يونس خوري في ختام فعاليات أسبوع أبوظبي المالي:

600 مليار استثمارات الإمارات بالطاقة النظيفة حتى 2050

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد يونس خوري وكيل وزارة المالية أن الإمارات أدركت في وقت مبكر ضرورة التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وأشار إلى أن الدولة تستثمر أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى عام 2050، جاء ذلك في ختام فعاليات أسبوع أبوظبي المالي الذي ينظمه سوق أبوظبي العالمي.

وأفاد محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي بأن التحول نحو الاقتصاد الأخضر أمر ضروري للتنمية، مشيراً إلى أن الحديث المستمر عن الاقتصاد الأخضر يشجع الاقتصادات على أن تصبح أكثر استدامة وكفاءة ومرونة ودائرية.

التمويل الأخضر

وقال يونس خوري: تشير الدراسات إلى أن التمويل الأخضر يمكن أن يساعد في إيجاد فرص بقيمة تريليوني دولار، وأكثر من مليون وظيفة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأشار في هذا السياق إلى تأسيس مدينة «مصدر» عام 2006، وإطلاق مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» أحد أكبر المشاريع المتجددة في العالم، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ خطوات أخرى للمشاريع العابرة للحدود وجذب الاستثمار.

وذكر وكيل وزارة المالية أن حجم سوق أدوات الدين المستدامة في عام 2021 بلغ أكثر من 1.6 تريليون دولار، وعلى مدى السنوات الماضية بلغت القيمة الإجمالية للسوق المحلي للصكوك والسندات والقروض الخضراء ما يقرب من 17 مليار دولار في الإمارات، وتقدر بنحو تريليون دولار على مستوى العالم.

وأضاف أن الإمارات تقوم بدور كبير على مستوى العالم في مكافحة التغير المناخي، حيث تستثمر أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى عام 2050، بهدف ضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية.

وأكد أن وزارة المالية تعمل بشكل وثيق مع الهيئات المحلية والدولية لوضع سياسات من شأنها تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية. وتابع: لقد وضعنا سلسلة من الاستراتيجيات، وتتمثل في رؤية الإمارات 2021، والأجندة الخضراء الوطنية 2015-2030، والخطة الوطنية لتغير المناخ 2017-2050، والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي عام 2050، والتي ساعدت في تشكيل سياسة وإطار تنظيمي لدعم خطة الإمارات نحو اقتصاد أكثر استدامة وشمولية.

وأضاف أن التركيز الرئيسي للإمارات بمؤتمر المناخ المقبل«COP28» سيكون على زيادة الاستثمار الدولي في البلدان المعرضة للخطر ودعم وصولها إلى التمويل المستدام، مع ضمان مشاركة القطاع الخاص والسيطرة على الديون الحكومية التي ارتفعت إلى 98% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال جائحة «كوفيد 19».

التنمية المستدامة

وأكد محمد علي الشرفاء أن الاقتصاد الأخضر يعزز التنمية المستدامة على الصعيد العالمي، ويدعم حماية البيئة بهدف القضاء على الفقر، فيما يركز الاقتصاد الدائري على استخدام مصادر الطاقة المتجددة والقضاء على النفايات والمواد السامة من خلال التصنيع الذكي للمواد الخام والمنتجات والأنظمة ونماذج الأعمال، والهدف المشترك بينهما هو التوفيق بين الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال: في أبوظبي ستركز استراتيجيتنا الصناعية التي تم الإعلان عنها مؤخراً والاستراتيجية الاقتصادية التي سيتم الكشف عنها قريباً على كيفية دمج العناصر الخضراء والدائرية لدفع النمو والتنويع بطريقة مسؤولة ومحسوبة، وأكد أن الهيئات المحلية والاتحادية مستعدة لدعم وتسهيل مساعي الشركات في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وأشار إلى ضرورة الارتقاء بالنظم الاجتماعية والاقتصادية، والاستفادة من التغيير التكنولوجي والابتكار، وخلق فرص جديدة، لزيادة الترابط بين الدول وتكامل الاقتصاد العالمي بشكل كبير.

قمّة التمويل المستدام

وشهد اليوم الختامي لفعاليات أسبوع أبوظبي المالي إطلاق النسخة الأولى من قمّة التمويل المستدام (R.A.C.E) التي تتناول المحاور الرئيسية والفعلية للاستدامة في قطاع التمويل وهي التنظيم والتوعية والتعاون والنظام الشامل، وتم تنظيم القمة بالتعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية («معاً»). وتناولت المناقشات العديد من القضايا منها كيفية تحقيق الحياد الكربوني، وصياغة الأطر التنظيمية والقواعد الخاصة بالمناخ وأسواق رأس المال المستدامة، كما استعرض المشاركون النتائج والمناقشات الرئيسية التي شهدها مؤتمر قمة المناخ «COP27»، الذي عقد في مصر مؤخراً واستعدادات الدولة لاستضافة «COP28» العام المقبل.

مبادلة

وأعلنت شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة»، شركة الاستثمار السيادي في أبوظبي، استحواذها على حصة استراتيجية في شركة «AirCarbon Exchange (ACX)»، المنصة العالمية بقطاع السوق الطوعي لتداول الكربون، التي تتخذ من Hub71، منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي، مقراً لها.

ويأتي إبرام هذه الصفقة دعماً لتدشين «AirCarbon Exchange (ACX)»، أول بورصة منظمة بالكامل لتجارة الكربون، وتأسيس غرفة مقاصة لتداول الكربون في سوق أبوظبي العالمي.

رواد أعمال

ووقع ثلاثة من رواد الأعمال المشاهير على مستوى العالم، خطابات التزام لتأسيس أعمالهم التجارية الخاصة في إمارة أبوظبي.

وقام خبير التأمل ديباك تشوبرا، ونجم مانشستر يونايتد باتريس إيفرا، وأسطورة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين في فريق لوس أنجلوس ليكرز «ميتا وورلد بيس»، بتوقيع هذه الخطابات، خلال زيارتهم التي يقومون بها حالياً إلى دولة الإمارات، كجزء من برنامج «آكسس أبوظبي»، الذي تنظمه شركة مافن غلوبال آكسس، بدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار، بهدف دعم نمو الأعمال في الإمارة.

وتم توقيع الخطابات خلال الفعالية الخاصة برواد الأعمال المشاهير، التي نظمت على هامش أسبوع أبوظبي المالي، بمشاركة رواد الأعمال الثلاثة، إلى جانب «كيفن أوليري» الشخصية التلفزيونية الشهيرة، وسارة أموليو من شركة مافن غلوبال آكسس. وينظم أسبوع أبوظبي المالي، الذي يستضيفه سوق أبوظبي العالمي، بمشاركة نخبة من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين وصناع القرار، بهدف تسريع وتيرة تحول وتطور القطاع المالي في الإمارة.

شراكة

وأبرم سوق أبوظبي العالمي اتفاقية شراكة مع «راك سبيس للتكنولوجيا» بهدف التعاون في عدد من المبادرات التقنية الاستراتيجية.

وباعتبارها مزوداً عالمياً للحلول التقنية الشاملة القائمة على السحابات المتعددة والاستشارات التقنية والخدمات المدارة، ستوفر شركة «راك سبيس للتكنولوجيا» دعماً غير محدود لسوق أبوظبي العالمي في رحلة تحوله الرقمي بالاستفادة من برمجيات الحوسبة السحابية لتطوير منصة بيانات شاملة للأعمال، الأمر الذي سيتيح للسوق خفض التكاليف، بالإضافة إلى تسريع عمليات تكنولوجيا المعلومات، وامتلاك تقنيات حديثة وآمنة تعزز قدراته على توفير خدمات محسّنة للأعمال، ومن المتوقع أن تسهم مبادرة منصة البيانات الموحدة التابعة لسوق أبوظبي العالمي في تطوير وحدة تخزين مركزية لجميع بيانات الشركات، ما يوفر رؤى أكثر وضوحاً للأعمال، ويخوّل تحسين اتخاذ القرارات عالية الكفاءة، فضلاً عن إرساء الأسس لتعميم نماذج التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

مبادرات بيئية

شهدت قمة التمويل المستدام إطلاق مبادرات بيئية مهمة، من بينها توقيع مذكرة تفاهم بين جزيرة الجبيل وسوق أبوظبي العالمي. وقد تعهد السوق بزراعة 15000 شجرة قرم (منغروف)، بما يسهم في تحقيق هدف جزيرة الجبيل بزراعة غابة تحتوي على مليون شجرة قرم جديدة في الجزيرة. وتتماشى هذه المبادرة مع الأجندة الوطنية لزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، ومع خطط جزيرة الجبيل بالمثابرة على زرع مليون شجرة قرم سنوياً طوال فترة الـ10 سنوات المقبلة.

Email