سلطان الجابر: التقنية لعبت دوراً رئيسياً في تجاوبنا مع تحديات الجائحة

«ذا بزنس يير»: المرونة والنمو عنوان تعامل أبوظبي مع الجائحة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مجموعة «ذا بزنس يير» البريطانية العالمية للخدمات الإعلامية، أن المرونة كانت السمة الرئيسية والعامل الفاصل في تعامل أبوظبي مع جائحة «كوفيد19» والأزمتين الصحية والاقتصادية اللتين نجمتا عنها.

وأصدرت المجموعة أمس تقريرها السنوي عن أبوظبي لعام 2021، بالتعاون مع شركة «بارسونز» الأمريكية، ووزارة الاقتصاد في الإمارات، وودائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي. والإصدار هو السنوي السابع من سلسلة التقارير التي تصدرها المجموعة عن أبوظبي.

ويحمل التقرير عنوان «المرونة والنمو»، ويهدف إلى تسليط الضوء على الاستراتيجيات الرئيسية التي انتهجها صُنّاع القرار في مختلف القطاعات بأبوظبي حتى نجحوا في العبور بالإمارة صحياً واقتصادياً إلى بر الأمان في خضم أزمة الجائحة.

وأوضح التقرير أن مرونة حكومة أبوظبي في التعامل مع «كوفيد19» تجلت في انتهاج سياسات حازمة بثت إلى سكان الإمارة رسالة طمأنة مفادها أنه يتعين على الجميع التعامل مع الأمر بجدية، وهو ما ساعد الإمارة على اجتياز تأثيرات الجائحة بسرعة ملحوظة، بدليل رفع عدد من القيود التي كانت مفروضة على الحركة والتنقل، سواء في نطاق الإمارة أو منها أو إليها.

نموذج النجاح

وأكد معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن إيمان «أدنوك» بالمرونة يدفعها إلى استقطاب، تعيين وتمكين أصحاب المواهب، والتأكيد دوماً على مكانتها كوجهة مثالية للعمل يختارها الموهوبون وأصحاب القدرات المتميزة.

وقال في مقابلة معه بعنوان «نموذج النجاح» ضمن التقرير: «ساهمت التقنية بدور رئيسي في تعزيز الكفاءة التشغيلية لـ«أدنوك» وتمكيننا من التجاوب بمرونة مع التحديات التي فرضتها الجائحة. وضمنت التقنية البقاء على تواصل بمواقعنا وموظفينا ذلك أن غالبية زملائنا الذين يعملون من مكانهم في الظروف الطبيعية تحولوا مع بداية تفشي الجائحة إلى العمل عن بُعد، وذلك كجزء من تدابير السلامة التي انتهجناها.

بنية تحتية رقمية

وأوضح قائلاً: في واقع الأمر، أجرينا خلال الفترة من مارس إلى مايو 2020 عدداً هائلاً من المكالمات بلغ 1,2 مليون مكالمة فردية أو جماعية. كما أجرينا خلال الفترة ذاتها اجتماعات عبر الفيديو بلغ إجمالي فتراتها الزمنية 30 مليون دقيقة، ذلك أن 99% من موظفينا الذين كان من المفترض أن يعملوا من المكاتب صاروا يتصلون ببعضهم البعض عن بُعد. وتشهد قوة بنيتنا التحتية الرقمية على نجاح التحول الرقمي الشامل الذي بدأناه منذ عدة سنوات مضت. وكجزء من هذه العملية، خصصنا استثمارات استراتيجية هائلة للتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أتاح لنا رؤية كافة عملياتنا في الزمن الفعلي، كما ساعدنا في تحقيق القيمة، وذلك من خلال منحنا بيانات دقيقة وقابلة للاستخدام العملي، حيث استفدنا منها في اتخاذ قرارات أسرع ومستندة إلى معلومات كافية.

وأضاف: جلبت لنا التقنية أكثر من مليار دولار في قيمة الأعمال التجارية منذ أن بدأنا نتبناها وكان ذلك منذ ثلاثة أعوام. وفي هذا السياق، تُعد «بانوراما» مجرد مبادرة واحدة ضمن مبادرات رقمية عدة تبنيناها خلال الفترة الأخيرة. وتساعدنا التحليلات التنبؤية في تحقيق خفض هائل في كلفة الصيانة التي نتحملها وتجنب الأعطال التي قد تصيب الأنظمة، وتُسرّع البيانات الكبرى عملية اتخاذنا للقرار في ظل سوق تتسم أحواله بالتقلب، وأما تقنية التعاملات الرقمية «بلوك تشين» فهي تحقق لنا كفاءة قَيمة تتمثل في تحويل كيفية تتبع عملياتنا في كل جزيء من الهيدروكربونات ننتجه حتى البيع النهائي».

إرادة النجاح

بدوره، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن المرونة التي يسلط التقرير الضوء عليها تُعد جزءاً مهماً من القيم التي يتبناها ويؤمن بها على المستوى الشخصي، وأنه كان أحد أفراد الحكومة الذين التزموا بالمرونة كنهج رئيسي في التعامل مع أزمة الجائحة.

وتضمن التقرير مقابلة مع وزير الاقتصاد بعنوان «إرادة النجاح»، حيث قال: أتذكر جيداً في منتصف مارس 2020، عندما ضربت جائحة «كوفيد19» العالم، وبدأنا نعمل من المنازل، بدأنا نبحث في كيفية تعزيز اللوائح والقوانين الإماراتية وأجندة الحكومة، بحيث نجعلها أكثر مرونة، ونضمن سير الحركة بالسرعة المعتادة في الاقتصاد والقطاع الخاص، وبالفعل بدأت الحكومة تتحرك على نحو بالغ السرعة، ولم أشهد مُطلقاً الحكومة بهذه المرونة، السرعة، وسلاسة الحركة في إحداث تغييرات فعلية بالأشياء وجعلها أكثر مواءمة للموقف وللأزمة التي ضربت العالم.

وأضاف: من منظور يركز على المرونة، أقول دوماً إننا بحاجة إلى لحظة تغيير، لحظة ندون فيها ملاحظاتنا وبعقلياتنا القادرة على إحداث التغيير نؤكد أن ما لم ينجح بطريقة مُعينة يمكنه أن ينجح بغيرها، وأؤمن دوماً بأن القائد القوي المرن يجب أن يكون لديه فريق قوي يدفع تحركاته إلى الأمام ويتشاور معه، وأعتمد دوماً على فريقي في عمل ذلك. والمرونة وسلاسة الحركة سمتان رئيسيتان في المنهج الذي تتبناه حكومة الإمارات، ويقود ممارساتها. واتضحت هاتان السمتان بصفة خاصة خلال الأعوام القليلة الماضية، وكانتا من الأعمدة الرئيسية في تعامل الحكومة مع أزمة جائحة «كوفيد19». لقد بدأت مسيرة المرونة والفكر الاستباقي في حكومة الإمارات قبل تفشي الجائحة بزمن طويل، وهو ما تمثل في المشروعات الكبرى الرائدة التي أطلقتها الحكومة بُغية الإسراع في تنفيذ أجندتنا الوطنية وتعزيز خططنا للنمو المستقبلي.

Email