دراسة عالمية: أكثر من نصف المديرين التنفيذيين يواجهون «فجوة القدرة على الصمود»

«ساس» تطلق حلاً خاصاً بتقييم القدرة على الصمود لإتاحة تقييم سريع للمؤسسات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور ثلاث سنوات متتالية من الاضطرابات والضغط الاقتصادي الذي ترتب عن الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا، كشفت دراسة عالمية حديثة أجرتها شركة «ساس» الرائدة في التحليلات والذكاء الاصطناعي، أن 53% من الرؤساء التنفيذيين الذين شملتهم الدراسة يعتقدون أن شركتهم لا ترقى إلى مستوى طموحاتهم.

 

الدراسة الجديدة التي تم إصدارها تحت عنوان «قواعد المرونة» تعرض الحالة الراهنة لمرونة الأعمال والإجراءات التي تتخذها الشركات في مختلف القطاعات مثل الخدمات المالية وتجارة التجزئة والصناعة والرعاية الصحية والحكومة، بهدف مواجهة التغيير والاستفادة من الفرص التي يوفرها السوق.

 

وطورت ساس، في سبيل استكمال التقرير، حلاً خاصاً بتقييم القدرة على الصمود أمام التحدّيات Resiliency Assessment Tool، تتسم بكونها مجانية الاستخدام ومتاحة عبر الإنترنت. ويتيح الحال لقادة الأعمال تقييم مدى قدرة مؤسساتهم على الصمود، بناءً على خمس قواعد أساسية تناولتها الدراسة.

وقال ستيف باكالار نائب الرئيس للتحول الرقمي لتقنية المعلومات لدى شركة التصنيع الأمريكية «جورجيا باسيفيك»، إن منصة SAS AI/ML القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات «تواصل لعب دور داعم وحاسم خلال قيامنا بإحداث التحوّل في ممارساتنا التصنيعية والتجارية». وأضاف: «تركت دراسة ساس البحثية حول أداة تقييم القدرة على الصمود صدىً مرتفعاً في الأساليب والاستراتيجيات التي نتّبعها، ولسنا نرى في المبادئ الخمسة سوى مكوّنات أساسية تُكسِب المؤسسات الساعية للازدهار سعة الحيلة والقدرة على الصمود، في ظلّ التحدّيات الاقتصادية وظروف العمل الصعبة وسريعة التغيّر».

 

بين النظري والتطبيقي

 

استطلعت ساس آراء 2,414 من كبار المديرين التنفيذيين في مؤسسات حول العالم تشغّل كل واحدة منها ما يزيد على 100 موظف. وأظهر 70% من المشاركين تفاؤلاً حيال مستقبل اقتصاد بلدهم، وذكر 80% أنهم يستثمرون حالياً في وضع خطط واستراتيجيات خاصة بالقدرة على الصمود في مواجهة التحديات. لكن الدراسة أشارت إلى وجود «فجوة» بين الأهمية التي يوليها المديرون التنفيذيون للقدرة على الصمود، ومدى تمتّع مؤسساتهم بالقدرة على الصمود في واقع الأمر.

 

وبحسب البيانات التي أوردها تقرير الدراسة، فإن جميع المديرين التنفيذيين تقريباً (97%) رأوا أن قدرة مؤسساتهم على الصمود مهمة جداً أو مهمّة إلى حدّ ما، ومع ذلك فإن أقلّ من النصف (47%) ذكروا أن مؤسساتهم تتمتع بها أصلاً. وقد أقرّ نصف المستطلعة آراؤهم في الدراسة تقريباً (46%) بأنهم غير مجهّزين بالكامل لمواجهة الاضطرابات ويواجهون صعوبات في التصدي لتحدّيات مثل أمن البيانات (48%) والإنتاجية (47%) وتعزيز الابتكار التكنولوجي (46%).

 

وفي حين تُعتبر فجوة القدرة على الصمود أمام التحدّيات في الوقت الراهن أمراً واقعاً، أعرب 81% من المشاركين في الدراسة عن إمكانية تحقيق هذه القدرة من خلال الإرشادات التوجيهية الصحيحة والأدوات المناسبة، فيما رأى أكثر من 90% أن البيانات والتحليلات أدوات مهمة لنجاح استراتيجيات القدرة على الصمود.

 

وبهذه المناسبة، قال جاي أبتشرتش النائب التنفيذي للرئيس، رئيس المعلوماتية لدى ساس: «إن شركته تودّ مساعدة المديرين التنفيذيين في مختلف القطاعات على التفوّق على المنافسين عبر استخدام البيانات والتحليلات في بناء استراتيجيات مستدامة لضمان قدرة مؤسساتهم على الصمود في وجه الصعوبات الاقتصادية. وأضاف: «سوف يصبح بوسع المؤسسات تحسين قدرتها على تحديد مجالات القوة الحالية ومجالات النمو الممكنة، من خلال استخدام أداة البحث والتقييم التي أطلقناها اليوم وتحمل الاسم «مؤشر القدرة على الصمود» Resiliency Index. ومن شأن الأداة المبتكرة هذه أن تتيح رؤية متعمقة تمكّن المؤسسات من العمل بطريقة استراتيجية على سدّ الفجوات وتقوية الحلول والأنظمة التي تجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة التحديات والاضطرابات».

 

وحددت ساس خمسة مبادئ أساسية للحفاظ على قدرة المؤسسات على الصمود في وجه التحديات وتعزيزها:

1.    السرعة والرشاقة.

2.    الابتكار.

3.    الإنصاف والمسؤولية.

4.    بناء ثقافة البيانات.

5.    حب الاستطلاع.

 

وأشارت دراسة ساس البحثية إلى السبل التي يمكن للمديرين التنفيذيين عبرها تحديد أولوياتهم من بين هذه المبادئ الخمسة التي أسمتها الدراسة «القواعد الخمس للقدرة على الصمود»، وتنفيذ كل منها. وقد اتضح في الإجابات التي قدمها المشاركون في الدراسة على امتداد جميع القطاعات وفي مختلف الدول، أن التنفيذيين الذين يتمتعون بقدرة عالية على الصمود يُضفون قيمة أعلى على كل مبدأ من هذه المبادئ ويستثمرون فيها أكثر مما يفعل نظراؤهم ذوو القدرة المنخفضة على الصمود، ما يشير إلى أن المديرين التنفيذيين يعتبرونها مكونات أساسية تقوم عليها استراتيجياتهم الخاصة بالقدرة على الصمود في مواجهة التحديات الاقتصادية.

 

ويُعدّ الدور الحاسم للبيانات والتحليلات في تنفيذ قواعد القدرة على الصمود في مواجهة التحديات إحدى النتائج البارزة التي خلُصت إليها دراسة ساس. ويستنير تقريباً جميع المديرين التنفيذيين ذوي القدرة العالية على الصمود (96%) بالبيانات والتحليلات الداخلية والخارجية في عمليات صنع القرار، الأمر الذي يُعدّ أساسياً لتخطّي التغييرات وضمان استمرارية الأعمال. وقال 93% من المديرين التنفيذيين ذوي القدرة العالية على الصمود إنهم يستخدمون أدوات البيانات، في حين لا يستخدمها سوى 22% من نظرائهم الأقلّ قدرة على الصمود.

Email