مؤسس شركة «درفن» لـ«البيان »: دبي تنافس أهم أسواق العقارات بجذب الاستثمار الصيني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يترقب القطاع العقاري في دبي خلال الفترة المقبلة إقبالاً صينياً وآسيوياً واسعاً في مرحلة ما بعد خروج الصين من تداعيات الجائحة، ومن المتوقع أن تنافس الإمارة بقوة أهم الأسواق العقارية التقليدية للمستثمرين الصينيين بحسب عبدالله العجاجي المؤسس والمدير الإداري لشركة «درفن للعقارات» والشريك التنفيذي لشركة لامار للتطوير العقاري.

وفي تصريحات لـ«البيان» أوضح العجاجي أن المستثمرين الصينيين كانوا من أكبر خمس جنسيات مستثمرة في عقارات دبي ما قبل الجائحة، والآن وبعد أكثر من عامين من الإغلاق العام والقيود على الحركة والسفر، ستكون هناك انطلاقة هائلة للصينيين إلى الخارج للاستثمار والسياحة والتجارة حالما تفتح الصين أبوابها للعالم وتعود إلى الحياة الطبيعية.

وأشار إلى أن المستثمر الصيني يواجه مجموعة من التحديات في القطاع العقاري ببلاده مع إفلاس أكبر مطور عقاري صيني «إيفرغراند» وما تشهده السوق المحلية من اضطرابات، ومن جانب آخر، فإن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تخفض أسعار الفائدة بهدف تحفيز حركة الاقتصاد بشكل عام بما يشمل العقارات، فيما تقوم الدول الأخرى برفعها مما يوفر سيولة للمستثمرين، وفي ظل هذه العوامل فإن المستثمر الصيني بانتظار معاودة الانطلاق إلى الأسواق الدولية الواعدة التي يثق بها ويترقب فرصها ونموها طويل الأمد، وهنا تبرز دبي كأحد أهم 5 أسواق عالمية بالنسبة للمستثمرين الصينيين قبل الجائحة، الذين كانوا يستثمرون بشكل رئيسي أيضاً في بانكوك بتايلند باعتبارها أكبر سوق لهم تليها اليونان بفضل منحها لتأشيرة إقامة للمستثمرين.

ولفت العجاجي إلى أنه وخلال العامين الماضيين، ومع بقاء الصين في حالة تقييد السفر وحركة الأفراد، قامت دبي والإمارات بإطلاق مجموعة من مبادرات التحفيز والقوانين الاقتصادية النوعية ومن ضمنها تطوير تأشيرة الإقامة العقارية، مؤكداً أن جميع هذه العوامل ستحفز المستثمر الصيني على ضخ استثمارات وستساهم أيضاً في استقطاب شرائح جديدة من مستثمري الصين إلى السوق العقاري المحلي، وبالتالي فإن دبي ستنافس بقوة أهم الأسواق العقارية الدولية للمستثمرين الصينيين في مرحلة ما بعد الجائحة.

وجهة مفضلة
تحولت جميع العوامل التي ساهمت في ازدهار القطاع العقاري في دبي خلال العامين الماضيين إلى أسس اقتصادية إضافية لمقومات دبي وسمعتها كوجهة مفضلة للعمل والاستثمار والمسكن وفقاً للعجاجي، ما يؤكد أن معطيات النمو التي شهدتها الإمارة من بداية الجائحة حتى الآن تدعم استمرار وتيرة الازدهار لسوق العقارات بشكل عام وخاصة العقارات الفارهة، ويأتي في مقدمة تلك العوامل المبادرات والخطوات الحكومية النوعية، ومن ضمنها منظومة الإقامات الذهبية والتملك الكامل للمستثمرين الأجانب في الشركات، إلى جانب تغيير عطلة نهاية الأسبوع لمواكبة الأسواق العالمية بالإضافة إلى تأشيرات الإقامة طويلة الأمد للمتقاعدين وغيرها، وقد عززت هذه المبادرات المبتكرة من استقطاب أعداد كبيرة من الأثرياء.

ترقية المنازل
أوضح المدير الإداري لشركة «درفن للعقارات» أن مرحلة ذروة الجائحة، وفي ظل تحرك كافة البنوك المركزية العالمية الرئيسية لتخفيض الفائدة من أجل تحفيز الاقتصاد آنذاك، شهدت ضخ سيولة كبيرة في الأسواق، وبدأ الأفراد بترقية منازلهم إلى فئات أكبر وأوسع وفي مواقع أفضل، كما أن ما توفره الفلل ومنازل تاون هاوس من مساحات خارجية عزز الطلب عليها خلال الجائحة مع تجنب الحشود والازدحام في الأماكن العامة، وبرزت جميع تلك التوجهات عالمياً ومحلياً أيضاً. وأشار إلى أنه وفي نهاية 2020، كانت دبي المدينة الأولى والأبرز التي عاودت افتتاح أبوابها للعالم، وشكل ذلك خطوة استراتيجية وحيوية، فكبار أثرياء العالم الذين عادة ما يقضون إجازاتهم الشتوية في وجهات التزلج الفارهة في جبال الألب وغيرها، لم يستطيعوا القيام بذلك في ظل الإغلاق وقيود الحركة.

ومنذ سبتمبر 2020 وصولاً إلى 2021 كان هناك طلب كبير على عقارات دبي من أوروبا وخصوصاً من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وبلجيكا وسويسرا، إلى جانب لبنان وغيرها بالإضافة إلى الدول الآسيوية التي عاودت فتح اقتصاداتها وخصوصاً هونغ كونغ، وبدأ العديد من الأثرياء من هذه الدول بالتوجه إلى دبي مما رفع الطلب على مختلف الشرائح العقارية وخصوصاً العقارات فائقة الفخامة، ومن ثم بدأ الطلب المحلي بالتحرك.

مرحلة النضوج
تطورت مسيرة سوق العقارات في دبي، وتحولت من سوق ناشئة ووصلت الآن إلى مرحلة النضوج برأي العجاجي، ففي السابق كانت جميع شرائح وفئات السوق تتحرك في ذات الاتجاه من حيث نسب النمو أو الاستقرار، بما يشمل العقارات الفاخرة وتلك ذات الأسعار المتوسطة وغيرها، ولم تكن مكونات معادلة العرض والطلب واضحة بشكل محدد، بل كانت المضاربات هي السمة الأبرز لآليات العمل في السوق، لكن الوضع اختلف حالياً، فالنمو المستمر من سبتمبر 2020 حتى الآن لم يكن موحداً، أي لم يشمل جميع الفئات العقارية بذات المعدلات، حيث لم ترتفع أسعار العقارات من الفئة المتوسطة بذات المعدلات التي حققتها العقارات الفاخرة وتلك المصنفة بفئة فائقة الفخامة، فالأخيرة هي التي سجلت أعلى نمو في الأسعار نتيجة قلة المعروض.

ومع نضوج السوق، تغير مفهوم العقارات الفاخرة أيضاً بحسب العجاجي، الذي أوضح أن هذا التصنيف عادة ما كان يستخدم على سبيل المثال لوصف الشقق في وسط مدينة دبي، التي تتراوح أسعارها بين مليونين و4 ملايين درهم، فيما يتركز الطلب حالياً على العقارات فائقة الفخامة أو الفارهة جداً أي بأسعار تفوق 10 ملايين درهم.

الأداء السعري
أكد العجاجي أن الأداء السعري للفلل تفوق على أداء الشقق بشكل عام من سبتمبر 2020 حتى اليوم، كما سجلت شقق بنتهاوس الفاخرة ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وتأتي العقارات فائقة الفخامة في جزيرة جميرا باي ومن ضمنها بلغري ريسيدنزس من ضمن الأفضل أداءً في دبي ككل من حيث ارتفاع الأسعار. وبشكل عام حققت الوجهات البحرية أيضاً أداءً سعرياً قوياً. وبذلك تأتي فئة الفلل فائقة الفخامة في المرتبة الأولى من حيث معدلات نمو الأسعار، تليها شقق بنتهاوس الفاخرة، ويأتي قطاع الفلل بشكل عام ومنازل تاون هاوس بغض النظر عن موقعها، في المرتبة الثالثة.

وكشف العجاجي أن دبي استقطبت خلال الفترة الماضية العديد من المطورين العقاريين من دول العالم وخاصة من أوروبا وآسيا، وذلك في ظل الجهود التي بذلتها دائرة الاقتصاد والسياحة ودائرة الأملاك والأراضي، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من شركات التطوير تلك تركز على العقارات الفاخرة في ظل وضوح الصورة بأن المعروض في هذا القطاع ما يزال محدوداً.

العقارات الفخمة
وفي ما يتعلق بتأثير ارتفاع أسعار الفائدة على سوق العقار، أشار العجاجي إلى أن العقارات فائقة الفخامة قطاع دفاعي جداً مقارنة مع باقي فئات السوق العقارية، وذلك لأن النسبة الأكبر من عمليات الشراء في هذه الشريحة تتم بشكل نقدي ولا تعتمد بالأساس على التمويل المصرفي، كما أن المعروض في هذه الفئة ما يزال محدوداً جداً كما أن ملاك مثل هذه العقارات ليسوا مضطرين للبيع نتيجة عدم قدرتهم على مواكبة ارتفاع فائدة الرهون العقارية .

Email