توقع خبراء أن تسهم التكنولوجيا المتطورة في تعزيز ناتج قطاع السياحة في اقتصاد الإمارات خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن تكنولوجيا السفر والذكاء الاصطناعي يمكن أن تعزز توجه قطاع الضيافة والسفر نحو خلق تجارب سياحية مخصصة أكثر للمستهلكين وتحديد الفرص التجارية الجديدة والاتجاهات المستقبلية للقطاع وتوقع الطلب على الجهات السياحية، وذلك من خلال تحليل البيانات المتعلقة بأنماط السفر والتغيرات الاجتماعية والثقافية للمسافرين وخلق المحتويات المرئية لتعريف المسافرين بالوجهات قبل السفر إليها.
وتتوقع إحصاءات حكومية ارتفاع حصة مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة 4.9 % سنوياً من حوالي 159 مليار درهم، ما يمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 264.5 مليار درهم ما يمثل 12.4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2027.
ولفت الخبراء في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن مشاركة مطوري تكنولوجيا السفر في سوق السفر العربي في نسخته الثلاثين هذا العام هي الأكبر من نوعها في تاريخ المعرض، ومؤشر على أن دبي هي سوق عالمي رائد لتكنولوجيا السفر والسياحة. وأشاروا أن معظم الأعمال المتعلقة بالسفر والسياحة، بما في ذلك البحث عن الوجهة والحجز والدفع مقابل الرحلات والتجارب السياحية أثناء الإجازة، سيتم إجراؤها افتراضياً، وأن على جميع المؤسسات السياحية على اختلاف أحجامها إيجاد طرق لتبني التقنيات الرقمية وتطوير بنياتها الرقمية أو مواجهة خطر التخلف عن الركب.
ووصل حجم سوق تكنولوجيا السفر العالمي نهاية العام الماضي إلى 8.6 مليارات دولار بحسب مؤسسة «ريسيرش أند ماركتس» فيما توقعت المؤسسة أن يصل حجم السوق إلى 13.4 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.5% خلال الفترة 2021 - 2027.
ذكاء اصطناعي
وسارع العديد من شركات السياحة في العالم منذ بداية العام الحالي إلى دمج «تشات جي بي تي» في منصاتها الرقمية للتعامل مع طلبات الحجز والدردشة مع العملاء لإجراء حجز أو السؤال عن التوافر أو تعديل حجزهم ما يساعد في تخفيف عبء وكيل خدمة العملاء وتقديم خدمة أسرع وأكثر كفاءة للعملاء.
وقال فيصل ميمون المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة «آي أو إل» المتخصصة في حلول الحجوزات والتكنولوجيا المالية أن العديد من مواقع السياحة العالمية ومشغلي الرحلات بدأت بالفعل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي – وعلى رأسها «تشات جي بي تي»، في توفير تجارب سياحية أكثر تخصصاً للمستهلكين. وأضاف: «تقوم برمجيات الذكاء الاصطناعي اليوم بتحليل كميات ضخمة من البيانات حول المسافرين، بما في ذلك أنماط سفرهم وتفضيلاتهم السابقة، لتقديم توصيات شخصية لرحلتهم القادمة، وهو ما يمكن شركات السفر من تقديم تجارب مصممة خصيصاً ومخصصة لعملائهم، مما يؤدي إلى زيادة رضا العملاء والولاء للشركة. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عدة جوانب من تجربة السفر، مثل طرق الرحلات الجوية وتوافر غرف الفنادق والتسعير».
تقنيات داعمة
وقال أرفيند بوندوم مدير هيئة السياحة في موريشيوس إن دور التكنولوجيا في دعم قطاع السياحة برز بوضوح بعد كورونا، حيث لجأت الكثير من الهيئات السياحية بعد إغلاق المطارات وتوقف السياحة والسفر بعد كورونا إلى التكنولوجيا من خلال تطوير العديد من الحملات والمحتويات الرقمية. وأشار إلى أن هيئة السياحة في موريشيوس أطلقت مؤخراً العديد من المحتويات المرئية بهدف تقديم إلهامات بصرية للمسافرين.
وأضاف: تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أقوى التقنيات الداعمة للجهات السياحية وأكثرها سهولة في الاستخدام وذلك من خلال إنشاء محتويات جذابة عن الوجهات السياحية. متوقعاً أن يصل عدد المسافرين من الإمارات إلى موريشيوس إلى 20 ألفاً نهاية العام الحالي.
من جانبه قال فيجاي سينغ مدير الشراكات الاستراتيجية في شركة «فيرفوتيك» المطورة لبرمجيات حجوزات السفر إن شركات السياحة تستخدم بشكل متزايد أتمتة العمليات الآلية (RPA) لتبسيط التطبيقات ومعالجتها تلقائياً وإدارة الحجوزات والأعمال الورقية لتقليل الأخطاء البشرية. يوفر الذكاء الاصطناعي أيضاً منصات محادثة تفاعلية، مثل وكلاء الدعم الافتراضي وروبوتات الدردشة، التي يمكنها تلبية متطلبات المستهلك مباشرةً، وبالتالي تعزيز تجربتهم الشاملة.


