222 مستخدماً في الإمارات ضحايا «برمجيات» الملاحقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتشفت «كاسبرسكي» أن ما يقرب من 54,000 من مستخدمي الأجهزة المحمولة حول العالم، تأثروا ببرمجيات الملاحقة في 2020. واكتشفت الشركة في الإمارات 222 من هذه الحالات. وسيكون إجمالي الأرقام العالمية أعلى، عند النظر إلى المشهد الأوسع، الذي يشمل مختلف شركات الأمن الرقمي. 

تشارك كاسبرسكي في قيادة الجهود الرامية لتقديم التدريب التقني الأساسي، في إطار «التحالف ضد برمجيات الملاحقة»، الذي يهدف إلى المساعدة في زيادة بناء القدرات في أوساط المنظمات غير الربحية، لتعزيز العمل مع الناجين من الملاحقة عبر التطبيقات الرقمية وضحايا هذه الممارسة، وإثراء التعاون مع السلطات الأمنية.

والأطراف ذات الصلة، للتصدّي لهذا النوع من الإساءة. وترمي هذه الجهود، إلى تحقيق إحدى المهام التأسيسية للتحالف، بوصفه مجموعة عالمية مكرسة للتصدّي للإساءة والمطاردة والتحرش باستخدام برمجيات الملاحقة.

وعادة ما تُثبّت برمجيات الملاحقة Stalkerware، وهي تطبيقات متاحة تجارياً، على هاتف شخص قد يكون شريك حياة حالياً أو سابقاً، من دون علمه، بهدف معرفة تحركاته وملاحقته عبر الإنترنت.

وشاركت كاسبرسكي وتسع مؤسسات وشركات أخرى، في تأسيس التحالف ضد برمجيات الملاحقة Coalition Against Stalkerware في نوفمبر 2019، لرفع الوعي بهذا الشكل من أشكال الإساءة الرقمية، وتدريب الخبراء الذين يعملون لإنقاذ ضحايا هذه الممارسة المسيئة.

وقد نما التحالف ليغدو شبكة عالمية، تضم أكثر من أربعين منظمة من أنحاء العالم، تعمل في مجالات متنوعة، تشمل دعم الناجين من العنف الأسري، والتدخل لإيقاف الجُناة، والدفاع عن الحقوق الرقمية للمستخدمين، وتعزيز الأمن في تقنية المعلومات، وإثراء البحث الأكاديمي في هذا المجال.

التدريب التخصصي

ويهدف التدريب التخصصي الذي يقدمه التحالف، إلى سدّ فجوة المهارات، نظراً لحاجة المختصين إلى موارد محدّدة، تتعلق بكيفية التصدي لهذا النوع من الملاحقة. ويغطي التدريب التقني الأساسي للتحالف، التساؤلات المتعلقة ببرمجيات الملاحقة، والتي يطرحها الممارسون العاملون مع ضحايا العنف، مثل طبيعة هذه البرمجيات، وطرق تثبيتها على الأجهزة، وطرق الكشف عنها والحماية منها.

وطوّر خبراء كاسبرسكي كامل محتوى التدريب، بالتعاون مع مارتن غروتن، منسّق التحالف، وبالاستفادة من إضافات وملاحظات وردت من العديد من الأعضاء. ويتألف محتوى التدريب من عرض بالشرائح والفيديو، وهو متاح حالياً باللغة الإنجليزية، لكن يُنتظر أن تتاح منه نسخ مترجمة، لتيسير بناء القدرات في مجال الحماية من برمجيات الملاحقة في أنحاء العالم.

ويركّز التحالف على مسألة استفادة الخبراء أنفسهم، العاملين في ميادين إنفاذ القانون والقضاء، وحتى القطاعات التقنية، من هذا التدريب التقني الأساسي. لذلك، يهدف التحالف إلى مشاركة خبراته مع مجموعة واسعة من الخبراء، لتوسعة مجال مساعدة الضحايا والارتقاء بها.

ولطالما بحثت كاسبرسكي في قضية برمجيات الملاحقة، وفق ما أكّدت كريستينا يانكوفسكي المدير الأول للعلاقات الخارجية لدى كاسبرسكي، والتي قالت إن الشركة تتمتع بقدر وافر من الخبرة التقنية الكفيلة بالمساعدة في حماية الأشخاص، لافتة إلى أن العمل مع الشركاء على وضع الدورة التدريبية، كان «تجربة فريدة من نوعها».

وأضافت: «أتمّ الزملاء من شركات الأمن الرقمي، هذه التجربة بخبراتهم، ما جعلها موسوعة حقيقية حول هذه القضية، في حين قدّم المختصون من مقدمي الخدمات، الكثير من الأفكار اللامعة حول أفضل الأساليب الكفيلة بتقديم هذا التدريب، وإيصال المعلومات التي ينطوي عليها إلى المعنيين به، ويتطلع خبراؤنا الآن إلى مواصلة عملهم مع المنظمات ذات العلاقة المباشرة بضحايا برمجيات الملاحقة، وتقديم التدريب الذي أعدّه التحالف إلى شركائنا».

ومن المقرّر في البداية، أن يُطلق الأعضاء مرحلة تجريبية، يتيحون فيها التدريب التقني الأساسي للشركاء من المجموعات المذكورة، التي تَواصَل معها التحالف. ويتوقع التحالف، إتاحة التدريب في المستقبل لجميع الأطراف المعنية، عند الطلب.

الشبكة الأوروبية

قالت أليساندرا باونكز المدير التنفيذي في «الشبكة الأوروبية للعمل مع مرتكبي العنف المنزلي»، العضو المؤسس في التحالف ضد برمجيات الملاحقة، إن العنف عبر الإنترنت «صورة أخرى» من صور العنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة الحاجة إلى البقاء في صدارة المشهد، وضمان إتاحة التدريب المهني لمقدمي الخدمات.

أبلغ أعضاء التحالف ضد برمجيات الملاحقة، عن نمو كبير في الحوادث المرتبطة ببرمجيات الملاحقة، خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما أكّدته الأرقام الواردة من منظمات مناهضة العنف المنزلي، ومن الموارد الأمنية الرقمية القادرة على الكشف عن محاولات الانتهاك، التي تحصل بحق الأفراد:

وفقاً لمركز «أوبرتين أوكلير» Hubertine Auclert في فرنسا (2018)، فإن 21 % من الضحايا الذين تعامل معهم المركز، تعرضوا للعنف على أيدي شركاء حياة مسيئين، استعانوا ببرمجيات الملاحقة، في حين يشعر 69 % من الضحايا، بأن المعلومات الشخصية المحفوظة على هواتفهم الذكية، قد وصل إليها شركاء حياتهم بطريقة خفية.

ووجدت الأبحاث التي أجرتها شبكة «وِسنِت» Wesnet المعنية بمناهضة العنف المنزلي في أستراليا، أن تتبع الجناة للنساء، ورصدهم لهنّ، قد ارتفع بنسبة 244 % بين عامي 2015 و2020، وأن الملاحقة، التي تجري غالباً عن طريق الوسائل التقنية، هي الشكل الأكثر شيوعاً للإساءة، التي تحدث بجانب العنف المنزلي.

توصيات

وتوصي كاسبرسكي المستخدمين الذين يشتبهون في تعرضهم للإساءة ببرمجيات الملاحقة، باتباع التدابير التالية:

• الاتصال بالسلطات الأمنية والمنظمات الخدمية، التي تدعم ضحايا العنف المنزلي، للحصول على المساعدة، وضمان السلامة. ويمكن العثور على قائمة بهذه المنظمات في العديد من البلدان، عبر الموقع www.stopstalkerware.org.

• مشاهدة فيديو التحالف حول برمجيات الملاحقة وسبل الحماية منها، وذلك على الصفحة الرئيسة المتاحة بالإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية. وثمّة صفحة مخصّصة للضحايا والناجين، تساعدهم على اكتشاف برمجيات الملاحقة وإزالتها ومنعها.

• استخدام حماية أمنية موثوق بها، مثل Kaspersky Internet Security for Android، لفحص الأجهزة، واكتشاف ما إذا كانت تحتوي على برمجيات ملاحقة مثبتة. وينبغي عدم التسرّع في إزالة البرمجية حال العثور عليها، الأمر الذي قد يلاحظه الشخص الذي ثبتها على الجهاز، فمن المهم اعتبار المعتدي خطراً محتملاً على السلامة الشخصية، وقد يُصعِّد في بعض الحالات من سلوكياته المسيئة، رداً على ذلك.

Email