الإمارات منصة لقطاعي الطيران والفضاء وحاضنة صناعاتهما المتطورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل القفزات والنجاحات النوعية الكبيرة التي حققتها الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في قطاعي «الطيران والفضاء»، منطلقاً لرؤية مستقبلية تؤسس أن تكون الدولة حاضنة عالمية لهذه المشروعات وصناعاتها، التي تعتمد في أدواتها على التكنولوجيا المتقدمة.

وبإطلاق وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة للاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عبر «مشروع 300 مليار» تستهدف الوزارة تطوير صناعات المستقبل وتعزيز اقتصاد المعرفة ونشر تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

وجاء تنظيم الدولة لفعاليات مهمة وعالمية مثل «إكسبو 2020 دبي»، والدورة السابعة عشرة من معرض دبي للطيران 2021 المتخصص بصناعات الطيران والفضاء، ومؤتمر الفضاء الدولي الذي انطلق مؤخراً في دبي للمرة الأولى عربياً، خلال فترة وجيزة لا تتعدى الشهر، ليبعث برسالة عالمية مفادها أن الإمارات بدأت مرحلة التعافي من تبعات الجائحة، لتعود لسابق عهدها منصةً عالميةً للأحداث الكبرى، فيما تتكامل وتترابط هذه الفعاليات تحديداً، لتعكس رؤية الدولة أن تكون وجهة مثالية عالمية في صناعات الطيران والفضاء خلال العقود المقبلة.

استكشاف المريخ

ويلاحظ المتتبع لهذه الفعاليات الثلاث العالمية تحديداً، رابطاً قوياً يعكس رغبة قوية للقيادة الإماراتية لتأسيس قاعدة ضخمة لصناعات مهمة ترتبط بقطاعي الطيران والفضاء، فيما لم تأتِ هذه الرؤية من فراغ، بل عززتها تلك النجاحات الكبيرة التي أشاد بها العالم.

وفي مقدمتها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، ومهمة «طموح زايد» وانطلاق هزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، والاستعداد لإطلاق المستكشف راشد، مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، فضلاً عن نجاحات صناعات الطيران، ممثلة في شركة «ستراتا» المتخصصة في إنتاج أجزاء هياكل الطائرات، والتي تسعى نحو ريادة تكنولوجيا صناعة الطيران، وشركة «مارشال إنتك» المتخصصة في تطوير الأقمار الاصطناعية الفضائية.

مستقبل كبير

وبحسب خبراء فقد عززت الإمارات مكانتها وجهة لمعظم علماء الفضاء والمتخصصين العالميين خلال الفترة الماضية، الذين جاءوا لحضور فعاليات مهمة مثل المؤتمر الدولي للفضاء، وأسبوع الفضاء الذي نظمه «إكسبو 2020 دبي».

حيث أثرى المئات من هؤلاء القامات العالمية بأفكارهم ورؤاهم مئات الجلسات والنقاشات التي استفاد منها الآلاف، وتحدثت عن مستقبل قطاع الفضاء والطيران، وآخر المستجدات فيهما، خاصة أنهم كشفوا أن تريليون دولار هو معدل نمو اقتصاد الفضاء بحلول عام 2030، كما يصل نحو 3 تريليونات دولار بحلول 2040، وأن هناك 85 دولة تعمل في الفضاء حول العالم.

فيما تعكس هذه المؤشرات أهمية هذا القطاع المستقبلي الذي تسعى الإمارات لريادته.

دور محوري

وتوازياً مع هذه الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة، جاء معرض «دبي للطيران 2021» ليجمع الشركات العالمية المتخصصة في قطاع الطيران والفضاء، والتي تصل إلى نحو 1200 عارض من 148 دولة، ما يرسخ مكانة الإمارات ودورها المحوري في دعم قطاع الطيران والفضاء محلياً وإقليمياً.

كما يعد منصة رئيسية لدعم حملة «اصنع في الإمارات»، التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالدولة، نظراً إلى كونه يشكل ملتقى للجهات الدولية الرئيسية في مجال صناعة الطيران.

والذي يعتبر اليوم من الركائز الاقتصادية المهمة للدول، فيما يدعم الشركات الناشئة من خلال لقاء العديد من صناع القرار والمستثمرين المصنفين عالمياً لإطلاق شركاتهم الناشئة وتنميتها وتوسيع عملياتها، خاصة أن الاستثمار في الشركات الناشئة ضمن صناعة الطيران بلغ نحو مليار دولار عام 2019.

وكالة الفضاء

وجاءت مشاركة وكالة الإمارات للفضاء في فعاليات المعرض العالمي للتعريف بآخر مستجدات القطاع وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الأطراف المعنية والجهات الدولية والشركات العالمية المشاركة وتعزيز الاستثمار الفضائي والمساهمة في دعم الاقتصاد المعرفي.

وتولي الإمارات شركات القطاع الخاص ورواد الأعمال الإماراتيين أصحاب الشركات الناشئة، دعماً كبيراً للإسهام في تنمية اقتصاد الدولة، فيما يتعلق بقطاع الفضاء، فيما تأتي شركة «ستراتا» المتخصصة في إنتاج أجزاء هياكل الطائرات، نموذجاً واقعياً يعكس رؤية وخطط الإمارات في هذا الشأن.

حيث تعزز الشركة جهود الدولة لتطوير قطاع الفضاء، سعياً منها نحو تعزيز وترسيخ العلامة التجارية «صنع بفخر في الإمارات» في أنحاء العالم، ولذلك كانت مشاركتها في العديد من المشروعات، وفي مقدمتها القمر الصناعي mbz sat الذي بلغت نسبة مكوناته المحلية نحو 90% من الهيكل الميكانيكي و50% من الوحدات الإلكترونية صُنعت جميعها بالإمارات.

من جهتها، تعد شركة «مارشال إنتك» المتخصصة في تطوير الأقمار الاصطناعية، وأجهزة التتبع، وعمليات تجهيز المحطة الأرضية، ونماذج اللوائح الإلكترونية، وأجهزة الإرسال والبث، ومعدات الأقمار الاصطناعية، واحدة من الشركات التي استفادت من دعم الدولة للشركات الناشئة المتخصصة بالصناعات الفضائية، بهدف تمكينها وتطوير قدراتها للعب دور مهم في خطط الدولة المستقبلية في هذا الشأن.

Email