مؤسس ورئيس مجموعة «بوليجرين» لـ «البيان »:
الإمارات تواكب التحول العالمي نحو الاقتصاد الدائري
أكّد أثناسيوس بوليكرونوبولوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة شركات «بوليجرين» اليونانية المتخصصة في مجال الاقتصاد الدائري الشامل، أن الإمارات تواكب التحول العالمي نحو الاقتصاد الدائري عبر سياسات ومبادرات نفذتها مؤخراً، من ضمنها رفع القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة إلى 12 جيجاواط بحلول 2050، والمساهمة بحوالي 17 مليار دولار لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في 50 دولة.
وقال في تصريحات لـ «البيان»: خلال هذا العام تمت الموافقة على سياسة الاقتصاد الدائري لدولة الإمارات والتي توفر إطاراً شاملاً لتحديد نهج الدولة لتحقيق الحوكمة المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وذلك من خلال اعتماد أساليب الاستهلاك والإنتاج التي تضمن جودة حياة جميع الأشخاص وأجيال المستقبل.
نموذج اقتصادي
وأوضح أن الاقتصاد الدائري هو نموذج اقتصادي يهدف إلى إنتاج السلع والخدمات بطريقة مستدامة، وذلك من خلال الحد من استهلاك الموارد الطبيعية (كالمواد الخام والمياه والطاقة) وإنتاج النفايات، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة والحفاظ على المنتجات والمواد واستخدامها بشكل متكرر.
تتمثل مهمة بوليجرين في هذا الشأن بتأمينها حلولاً للاقتصاد الدائري للمساعدة في تحسين نوعية حياة الأشخاص من خلال تقديم الحلول المبتكرة والفعالة لإدارة النفايات وتشجيع إعادة تدوير المواد واعتماد مصادر الطاقة النظيفة.
وقال: يتطلب الانتقال إلى اقتصاد دائري تضافر الجهود بين الحكومات الوطنية والمحلية في جميع أنحاء العالم، والقطاع الخاص، وأفراد المجتمع.
كما أن وضع السياسات المنسقة والإصلاحية اللازمة من قبل المعنيين تعتبر أساسية لتحقيق هذا الانتقال. لا يقتصر الأمر على تطوير نماذج ومفاهيم الأعمال الجديدة، وإنما نحتاج إلى نشر الوعي بين أكبر عدد ممكن من الأشخاص من أجل إحداث التحولات الجذرية المطلوبة في مواقف المواطنين وسلوك المستهلكين سعياً لتحقيق اقتصاد دائري حقيقي.
المسؤولية المجتمعية
وحول دور المسؤولية المجتمعية للشركات في الحفاظ على البيئة، أوضح أن العمل بطريقة أخلاقية أمر مهم للغاية لجميع الشركات على الرغم من أنه ليس مطلباً قانونياً، فاتباع هذا الأسلوب لا يخلق سمعة طيبة للشركة فحسب، بل يعد وسيلة لتعزيز التواصل مع كافة الموظفين والعملاء. وتدرك الشركات الآن أن تطبيق المسؤولية الاجتماعية يعود بالفائدة على المجتمعات التي تقدم الخدمات لهم.
وأضاف: يعتبر الاستثمار في المسؤولية الاجتماعية أيضاً استراتيجية مهمة لنجاح أعمال هذه الشركات، حيث تمنح المسؤولية الاجتماعية الفرصة لهذه الشركات لخلق الوعي حول علامتهم التجارية.
كما أنها تمنحهم فرصة لجذب العملاء الذين يشاركونهم نفس الرؤى. وتشير الإحصائيات إلى أن العملاء، وخاصة جيل الشباب، يدركون أهمية وحاجة الشركات لتحمل المسؤولية الاجتماعية وهي أداة جذابة لهؤلاء الأشخاص لاختيار الشركات التي تشاركهم رؤيتهم وأفكارهم.
مركز أعمال
وحول أسباب اختيار الإمارات لتكون مركزاً لأعمال بوليجرين في الشرق الأوسط، قال: اكتسبت الإمارات سمعة طيبة كمركز أعمال إقليمي قوي، فهي لا تتمتع بموقع استراتيجي فحسب، بل تتمتع أيضاً بإطار تنظيمي قوي وبيئة مخاطر مستقرة وسياسات تقدمية.
تُعرف قاعدتنا في هذه المنطقة باسم «إيفوجرين»، وهي مشروع مشترك بين «بوليجرين» وشركة بيئة الرائدة في مجال الاستدامة في المنطقة، وتم إطلاق «إيفوجرين» في يونيو من هذا العام ومقرها الشارقة وتقدم حلولاً مبتكرة للإدارة البحرية والبيئية لتعزيز الاقتصاد الدائري والاستدامة.
وحول الوسائل التي تقدمها «بوليجرين» للحفاظ على البيئة في الوقت الذي يواجه في الكوكب أكبر تحدي مناخي على الإطلاق، قال بوليكرونوبولوس:
تتمثل الخدمات الرئيسية التي تقدمها بوليجرين في خدمات إدارة النفايات وتحويل النفايات إلى طاقة، والاستجابة لحوادث التلوث البحري واعتماد أنظمة التدوير للشركات والمؤسسات. كما تلعب بوليجرين دوراً بارزاً في زيادة وعي المستهلكين والمجتمعات حول الاستدامة البيئية. ويمكن لبوليجرين أن توفر حلولاً متقدمة فورية للحد من تأثير الحوادث الكارثية التي تهدد الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
