«بيبسيكو»: «إكسبو» شكل محطةً للتفكير والتخطيط لمستقبل الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عامر الشيخ، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط لدى «بيبسيكو»، أن «إكسبو 2020 دبي» كان بمثابة منصة استراتيجية للجهات المعنية للالتقاء والعمل معاً لتكون مثالاً للعمل الفعلي والتأثير، كما كان محطةً دفعتنا للتفكير والتخطيط لمستقبل الاستدامة في منطقتنا.

وقال عامر الشيخ: أسهم نظام الغذاء العالمي عبر السنين في توفير الغذاء والفرص الاقتصادية، وأتاح للناس الاستمتاع بالطعام والوجبات سهلة التحضير، ولكن مع تزايد أعداد سكّان العالم، تتزايد الضغوط على الأنظمة الغذائية، وتتعمق أوجه التفاوت بين المجتمعات. وستحتاج هذه الأنظمة خلال الثلاثين عاماً المقبلة إلى توفير الطعام لنحو 10 مليارات نسمة من سكان العالم، بالإضافة إلى التصدي لتأثيرات تغير المناخ وحماية الموارد الطبيعية. 

وأضاف: لكنّ الحلول المتاحة لهذه التحديات المعقدة والمنهجية، تتجاوز الحدود الجغرافية والتخصصية والمؤسسية، فهي تتطلب اتخاذ مجموعة من التدابير المترابطة على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، ومن قبل كافة الجهات المؤثرة في القطاعين العام والخاص.

وأضاف: هنالك إجماع متزايد بين مختلف القطاعات والجهات الحكومية من شتّى أنحاء العالم على أن الاقتصاد الدائري هو حاجة ملحّة في هذه المرحلة. وقد وفّر إكسبو 2020 دبي منصة لشق الطريق أمام استراتيجيتنا العالمية للاستدامة «بيبسيكو الإيجابية»، وعرض ما يمكننا القيام به للمساعدة في بناء سلسلة قيمة دائرية وشاملة ترتكز على تقليل استعمال مواد التعبئة والتغليف وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها وإعادة ابتكارها.

وكانت تجربتنا خير دليل على أن الابتكار يمثل جوهر هذه الرؤية، حيث أسهمت محطات مياه أكوافينا المنتشرة في موقع إكسبو 2020 دبي في توفير استهلاك أكثر من 500,000 عبوة بلاستيكية. وفضلاً عن ذلك، تم إعادة تدوير عبوات المياه المعدنية المصنوعة من الألمنيوم، التي تعود غالبيتها إلى أكوافينا عبر شركة دلسكو وتحويلها إلى منتجات ألمنيوم جديدة، مما ساهم في توفير ما يعادل 6.6 ملايين عبوة بلاستيكية. 

ولكن لكي يزدهر الاقتصاد الدائري، من المهم أن تصبح جميع العبوات جزءاً من حلقة دائرية وعدم التعامل معها كنفايات، لذلك عملنا بالتعاون مع شركة دلسكو على جمع وإعادة تدوير نفايات التغليف الخاصة بشركة بيبسيكو، وساعدنا إكسبو 2020 دبي على فصل وتحويل 90٪ من نفايات الموقع بدل أن ينتهي بها المطاف في المكبات.

وإن أمكن توسيع نطاق تطبيق هذا النهج عبر كافة القطاعات والدول ليصبح من الممارسات المعتمدة، سيكون له أثر إيجابي في تغيير علاقة العالم بمواد التعبئة والتغليف، وسيساعد في جعل النظام الغذائي أكثر استدامة.

لقد أتيحت لنا الفرصة في أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في إكسبو 2020 دبي لمناقشة التحديات التي يواجهها قطاع المأكولات والمشروبات في الوقت الحالي، حيث تبرز أهمية معالجة قضية الأمن الغذائي في ظل التقلبات المناخية المستمرة والمشهد الجغرافي لدول مجلس التعاون الخليجي.

وتعد التكنولوجيا الزراعية حلاً واعداً، فقد شكّلت نقلةً نوعيةً لمزارعينا في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وتمكّنا من خلال إدخال التقنيات الرقمية على العمليات الزراعية من تتبع تطور إنتاج المحاصيل في جميع المراحل، منذ مرحلة زراعة البذور وصولاً إلى الحصاد، مما ساعد المزارعين على تحسين العمليات وخفض التكاليف والتخفيف من المخاطر التي تتعرض لها المحاصيل وتحسين إنتاج المزارع ودخلها.

وهناك قضية أخرى علينا جميعاً التعاون لدعمها، وهي توفير المحاصيل والمكونات بشكل مستدام وتحسين سبل عيش الناس في سلسلة التوريد الزراعية من خلال تمكين المرأة اقتصادياً واتباع نهج التنوع في الزراعة. 

وكشف منتدى أعمال المياه الذي استضافه إكسبو 2020 دبي، عن الحاجة إلى إعادة تقييم دور المياه في تعزيز الأمن الغذائي في منطقتنا. ولكن كيف يمكننا زراعة المحاصيل باستخدام كميات أقل من المياه والتربة والموارد اللازمة، وكيف نحمي مصادر المياه ونوفر المياه للمساحات المزروعة؟ لقد تمكنا من تقليل استخدام المياه في مصانع بيبسيكو للوجبات الخفيفة في الرياض والدمام بنسبة 45٪ مقارنة بعام 2015 .

وذلك باستخدام تقنيات توفير المياه. وفي الأردن، يتبع مصنعنا للتعبئة استراتيجية إيجابية في الحفاظ على المصادر الطبيعية للمياه من خلال سدود المياه وبرك تجميع مياه الأمطار. ولتحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال، فإننا نولي أهمية كبيرة لترشيد استهلاك المياه في الزراعة وسلسلة القيمة وفي حاجاتنا اليومية.

ألهمنا إكسبو 2020 دبي جميعًا للتطلع قدماً نحو بناء مستقبل مشرق، وعزز أهدافنا في مجال الاستدامة وأجندة استراتيجية «بيبسيكو الإيجابية»، ولقد جددنا التزامنا لهذا العام بجمع وإعادة تدوير ما يعادل جميع عبوات أكوافينا المعبأة في دولة الإمارات، لاسيما بعدما تخطينا هذا الهدف خلال العام الماضي. كما نفخر بشراكتنا مع مبادرة «دبي تبادر» للعمل على توفير محطات مياه أكوافينا خارج موقع إكسبو 2020 دبي.

كما تعاونا مع وزارة التغير المناخي والبيئة لتقديم ابتكارات مهمة في مجال الاستدامة، وأعلنّا من خلال برنامج Greenhouse Accelerator، عن أسماء 10 شركات من منطقة الشرق الأوسط، تأهلت إلى المرحلة الأخيرة من البرنامج وحصلت على منحة مالية، تمكّنها من تطوير مشاريعها بمساعدة شركة بيبسيكو لنعمل معاً من أجل تسريع رحلة الوصول إلى التعبئة المستدامة.

كما أطلقنا منصة Food for Thought (غذاء الفكر) خلال شهر مارس 2022، وهي منصة تفاعلية شاملة ومفتوحة لتوسيع النقاشات حول الغذاء وتشجيع مشاركة العديد من الجهات المعنية من مختلف جوانب سلسلة الغذاء لإلهامنا نحن والآخرين على اتخاذ إجراءات ناجعة في هذا السياق. 

لقد حان الوقت لقطاع المأكولات والمشروبات للتركيز على الأولويات، والنظر في المسؤولية الفردية والجماعية للمساعدة في رسم مسار جديد لكوكب الأرض وسكّانه، لاسيما في وقت تتطلع فيه المنطقة لاستضافة قمة المناخ «كوب 27» في مصر، و«كوب 28» في الإمارات. ونحن متفائلون بما يحمله المستقبل.

Email