق الريادة للكفاءات الإماراتية، انسجاماً مع أهداف الدولة الطموحة في تعزيز الاستثمار الأمثل بالمواهب الواعدة في مجالات الابتكار والاقتصاد المعرفي لقيادة مسيرة التحوّل في أعمال الشركات الإماراتية التي تتطلع إلى اغتنام فرص النمو العالمية.

وتسعى «دي بي ورلد»، التي يتخطى رأس مالها البشري عتبة الـ103,000 موظف في 75 دولة بست قارات، إلى مواصلة التركيز على تطوير الكوادر المواطنة من الشباب الإماراتيين الموهوبين الذين يمثلون النواة الصلبة التي تقود توسّع ونمو أعمال المجموعة.

Email