معرض دبي للطيران 3 عقود من النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن مصادفة قصة تنظيم معرض للطيران في دبي ليشكل أول حدث دولي لصياغة مفهوم الطيران، ليس في منطقة الخليج فحسب، وإنما على مستوى العالم العربي ككل، لينجح طوال أكثر من ثلاثة عقود من الزمان في خلق فرص جديدة واستثنائية في مجال سوق الطائرات على الصعيدين التجاري والعسكري عبر العالم.

وربما لا يعلم الكثيرون أن أول معرض جوي في دبي أقيم عام 1986 تحت اسم «معرض الطيران العربي» وكان بمثابة معرض تجاري صغير للطيران المدني نظمته شركة F&E Aerospace في مركز دبي التجاري العالمي، إلا أنه في عام 1989 أعيدت تسميته إلى «معرض دبي للطيران»، وأصبح يعقد كل عامين منذ ذلك الحين.

ففي عام 1991 بسبب اندلاع حرب الخليج، تم نقل العرض من يناير إلى نوفمبر وكان تركيزه عسكرياً قوياً نظراً للأحداث في المنطقة.

وقصة المعرض تشبه إلى حد كبير روح دبي في سبر أغوار الفرص غير المسبوقة التي يمكن أن تدفع إلى اكتشاف أوجه جديدة من آفاق الاستثمار للمستقبل والانفتاح على العالم عبر بوابة دبي، وهي قصة ملهمة أكدها تصريح خاص لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، في الافتتاح الرسمي للمعرض عام 2003، قائلاً: «إن معرض دبي للطيران هو الأسرع نمواً في صناعة الطيران، وهذا إنجاز نوعي مستحق إذا ما نظرنا إلى النسخة الأولى من المعرض، بحيث استغرق 45 يوماً فقط لتنظيمه».

قطاع حيوي

وتأتي أهميته من كونه واحداً من أكبر المعارض الجوية في العالم وتبلغ مساحته 645000 متر مربع، إضافة من تحوله لوجهة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يمثل 8% من الناتج العالمي ويعمل في هذا القطاع أكثر من 200 مليون عامل ويساهم بمبلغ وقدرة 3.5 ترليونات دولار أمريكي على صعيد الناتج العالمي، وفقاً لمصادر اقتصادية مختلفة.

ويعد المعرض حدثاً تجارياً في المقام الأول، ومع نمو صناعة الطيران في الشرق الأوسط بمثل هذا المعدل المرتفع، فليس من المستغرب أن يحطم معرض دبي الجوي هذا العام الرقم القياسي لأكبر سجل طلبات لأي معرض جوي في التاريخ، حيث بلغ 206.1 مليارات دولار. وشملت الطلبات الرئيسية طلب طيران الإمارات 50 طائرة إضافية من طراز إيرباص.

وتغير الكثير منذ عام 1986، ففي فجر الألفية الجديدة، شهد المعرض تغييرات غير مسبوقة في صناعة الطيران. وساعد في إحداث هذه التغييرات إنشاء معرض عالمي رائد في صناعات الطيران المدني والعسكري والتجاري.

وتطور طوال دوراته السابقة في تكوين ثقافة جديدة ساعدت على خلق بيئة عمل ذات قيمة مضافة من خلال جذب انتباه الدوائر الحكومية في جميع أنحاء العالم والعسكريين ورجال الأعمال رفيعي المستوى، مع توفير طريقة فعالة للقاء الأشخاص المسؤولين والخبراء، فضلاً عن وجود شركات عاملة في مجال الطيران في مختلف دول العالم تحت قبة واحدة تستعرض فيها حلول التكامل المشترك ومستقبل التوافق النوعي للصناعة.

أرقام ونجاحات

وبالأرقام كان معرض دبي للطيران في عام 2015 أكبر معرض مع 1103 عارضين من 63 دولة و66346 زائراً، و1296 ممثلاً لوسائل الإعلام الدولية والإقليمية ومع تسجيل طلبات الشراء بقيمة 206.1 مليارات دولار، وتضمن المعرض وقتها أكثر من 150 طائرة، بما في ذلك طائرات رجال الأعمال، وطائرات بدون طيار، وطائرات تجارية، بالإضافة إلى طائرات عسكرية وطائرات هليكوبتر.

وتضمن عام 2017 بالإضافة إلى التنسيق الحالي قمة الطائرات بدون طيار وجناح الفضاء ومنطقة الشحن وحلول المطارات. ارتفع عدد الزوار بنسبة 20% مقارنة بعام 2015 وبلغ حضور 79380 زائراً على مدى خمسة أيام من المعرض، وتم إبرام عقود بقيمة 113.8 مليار دولار أمريكي.

أما في عام 2019 فقد حظي بمشاركة 1288 عارضاً، و161 طائرة في موقف سيارات ثابت وحضور 84.043 زائراً مع جدول حافل بالمؤتمرات والكلمات الرئيسية.

وخلال السنوات الأخيرة، ترك معرض دبي للطيران بصماته على مشهد الطيران الدولي وتأتي جائحة «كورونا» تأكيداً على هذا السياق، ليتصدر المشهد عبر ناقلات الإمارات التي امتدت أجنحتها وأفردتها في خدمة المساعي الإنسانية وتقديم الخدمات الإغاثية.

 

Email