40 ألف مادة ورقياً ورقمياً على مدار 12 عاماً

"البيان" و إكسبو دبي.. حكاية تروى

ت + ت - الحجم الطبيعي

واكبت «البيان» الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» منذ بداية فكرة الاستضافة في 2010 إلى الفوز بالاستضافة ثم الاستعدادات ومرحلة البناء إلى الانطلاق وتغطية فعاليات الحدث، والآن تواصل كتابة إرث المعرض الدولي لتصنع خلال فعاليات الحدث التي بدأت في 1 أكتوبر 2021 وانتهت في 31 مارس 2022 مشهداً إعلامياً مختلفاً، سواء من حيث المضمون والمعالجة أو الشكل أو الحجم حيث تجاوز إجمالي ما نشرته ورقياً ورقمياً منذ طرح مشروع الاستضافة وحتى اليوم، 40 ألف مادة موثقة تروي حكاية «إكسبو دبي»، ولتتحول «البيان» إلى مرجع وثائقي بالكلمة والصورة لكل ما يرتبط بإكسبو.

وانسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتشكيل لجنة تنفيذية مسؤولة عن ملف استضافة الإمارات لمعرض إكسبو الدولي 2020 في نوفمبر 2011، وضعت «البيان» استراتيجية عمل لدعم الملف إعلامياً ونفذت محاورها ورقياً ورقمياً بشكل منهجي ومنظم على امتداد مراحل التقديم والتنافس على الاستضافة، بدءاً من إطلاق الدولة لحملة الاستضافة في فبراير 2010 وتشكيل لجنة عليا لإدارة الملف، مروراً بعرض ملف الاستضافة على المكتب الدولي في باريس في يونيو 2013، وصولاً إلى اليوم التاريخي في 27 فبراير 2013 الذي شهد فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020.

مرحلة المنافسة

وخلال مرحلة منافسة دبي على الفوز مع أربع مدن عالمية أخرى، عملت «البيان» على استعراض المقومات التنافسية النوعية التي تميز دبي والإمارات عن باقي المتنافسين بناءً على المؤشرات الدولية المعتمدة من قبل هيئات ومؤسسات عالمية محايدة، حيث حرصت «البيان» على اعتماد لغة البيانات والأرقام ورصد تقدم الدولة في التصنيف على أهم تلك المؤشرات التي تغطي مجموعة واسعة من القطاعات.

كما استمر الرصد الإعلامي لآراء الشخصيات والهيئات المعنية من مختلف أنحاء العالم تجاه جدارة ملف دبي باستضافة الحدث بالتزامن مع تعزيز الدعم الشعبي الواسع للملف على المستوى المحلي والإقليمي وتسليط الضوء على القيمة المضافة التي ستقدمها دبي في حال فوزها.

مواكبة ملف المعرض الدولي لم تكن بتغطية الأحداث المرتبطة باستضافة أول معارض إكسبو في المنطقة العربية، بل كانت في صناعة محتوى يروج للحدث وفكرته ويعرف به. فخلال مرحلة منافسة دبي على الفوز، نفذت «البيان» حملات إعلامية متتالية تعرض لقرائها ومتابعيها، تاريخ الحدث ودوراته المتعاقبة وتشرح تأثيراته وأهميته، وتعقد المقارنات بين المتنافسين وتعدد مزايا دبي، ضمن الجهد الوطني للاستضافة لإيجاد حالة شعبية تتفاعل مع الحدث وترحب به، كأحد شروط الفوز بالاستضافة.

مرحلة الفوز

ومع فوز دبي بملف الاستضافة، طورت «البيان» استراتيجيتها الإعلامية لدعم الحدث، حيث رصدت خطط ومشاريع كافة الجهات الداعمة واللجنة التنظيمية واستعدادات المدينة، وركزت على توسيع الوعي محلياً وإقليمياً بالأهمية الحيوية التي يكتسبها إكسبو 2020 دبي ليس لدولة الإمارات فحسب بل للمنطقة والعالم، وبدأت سلسلة من التحقيقات والمقابلات الحصرية بهدف تحليل ما سيقدمه الحدث لكافة المجالات والقطاعات بدءاً من الاقتصاد والتجارة والاستثمار مروراً بالثقافة والفنون وصولاً إلى السلام والتعاون الدولي. كما تم تكثيف المتابعة الاستباقية لخطط المشاركين الدوليين في الحدث وانفردت «البيان» بذلك في رصد تصاميم وبرامج العديد من الأجنحة المشاركة في الحدث.

مرحلة كورونا

ومع اندلاع أزمة فيروس «كوفيد 19» وما فرضته من تحديات على العالم في نهاية 2019، أقرت الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض، وهو الجهة المشرفة على معارض إكسبو الدولية في مايو 2020، تأجيل إكسبو 2020 دبي لمدة عام بسبب التحديات التي فرضتها الجائحة على كافة الدول، وبدورها عملت «البيان» على رصد آراء ممثلي الدول المشاركة التي دعمت هذا القرار بوصفها الخيار الأمثل للجميع.

كل ذلك كان يتم عبر فريق مهني ومحترف من الصحافيين والفنيين، استطاعوا تحقيق الهدف بالتميز وخدمة القارئ والمتابع بمحتوى ثري من الدراسات والتحليلات والتحقيقات والمقابلات والأخبار والصور والبرامج عبر المنصات الرقمية، التي تؤرخ وتوثق لكل معارض ونسخ إكسبو على مدار 170 عاماً وصولاً إلى إكسبو دبي، وأكثر من ذلك بالتعريف بغالبية الدول المشاركة في الحدث والتي وصل عددها إلى 192 دولة وثماني منظمات ومؤسسات محلية وإقليمية ودولية.

مرحلة الانطلاقة

ومع انطلاق الحدث في الأول من أكتوبر 2021، كانت التحضيرات مبكرة، لإصدار ملحق يومي، خاص يوازي حجم الحدث، فتم تعظيم فريق العمل إلى أكثر من 50 صحافياً ومصوراً وفنياً في الميدان ومثلهم في مقر «البيان» لإنجاز محتوى ورقي ورقمي يواكب كل فعاليات الحدث بما يليق به وبدبي وبدولة الإمارات، ويتواجد بشكل يومي على مدار 6 أشهر. واختارت «البيان» اسماً للملحق من تراث الإمارات، وفي نفس الوقت يشبه الحدث، فصدر «الغاف» حاملاً اسم شجرة الإمارات في 142 عدداً طيلة ستة أشهر مع تحويله إلى نسخة رقمية بنفس الكثافة والنوعية يومي الإجازة الأسبوعية في الإمارات.

قيم الغاف

وكان انتشار الملحق في موقع الحدث، مثل انتشار الشجرة الإماراتية بالمكان نفسه، لتروي من تراث الإمارات معاني شجرة السلام والتسامح والتواصل ولتنقل رسالة ملهمة تحمل معاني قوة شجرة الصحراء التي تتحدى الطقس، فتقدم الغذاء والدواء والمأوى، ويوفر ظلها أماكن اجتماعات للسلام والتسامح والتواصل، وهي نفس القيم والأفكار التي يتبناها إكسبو، فكان الملحق باسمه ومضمونه المرآة التي عكست كل ذلك في ظل شجرة الإلهام لينقل الحدث بالكلمة والصورة فغاص في عمقه مثل شجرة الغاف التي تتفرع جذروها إلى عمق الرمال بحثاً عن المياه، حتى روى شغف القارئ والمتابع عبر حكاية ما زالت فصولها مستمرة، حتى لو انتهى الحدث، فإرثه مستدام، والإمارات بتركيبتها ونهجها وسياساتها، إكسبو كبير، أنجزت ما التزمت بفعله، واستطاعت أن تجمع 192 دولة معاً، ونجحت من على أرضها في دفع المجتمع العالمي، لتجديد التزامه تجاه موضوعات الحدث الدولي في الفرص والتنقل والاستدامة التي كانت حاضرة بقوة على صفحات «الغاف» ومنصات «البيان» الرقمية.

وبعرض سريع لما تضمنه ملحق «الغاف» فقد نجح بتغطية كافة جوانب الحدث، متابعة ورصداً، وأخباراً وتقارير، وحوارات وملفات، تناولت عموم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض المرتبطة بالاقتصاد والتجارة والزراعة، والفضاء والتعليم والنقل، والصحة والمناخ والاستثمار والفنون والتراث، الذي امتد على مدار ستة أشهر.

ترجمة الشعار

وحرص «الغاف» على الاستمرار في المهمة التي تتبناها «البيان» دائماً في عملها الإعلامي والمتمثلة في نقل المعرفة، إذ حرص فريق العمل على رصد التجارب العلمية والتقنية والإنسانية الفريدة والناجحة في كافة أنحاء العالم ونقلها إلى القارئ بما يسهم في إغناء المحتوى المعرفي باللغة العربية خصوصاً على شبكة الإنترنت، لتجسد عبر كل الجهود التي بذلتها من خلال صفحات «الغاف» والمنصات الرقمية شعار إكسبو 2020 دبي في «تواصل العقول وصنع المستقبل».

ولم تكتف «البيان» برصد الأحداث بل تحولت إلى مصدر لصناعة الأخبار الخاصة ورصد الأرقام حول ثمرة مشاركات الدول والصفقات التي عقدتها خلال الحدث العالمي، ورصد الحصاد الشامل لمشاركات الدول وأبرز القطاعات ذات البعد العالمي، مثل التعليم، والمناخ والصحة، حتى تحولت مواده التي نشرها طوال فترة الحدث، إلى محتوى يومي للعديد من الإذاعات ومحطات التلفزة. وبلغة الأرقام نشر «الغاف» أكثر من 6000 مادة و7000 صورة من بين 15 ألف صورة التقطها مصورو «البيان» محفوظة في أرشيفها.

كما تم انتاج 5500 مقطع فيديو و1200 بوست خبري خلال فترة المعرض نشرت على كافة منصات «البيان» وحظيت بمتابعى 30.5 مليون مشاهدة. ومع الإنتاج الرقمي من الفيديوهات والبوستات والتغريدات يكون مجموع ما أنتجته «البيان» على كافة منصاتها خلال فترة الحدث نحو عشرة آلاف مادة.

الأرشفة والتوثيق

كما تضمن «الغاف» أبرز النقاشات في الحدث العالمي خلال جلسات الأسابيع الخاصة وأسابيع الموضوعات والمؤتمرات الصحافية، وبالتالي فإن «البيان» وعبر ملحق «الغاف» نجحت في توثيق الجانب الأكبر من الأثر المباشر والإرث الفكري للحدث العالمي، ليرفع الملحق عدد المواد التي نشرتها «البيان» عن الحدث على مدار عقد إلى أكثر من 40 ألف مادة ورقياً ورقمياً موثقة على موقع «البيان» الإلكتروني، ما يعد مكتبة دولية توثق للحدث وأكبر أرشيف وطني لفعالية بهذا الحجم متوفر ورقياً وعلى موقعها الإلكتروني، في محصلة قياسية بكل معايير مهنة البحث عن المتاعب.

ولم تكن صناعة «البيان»، محتوى صحافياً تمثل في ملحق «الغاف»، عملاً روتينياً، يكتفي بتغطية حدث دولي يقام بضيافة الإمارات، فحسب، بل إنه شكل سابقة مهنية اتسمت بتوافر كل عناصر العمل الصحافي الاحترافي، وقبل وقت كاف من موعد انطلاق الحدث الدولي، ليأتي النجاح مميزاً في ختام إكسبو 2020 دبي، وهو ما لقي إشادات دولية وثناءً محلياً موثقة على أداء «غاف البيان» من الدول المشاركة ومن الجهات التنظيمية للمعرض، وأهمها من معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لإكسبو 2020 دبي التي وصفت «الغاف» بأنه مشهد جديد في الصحافة المحلية، وبأنه استطاع بكل مهنية نقل رسالة إكسبو وترويجها بكل حرفية ومهنية.

ومع نهايات إكسبو نفذ فريق «الغاف» استبياناً مع الدول المشاركة، ليرصد نجاح دبي وحصاد الدول المشاركة ويوثق بالأرقام نتائج الحدث. والحكايات مستمرة.

Email