عزز التسوق الإلكتروني مكانته في عالمنا المعاصر مع تزايد أهميته يوماً بعد آخر التي ظهرت بوضوح خلال فترة الإغلاقات التي اجتاحت العالم بسبب جائحة «كوفيد 19»، ورغم أنه لن يستطيع مطلقاً أن يحلّ محل التجارة التقليدية، أو ينال من مكانتها وجاذبيتها، فإن هذا لا ينفي الزخم الذي يكتسبه على نحو متسارع، لكن من دون أن يجعله ذلك بديلاً للتجارة التقليدية، حيث سيبقى الاثنان مكملين بعضهما بعضاً، ولكل منهما مؤيدوه ومريدوه، ولتكون «التجارة الحوارية» نقطة التقاطع بين تطبيقات المراسلة «الدردشة» والتسوق التقليدي. 

تطورات

وكشأن أي شيء له علاقة بالتقنية، تشهد التجارة الإلكترونية تطورات مُتلاحقة. وتُعد التجارة الحوارية، ويُطلق عليها البعض أيضاً «التجارة التحادثية» أو «تجارة المحادثة»، بمثابة المستوى المُقبل من التجارة الإلكترونية ونرصد فيما يلي مفهوم التجارة الحوارية، ومستويات انتشارها الراهنة وآفاقها المستقبلية.

ويعد أفضل تعريف للتجارة الحوارية، أنها تُمثل نقطة التقاطع بين تطبيقات المراسلة والتسوق التقليدي، ما يمنح المستهلكين فرصة للشراء من العلامات التجارية من خلال تطبيقات الدردشة وحتى التكنولوجيا الصوتية.

خلفية

ويُعتبر كريس ميسينا، المدون الأمريكي المتخصص في شؤون التقنية، تاريخياً أول من ابتكر مُصطلح «التجارة الحوارية» وكان ذلك عام 2015، عندما ذكر ميسينا هذا المُصطلح لأول مرة، وكان ذلك في إحدى مدوناته التقنية.

وذكر ميسينا آنذاك أن التجارة الحوارية تعمل على توفير الراحة والتخصيص ودعم القرار أثناء تنقل الأشخاص، مع الاهتمام الجزئي فقط إنه ما يمكّن العميل من الدردشة مع وكلاء خدمة العملاء أو الروبوت، وطرح الأسئلة، وقراءة المراجعات وإجراء عملية شراء، كل ذلك داخل تطبيق مثل «فيسبوك ميسينغر» أو «واتسآب».

ومن الجدير بالذكر، أن اصطلاح التجارة الحوارية ليس هو الاختراع الوحيد الذي اقترن باسم ميسينا في عالم التقنية الحديثة، فقد لا يعرف الكثيرون أن ميسينا هو مخترع رمز «هاشتاغ» الشهير في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، وهو الرمز الذي يُتيح لمستخدمي الموقع والمغردين عبره متابعة أحدث المنشورات عبر الموقع عن كلمة معينة أو موضوع معين.

تجربة

وترجع أهمية التجارة الحوارية في المتاجر الإلكترونية إلى كونها تعرض تجربة التسوق والتي تكون خاصة بكل عميل من العملاء لذلك نجد دائماً أن التجربة الشخصية تنال على إعجاب العديد من الأشخاص أكثر من التجربة القياسية، وعليه، فإن أهمية تداول المحادثة هي أنه يمنحك فرصة لتقديم تجربة تسوق شخصية بالكامل لكل عميل على متجرك عبر الإنترنت.

آفاق

وتشير التوقعات بأن بمجرد حلول 2025، سيشهد عالمنا توافر أكثر من 75 مليار جهاز يعمل بخاصية إنترنت الأشياء، سيكون لها أبرز الإسهام في تعزيز انتشار التجارة الحوارية وزيادة الزخم في مستويات تبنيها في مختلف أنحاء العالم.

حصة

وتبلغ قيمة التجارة الحوارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1 تريليون دولار وفقًا لتقرير صادر حديثاً عن منصة «زبوني» المتخصصة في التجارة الحوارية، حيث يستحوذ هذا النوع من التجارة على نسبة 40 % من إجمالي تجارة التجزئة في المنطقة.

وتشير بيانات المنصة إلى أن معدل تحويل عمليات التجارة الحوارية إلى مبيعات تفوق نسبة 80% حيث يعتبر هذا الرقم أعلى بفارق كبير عن معدلات التحويل المسجلة في أسواق التجارة الإلكترونية التي لم تتعدى نسبة 3% من حيث المبيعات المحتملة.

وأوضح التقرير أن متوسط معدل الساعات التي يقضيها الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو 3.5 يوميًا، فيما يعتقد 67% من مستخدمي تطبيق «تيك توك» أن المحتوى المعروض على المنصة ألهمهم للتسوق حتى في حالات عدم وجود نية لديهم للقيام بذلك.

محفظة رقمية

وفي أغسطس من العام الماضي، أبرمت محفظة باي إت «payit»، وهي أول محفظة رقمية مجانية متكاملة وآمنة في الإمارات والمدعومة من بنك أبوظبي الأول، شراكة مع «بلاتكس أومني شانل كونفرساشنال كوميرس»، وهي مزود مبتكر لخدمات الدعم الرقمية، لتقديم حلول فريدة والأولى من نوعها في المنطقة للتجار في دولة الإمارات؛ حيث تتيح تحصيل المدفوعات من عملائهم عبر تطبيق «واتساب». ويمكن للتجار التسجيل في هذه الخدمة بكل سهولة من خلال إرسال أرقام تطبيق «واتساب» الخاصة بهم إلى عملائهم عبر محادثة فورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وذلك لسداد المدفوعات خلال بضع دقائق على نحو آمن إلى التاجر واستلام تأكيد السداد بشكل فوري.