الشركة تنجح في 5 سنوات باعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوفير الوقود

«أدنوك للحفر» تخفض استهلاك الديزل 12 مليون جالون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكف شركة «أدنوك للحفر» حالياً على تنفيذ مشروع تجريبي قائم على تقنية الذكاء الاصطناعي يقلل عدد الرحلات التي تقطعها المركبات في المواقع.

ويوفر الوقود المستهلك ويقلل من الانبعاثات الكربونية. ونجحت «أدنوك للحفر» خلال السنوات الخمس الماضية فقط، في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 130 ألف طن، وخفض استهلاك الديزل بنحو 12 مليون جالون تقريباً، باستخدام محركات جديدة ومتطورة، بحسب أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات.

القوى العاملة

وتتميز شركة «أدنوك للحفر» بامتلاكها مجموعة مميزة من القوى العاملة التي تضم أكثر من 7 آلاف موظف يعملون في 100 موقع من مختلف مواقع الحفر البرية والبحرية. ويبذل فريق الشركة من خلال وظائفهم المتنوعة التي يؤدونها في الحفارات وفي الشاحنات المخصصة لتسجيل المعلومات عن الآبار .

بالإضافة إلى معامل تحليل سوائل الحفر، جهوداً كبيرة لإنجاز الآبار التي تمكّن شركة أدنوك من تسخير موارد النفط والغاز في تنمية الوطن. وتمكنت أدنوك الشهر الماضي من حفر أطول بئر في الشرق الأوسط مستخدمة أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات الحفر المزوّدة بأنظمة حركة هيدروليكية مدمجة تسهم في تسهيل عمليات حفر مجموعات الآبار.

واستخدمت الشركة في حفر البئر الحفارة AD-68 التي تعدّ واحدة من 11 حفارة مخصصة للعمل على الجزر الاصطناعية التي أنشأتها شركة أدنوك، وهي مصممة لحفر الآبار باستخدام أسلوب الحفر الممتد الذي يسهم في الحدّ من الأثر البيئي للعمليات التشغيلية، إذ يمكن لبئر واحدة طويلة مائلة أن تغني عن حفر 3 أو 4 من الآبار التقليدية متوسطة الطول.

بالإضافة إلى أن استخدام الحفارات الأرضية على الجزر يغني عن الحاجة إلى تنفيذ المزيد من أعمال الحفر في مواقع بحرية عدة، ويساهم في تقليل كمية الانبعاثات التشغيلية ويساعد في حماية البيئة البحرية.

الحفارات المتحركة

يرى حمد الجنيبي، نائب الرئيس الأول للعمليات البحرية، أن الحفارة AD-68 وغيرها من الحفارات المتقدمة المستخدمة على الجزر الاصطناعية معروفة باسم «الحفارات المتحركة»، لأنها مزودة بأنظمة حركة هيدروليكية تمكنها من التحرك على منصة فولاذية بين مواقع الآبار دون الحاجة إلى التفكيك.

وأوضح أن هذا النوع من الحفارات له أهمية كبيرة في حفر الآبار الأفقية. وقال: «الفريد في هذا النظام هو قدرة الحفارة على الدوران 360 درجة للانتقال من موقعها وحفر مجموعة من الآبار على الجانب المقابل من المكان الذي كانت تعمل فيه، الأمر الذي يزيد من مستوى الكفاءة، ويقلل من الانبعاثات الكربونية واستهلاك الديزل. وأشار إلى أن قدرة الحفارة على التنقل على الجزيرة مذهلة، خصوصاً وأنها تدفع 86000 رطل لكل قدم».

وأضاف نائب الرئيس الأول للعمليات البحرية في «أدنوك للحفر»، أن عملية تفكيك وتحريك هذا النوع من الحفارات من دون استخدام التقنيات التكنولوجية المخصصة قد يستغرق أسابيع طويلة، فضلاً عن أن نقلها من موقع إلى آخر على الجزر الاصطناعية ذاتها يستغرق من يومين إلى أسبوع.

وقال حمد: «فخور بسجل الإنجازات الحافل الذي حققته شركة أدنوك للحفر، إن تاريخنا الممتد على مدار 5 عقود شاهد على الإدارة الحكيمة والرشيدة للموارد، وقد حققنا خلاله الكثير من الإنجازات التي ساهمت بخلق وتعزيز القيمة لدولة الإمارات».

الغازات الدفيئة

من جهته، أكد منيف إبراهيم محمد سالم، مدير الصحة والسلامة والبيئة للعمليات البحرية في «أدنوك للحفر»، التزام الشركة بالمساهمة الفعّالة في تحقيق هدف أدنوك لعام 2030 المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25 %.

وقال: «استطعنا خلال السنوات الخمس الماضية فقط تقليل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 130 ألف طن، ومن استهلاك الديزل بنحو 12 مليون جالون تقريباً، من خلال اتباع تدابير كفاءة استخدام الطاقة التي تشمل استخدام محركات جديدة ومتطورة بحسب أحدث ما توصل إليه العلم من تقنيات».

وأوضح منيف أن شركة أدنوك للحفر تتعاون مع عملائها لإعداد خطة تركز على كيفية تقليل الأثر البيئي للمشروع حتى الحدّ الأدنى بدءاً من مراحله الأولى إلى حين الانتهاء منه وتسليمه. حيث قال: «نحن نتعاون سوياً لخفض الأثر البيئي، بدءاً من التقييم البيئي الأولي وحتى إخلاء الموقع بعد تسليم البئر».

وأشار إلى أن التخلص من النفايات يعتبر مثالاً على ذلك، مؤكداً حرص الشركة على التخلص من مخلفات سوائل بصورة مناسبة واستخدام أفضل السبل للتخلص من النفايات الموجودة في مواقع الحفر. كما تقوم الشركة بتصميم سوائل الحفر المعروفة باسم «طين الحفر» بما يتناسب مع تكوين الصخور وتصميم الآبار.

وقد تم تزويد أسطول حفاراتنا بأنظمة التصريف عديم السوائل التي تضمن التخلص بشكل فعّال ومستدام من طين الحفر والمخلفات الأخرى بعد تسليم البئر. وأكد أن الشركة نجحت خلال الفترة الممتدة بين عامي 2016 إلى 2020 في اعتماد أسلوب مراعٍ للبيئة في جمع أكثر من 46000 متر مكعب من سوائل الحفر والمخلفات ومعالجتها والتخلص منها.

وتابع منيف: «نتعاون مع عملائنا لوضع خطة تساعدنا على تخفيض الأثر البيئي للمشروع للحدّ الأدنى بدءاً من مراحله الأولى وحتى الأخيرة منها. ونعمل سوياً عن كثب لتقليل الأثر البيئي بدءاً من التقييم البيئي الأولي وحتى إخلاء الموقع بعد تسليم البئر».

تقنيات حديثة

ساهمت التقنيات الحديثة في نجاح الشركة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2017 و2019 في تقليل الوقت المستغرق لنقل الحفارات بنسبة %25، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على توفير استهلاكها للوقود والحد من الانبعاثات الكربونية.

Email