«بالو ألتو نتوركس» تطلق مؤتمرها السنوي بمتحف المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات أن مجتمع الإمارات يتمتع اليوم بدرجة عالية من الوعي السيبراني، مشيراً إلى انخفاض عدد هجمات الفدية الناجحة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2023 بنسبة 70 %، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، والتي كانت شهدت زيادة كبيرة خلال جائحة «كوفيد 19». 

وأوضح الكويتي، على هامش المؤتمر السنوي لشركة «بالو ألتو نتوركس»الذي انطلقت فعالياته في متحف المستقبل بدبي، أمس، أن استمرار زخم المبادرات الحكومية والمجتمعية التي تطلقها حكومة الإمارات، مثل «منصة أقدر للتعليم الإلكتروني»، الذي يعنى بالتوعية الإلكترونية، ومبادرة «النبض السيبراني» وغيرها، ساهم كثيراً بنشر ثقافة الأمن السيبراني، وتعزيز مشاركة جميع أفراد المجتمع، ورفع وعيهم لأي نشاطات إلكترونية مشبوهة قد تضر بهم، وتمكينهم من استخدام منجزات التكنولوجيا الرقمية في بيئةٍ أقل تهديداً.

وأفاد الكويتي خلال توقيع اتفاقية تعاون جديدة مع شركة «بالو ألتو نتوركس»، إلى أن عدد الاتفاقيات التي عقدها المجلس مع جهات وشركات عالمية، لتعزيز الأمن السيبراني، يصل اليوم إلى حوالي 30 اتفاقية. وأضاف: «ساهم التعاون بين الإمارات والجهات العالمية، مثل الإنتربول، في تبادل المعلومات الخاصة بالهجمات السيبرانية، والقوانين المحلية والدولية الخاصة بتجريم المنخرطين في الهجمات السيبرانية، كثيراً في الحّد من نجاح الهجمات، مثل الفدية وغيرها، في تحقيق أهدافها، وخفض من تأثير الهجمات على قطاع الأعمال والأفراد، حيث لم نتعامل إلا مع هجمة سيبرانية واحدة من نوع الفدية منذ بداية العام». 

وأوضح الكويتي أن التحول الرقمي في جميع القطاعات في الدولة، شركات وأفراداً، وهو ما يحمل معه إيجابيات من حيث تسهيل حياة الأفراد، وخدمات الأعمال في القطاعين العام والخاص من جهة، وكذلك يحمل بعض السلبيات من خلال إمكانية فتح ثغرات قد تؤدي إلى بعض الاختراقات، خصوصاً أن القراصنة اليوم يتعاملون مع التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي. 

وقال هيلموت رايسنجر الرئيس التنفيذي لشركة «بالوألتو نتوركس» في أوروبا والشرق الأوسط، إن الإمارات هي اليوم من أكثر خمس دول جاهزية للدفاع السيبراني على مستوى العالم. وأكّد خلال المؤتمر، أن الإمارات أثبتت جدارتها في الحد من نجاح هجمات الفدية التي تتعرض لها الشركات في الإمارات.

وأضاف أن أتمتة الهجمات من قبل القراصنة، زادت من وتيرة هجمات الفدية، إلا أن البنية التحتية الرقمية المجهزة بأنظمة سيبرانية حديثة في الإمارات، خفضت من الهجمات الناجحة. 

وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي، هو أداة جديدة تساعد القراصنة، من خلال تحليل سلوكيات الأشخاص، لتعزيز محاولات اختراق الشركات من جهة، وكذلك تساعد شركات الأمن السيبراني من جهة أخرى، على تعزيز كفاءة التجاوب مع الهجمات، من خلال تحليل الهجمات ومعها في أقل من دقيقة واحدة. 

وأضاف: «رفعت الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس الأمن السيبراني، لتعزيز الوعي السيبراني بين أفراد المجتمع إلى حد كبير من في الإمارات، والتي نعتقد أنها اليوم من أكثر خمس دول جاهزية، من حيث الدفاعات السيبرانية على مستوى العالم، والتعامل الناجح مع الهجمات السيبرانية. ونعتقد أن توفّر أنظمة سيبرانية حديثة في البنية التحتية الرقمية، والاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها في السوق الإماراتي، والتي تواكب التحول والتطور الرقمي التي تشهده الدولة، ساهم بشكل كبير كذلك في الحّد من الهجمات الناجحة». 

إلى ذلك، كشفت «بالو ألتو نتوركس» خلال المؤتمر عن نتائج دراسة جديدة، استطلعت آراء الرؤساء التنفيذيين حول توقعاتهم للمخاطر المالية المرتبطة بالهجمات الإلكترونية. وأفاد 53 % من المشاركين (واحد من كل اثنين)، بأن خسائرهم المالية كانت ستكون أكبر في حالة التعرض لهجمات إلكترونية واسعة، خلال الاثني عشر شهراً الماضية. 

وخلصت الدراسة التي أجرتها شركة (Censuswide)، بالنيابة عن شركة «بالو ألتو نتوركس»، واستطلعت آراء 500 من الرؤساء التنفيذيين في الإمارات، إلى أنه، وبالرغم من أن 86 % من المشاركين لديهم فهم جيد لمشهد الأمن السيبراني، إلا أن 41 % منهم لم يجروا تقييماً كاملاً لخسائرهم المالية المحتملة في حالة التعرض لهجوم إلكتروني ناجح. 

وخلصت الدراسة أيضاً إلى أن 55 % من الرؤساء التنفيذيين، يعتبرون أن التهديدات الإلكترونية تشكل خطراً أكبر من تداعيات حالة عدم اليقين الاقتصادي، وأفاد 60 % منهم، بأن المخاطر الإلكترونية تشكل تهديداً أكبر من التهديدات التي يمكن أن يواجهوها من منافسيهم. وأشارت الدراسة إلى أن 54 % من الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص على مراجعة سياساتها وإجراءاتها وتقنياتها المرتبطة بمشهد الأمن السيبراني لديها كل أسبوعين، أو شهرياً، لضمان التوافق مع المتطلبات القانونية والتنظيمية.

وأشار حوالي ثلث الرؤساء التنفيذيين في الإمارات (31 %)، إلى أن المشهد المعقد لسوق الخدمات والمنتجات الإلكترونية، يشكل العائق الأبرز أمام توفير الحماية لشركاتهم ضد الهجمات الإلكترونية، في حين أعرب 29 % أن سرعة تطور مشهد التكنولوجيا والتهديدات، هو العائق أمام توفير الحماية الإلكترونية اللازمة لهم، وأشار 27 % منهم، إلى أن ممارسات العمل الهجينة، هي العائق أمام توفير الحماية ضد الهجمات الإلكترونية. 

وكشفت الدراسة أيضاً أن 29 % فقط من الشركات الإماراتية، توفر برامج التدريب والتعليم في مجال الأمن السيبراني، لتمكين المديرين التنفيذيين وبقية أعضاء الإدارة العليا، من امتلاك فهم أفضل لمشهد الأمن السيبراني، في حين توفر 50 % من هذه الشركات تدريبات اختيارية، أما 21 % من هذه الشركات، فلا تقدم أي برامج تدريب على الإطلاق.

Email