تعزيز العلاقات بين الإمارات واليابان في عدد من القطاعات الحيوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قام معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي، بزيارة عمل إلى اليابان، بهدف تعزيز العلاقات بين الإمارات واليابان في عدد من القطاعات الحيوية. 

وعقد الوزير عدداً من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين في الحكومة اليابانية، ورؤساء الشركات، ركزت على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة، ودفع فرص النمو منخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى استعدادات الإمارات لاستضافة الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 28)، خلال عام 2023، وفرص التعاون الاستراتيجي الجديدة بين الدولة واليابان.

ونقل سلطان الجابر تحيات القيادة الرشيدة في الإمارات، إلى قيادة وحكومة وشعب اليابان، مؤكداً التزام الدولة بتوريد إمدادات موثوقة من النفط الخام والغاز الطبيعي، والمساهمة في ضمان أمن الطاقة في اليابان. وتعد الإمارات المورّد الأول للنفط الخام لليابان، وتغطي أكثر من 20 % من احتياجاتها.

شراكة استراتيجية

وناقش الجانبان مجموعة من المواضيع المختلفة، تتضمن مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات واليابان، والتي تم الإعلان عنها عام 2018، خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي إلى دولة الإمارات، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ورفعها إلى مستوى تعاون استراتيجي شامل في جميع القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وشهدت الزيارة لقاءات ثنائية مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة اليابانية، شملت الدكتور كويتشي هاجيودا وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، تسويوشي ياماغوتشي وزير البيئة، وكيوشي أوداوارا وزير الدولة للشؤون الخارجية. 

كما التقى الدكتور سلطان الجابر خلال الزيارة، شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق، وهيروكازو ماتسونو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، وتاداشي مايدا محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي، وسيجي كيهارا نائب رئيس مجلس الوزراء الياباني، المستشار الخاص لرئيس الوزراء، وكونو تارو عضو مجلس النواب، وزير الدفاع الأسبق ووزير الخارجية الأسبق، وياسوتوشي نيشيمورا عضو مجلس النواب الياباني. 

مد جسور التعاون

وقال: تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بالاستمرار في مد جسور التعاون مع دول العالم في مختلف القطاعات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، تحرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع اليابان، من خلال توسيع نطاق الشراكات مع القطاعين العام والخاص، لتوفير المزيد من فرص النمو التي تحقق المصالح المتبادلة، بما يسهم في تعزيز ازدهار ورفاه الشعبين الصديقين. كما تركز دولة الإمارات على تعزيز التعاون الثنائي في دبلوماسية المناخ، لدفع التنمية الاقتصادية، وتمكين النمو منخفض الانبعاثات، وتعزيز أمن الطاقة.

وأضاف: تستند العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات واليابان، على شراكات طويلة الأمد في قطاع الطاقة، ويسرنا العمل بصورة وثيقة معهم، للاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يتيحها التحوّل في قطاع الطاقة، وتعزيز التعاون الصناعي، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا الصديقين.

وتستند اللقاءات التي عقدها الدكتور سلطان الجابر مع المسؤولين اليابانيين، إلى أسس راسخة ومتينة من علاقات التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين البلدين، والتي تمتد لأكثر من 50 عاماً، وتم خلالها التركيز على عدة مجالات، شملت التنمية الاقتصادية والصناعية، وإمدادات الطاقة، ووقود الهيدروجين، والعمل المناخي، واستعدادات الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 28) في عام 2023، وفرص التعاون الاستراتيجي الجديدة بين الدولة واليابان. 

وأكد الدكتور سلطان الجابر - خلال لقاءاته مع المسؤولين اليابانيين - حرص القيادة في الإمارات على استمرار توثيق العلاقات المتميزة مع اليابان، وتوثيق أواصر التعاون الثنائي. واستعرض المبادرات المشتركة الحالية بين الإمارات واليابان، في مجال إنتاج الهيدروجين والأمونيا الزرقاء منخفضة الانبعاثات، مسلطاً الضوء على طموح الإمارات واليابان، للاستفادة من التقنيات الجديدة المجدية تجارياً للحد من الانبعاثات. 

رؤساء شركات يابانية

كما التقى الدكتور سلطان الجابر، مع عدد من رؤساء الشركات اليابانية، من بينهم تاكايوكي أويدا، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إنبكس، وماسايوكي هيودو، الرئيس التنفيذي لشركة سوميتومو كوربوريشن، وساتوشي أونودا رئيس شركة جيرا، وكينيشي هوري، الرئيس التنفيذي لشركة ميتسوي، وشونيتشي كيتو، الرئيس التنفيذي لشركة ادمتسو كوسان، وهيروشي كيرياما، المدير الممثل والرئيس التنفيذي لشركة كوزمو انرجي هولدينجز، وتاكيشي سايتو، المدير الممثل ورئيس شركة إينيوس القابضة، وتاكيهيكو كاكيوشي رئيس مجلس إدارة شركة ميتسوبيشي كوربوريشن، وماساهيرو أوكافوجي، الرئيس التنفيذي لشركة إيتوتشو كوربوريشن، وماسومي كاكينوكي رئيس مجلس إدارة موربيني كوربوريشن. 

أمونيا زرقاء

وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «ميتسوي»، تنضم بموجبها «ميتسوي» شريكاً، إلى جانب «فيرتيجلوب» و«جي إس إنرجي»، في تطوير المنشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون، ضمن «منطقة تعزيز للصناعات الكيماوية»، المشروع المشترك بين «أدنوك» و«القابضة» في الرويس بأبوظبي.

كانت «أدنوك» و«ميتسوي» أعلنتا عن الاتفاق الأولي لانضمام ميتسوي، إلى المشروع في نوفمبر 2021، ومن المتوقع أن يبدأ مشروع إنتاج الأمونيا الزرقاء عالمي المستوى، عمليات الإنتاج في 2025، بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي مليون طن سنوياً.

هيدروجين

كما وقعت «أدنوك» مذكرة لتقييم إمكانية تحويل الهيدروجين، كمنتج ثانوي من عمليات «أدنوك» في مجال التكرير والبتروكيماويات والهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي (الهيدروجين المُنتج من ثاني أكسيد الكربون، الذي يتم التقاطه وتخزينه واستخدامه في عملية الإنتاج)، إلى ميثيل سيكلوهكسان، وهو وسيلة فعالة لنقل الهيدروجين وتصديره إلى اليابان.

نفايات

كما وقّعت شركة «مصدر»، مذكرة تفاهم مع شركة «سوميتومو»، بشأن تطوير مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة، حيث تهدف هذه الشراكة إلى فتح آفاق التعاون بين الشركتين في مجموعة من المشاريع، تشمل منشأة لمعالجة 390 ألف طن من النفايات سنوياً، وتوليد 25 ميغاواط من الطاقة.

وشهدت الأشهر الـ 12 الماضية، المزيد من التعاون بين الإمارات واليابان، وذلك بعد إبرام «أدنوك» اتفاقية دراسة مشتركة، مع ثلاث شركات يابانية، هي إنبكس كوربوريشن و«جيرا»، و«المؤسسة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن»، لاستكشاف الإمكانات التجارية لإنتاج الأمونيا الزرقاء في الإمارات.

علاقات وثيقة

تربط الإمارات واليابان علاقات تجارية وثيقة، حيث تعد الدولة عاشر أكبر شريك تجاري لليابان على مستوى العالم، حسب إحصاءات عام 2021. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2021، أكثر من 30 مليار دولار أمريكي، وارتفعت قيمة صادرات الإمارات لليابان إلى 26 مليار دولار، فيما ارتفعت وارداتها من اليابان إلى 6.2 مليارات دولار أمريكي. وتوجد أكثر من 340 شركة يابانية تعمل في دولة الإمارات في مختلف القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية والصناعة والطاقة.

Email