دبي تستضيف السفينة المبتكرة "بوريما" ضمن رحلتها العالمية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أعلن "دبي هاربر"، الواجهة البحرية الاستثنائية، عن استقباله سفينة "بوريما" السويسرية التي تخوض تجربة فريدة من نوعها بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة فقط حيث تقوم السفينة بجولة كبرى حول العالم تحت اسم "بلو اوديسي" تبحر خلالها عبر خمس قارات.

وتعتبر "بوريما" السفينة الأولى من نوعها في العالم التي تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين فقط واختارت "دبي هاربر"ليكون محطتها الثانية في رحلتها التي قطعت خلالها حتى الآن ما يزيد على 11 ألف كيلومتر دون توقف منذ مغادرتها مدينة أوساكا اليابانية في 18 ديسمبر 2021.

ويتميز "دبي هاربر" – الحائز مؤخراً على جائزة أفضل مشروع جديد للرحلات البحرية في العالم خلال فعاليات الدورة الأولى لجوائز الرحلات البحرية العالمية 2021 – باحتوائه على أكبر مراسي اليخوت في المنطقة كما يضم "باي مارينا" أول مرسى من نوعه في دبي مخصص لاستقبال يخوت السوبر الفاخرة التي يصل طولها حتى 160 متراً.

ويحتضن "دبي هاربر" أيضاً مرسى "بالم فيو مارينا" و"هاربر مارينا" الذي يضم 556 رصيفًا لليخوت التي يصل ارتفاعها حتى 40 مترًا إلى جانب مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي ومتاجر التجزئة.

وبمجرد وصولها إلى "دبي هاربر" ألقت "بوريما" مرساتها في مرسى "هاربر مارينا" بمحاذاة نادي "دبي هاربر لليخوت" حيث ستقوم بكشف النقاب عن مجموعة واسعة من تقنيات الطاقة المتجددة التي أثبتت فعالياتها على متن السفينة.

كما سيتم دعوة الشباب المهتمين للانضمام إلى "الملتقى الأزرق" الذي سيقام على متن السفينة للاطلاع على حلول الجيل المقبل في قطاع التكنولوجيا البحرية المبتكرة والمستدامة والذي سيسهم في صقل مهاراتهم وتعزيزها في هذا المجال بهدف تطوير صناعات بحرية أكثر استدامة وتشجيع الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وقال عبدالله بن حبتور الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في "شمال القابضة" الشركة المالكة والمطورة لدبي هاربر: " إننا سعداء للغاية باستقبال سفينة "بوريما" في رحلتها الثالثة حول العالم والتي تعد مثالاً ساطعاً عن الكيفية التي يسهم فيها تضافر التكنولوجيا والاستدامة في التصدي للتحديات البيئية التي يواجهها عالمنا اليوم".

وأضاف " هذا ما لمسناه أيضاً خلال فعاليات معرض دبي للقوارب الذي استضفناه في "دبي هاربر" مؤخراً والذي لاحظنا فيه التوجه الواسع نحو استخدام التكنولوجيا البحرية المبتكرة والمستدامة في قطاع الصناعات البحرية مما يدلل على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتشجيع التوجه نحو تبني استخدام بدائل صديقة للبيئة لحماية بحارنا ومحيطاتنا، وفي هذا الإطار تسهم استضافتنا لسفينة "بوريما" في تسليط الضوء على حلول التنقل المبتكرة والمستدامة ونحن ملتزمون بمواصلة السعي لتسريع الجهود المبذولة على جميع المستويات لحماية كوكبنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة".

وستسعى "بوريما" خلال رحلتها التي ستصل إلى نهايتها بحلول موعد افتتاح إكسبو 2025 أوساكا إلى التزود بنحو 12 تقنية جديدة ومبتكرة حيث سترسو في العديد من الموانئ حول العالم لاستعراض كيفية التصدي للعديد من التحديات الراهنة كالتلوث والتغير المناخي باستخدام تقنيات الطاقة المتجددة القابلة للتطبيق تجاريًا.

ويأتي هذا المشروع استجابة لدعوة الرابطة اليابانية لمعرض إكسبو 2025 العالمي للتحرك نحو بناء "مجتمع المستقبل المثالي" من خلال إطلاق مجموعة واسعة من المبادرات الموجهة نحو تحقيق هذا الهدف.

وتمت تسمية السفينة نسبة لآلهة المستقبل عند الرومان "بوريما"، وهي أول سفينة تبحر حول العالم باستخدام الطاقة الشمسية فقط، تحت اسمها السابق "بلانيت سولار". وتستخدم السفينة - التي يبلغ طولها 36 مترًا ووزنها 100 طن - اليوم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستوحاة من الطبيعة. كما تحاكي السفينة آلية عمل الرئتين في تنقية الدم من ثاني أكسيد الكربون لتنظيف مياه البحر وعزل وتدمير الجزيئات البلاستيكية مما يجعلها السفينة الوحيدة المُعتمدة لإنتاج واستهلاك الهيدروجين في العالم.

من جهته قال غانتر باولي رائد الأعمال والخبير الاقتصادي صاحب فكرة المشروع الذي يسعى لإلهام الجيل المقبل من خلال تقديم تقنيات متجددة قابلة للتطبيق تجاريًا: "ينبغي علينا إيقاظ روح الابتكار في روّاد الأعمال المستقبليين وجذب اهتمامهم نحو السعي للتصدي للتحديات الكبرى التي تواجه كوكبنا. ولا شك أن دبي هي المكان الأنسب لذلك إذ أن التقنيات المبتكرة المشابهة لتلك التي نستعرضها على سفينة "بوريما" سيكون لها دور حيوي في تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وإنشاء خارطة طريق لبناء مجتمع المستقبل المثالي".

وفي أعقاب مشاركته في اختراع تقنيات رائدة لدعم استخدام الموارد بطريقة مستدامة في عام 1994 أسس باولي مركز أبحاث ومبادرات الانبعاثات الصفرية في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو وقد عملت هذه الشبكة المؤلفة من 3000 عالم على إنجاز وتشغيل مشروع رحلة "بلو اوديسا" على سفينة "بوريما". باولي هو أيضًا مؤلف كتاب "الاقتصاد الأزرق - تقرير إلى نادي روما - 100 اختراع – 10 سنوات – 100 مليون وظيفة" الذي ترجم إلى أكثر من 50 لغة.

وستغادر سفينة "بوريما" "دبي هاربر" بتاريخ 31 مارس 2022 بالتزامن مع اختتام فعاليات إكسبو 2020 دبي، لتواصل رحلتها الشيقة حول العالم.

Email