الإمارات تدعو لشراكة عالمية للاستفادة من صناعة الحلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك وفد رسمي من الإمارات، برئاسة معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، في الدورة الثانية عشرة لقمة كازان الاقتصادية الدولية 2021، بين روسيا الاتحادية ودول منظمة التعاون الإسلامي، والتي عقدت مؤخراً في العاصمة التتارستانية كازان.

وخلال كلمته في الجلسة الرئيسة للقمة، أكد الزيودي أن الإمارات تدعم أهداف القمة في تنمية الشراكات في محاور الاقتصاد الإسلامي المختلفة، وقال: نشجع طرح خطط عمل جديدة، لتعزيز الشراكة في قطاعات الاقتصاد الإسلامي، وصناعة الحلال إقليمياً وعالمياً، والاستفادة من الفرص الواسعة التي تولدها هذه القطاعات الحيوية، مثل صناعة الحلال والاستثمار والتجارة في خدمات ومنتجات الحلال، وتوظيف التكنولوجيا المالية في التمويل والصيرفة الإسلامية.

نجاح

ودعا الزيودي إلى تعزيز التعاون بين الإمارات وروسيا ودول العالم الإسلامي، في مجالات صناعة الحلال، مؤكداً أن الإمارات نجحت، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، في تحقيق إنجازات رائدة، وإطلاق مبادرات نوعية لتطوير الاقتصاد الإسلامي عالمياً، وحلت ضمن المراكز الثلاثة الأولى في مؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2020-2021، الصادر عن مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي. وهذا نابع من إيماننا بأهمية الاقتصاد الإسلامي في دعم أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن قدرتها على توفير بدائل مفضلة وآمنة ومجدية اقتصادياً للأفراد، وللمجتمع، ولقطاع الأعمال.

وأكد أن روسيا وتتارستان، شريك رئيس للدولة في صناعة وتجارة الحلال، ومختلف قطاعات الاقتصاد الإسلامي، خاصة أن روسيا تمتلك 10 % من الأراضي الزراعية في العالم، وهي رابع أكبر مصدِّر للسلع الحلال عالمياً، وتتارستان، هي إحدى أهم مناطق الإنتاج الروسية، داعياً إلى تكثيف العمل المشترك خلال المرحلة المقبلة لاستكشاف فرص وأسواق جديدة في صناعة الحلال، ومنتجات وخدمات الاقتصاد الإسلامي، وتعزيز دور التقنيات الرقمية الحديثة في هذا الجانب.

لقاء رئيس تتارستان

والتقى الزيودي والوفد المرافق، الرئيس رستم منيخانوف رئيس جمهورية تتارستان، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا والمستجدات الاقتصادية الثنائية، الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحضور مكسيم ريشيتنيكوف وزير التنمية الاقتصادية الروسي، والدكتور محمد أحمد الجابر سفير الإمارات لدى روسيا.

فرص جديدة

وناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون بين الإمارات وتتارستان وعموم الاتحاد الروسي، لخلق فرص جديدة ومتنوعة لمجتمعي الأعمال بالبلدين في القطاعات ذات الأولوية خلال مرحلة ما بعد كوفيد 19. وركز الجانبان على وضع خطط عملية للشراكة والتعاون بمسارات محددة خلال المرحلة المقبلة، تشمل زيادة وتنويع التبادل التجاري، تطوير المشاريع النوعية في قطاع الصناعات الميكانيكية، والنقل، وتكنولوجيا الزراعة الحديثة، والزيادة المتبادلة في عدد السياح، وتعزيز الاستثمارات بقطاع السياحة في البلدين، وصناعة الحلال وقطاعات الاقتصاد الإسلامي.

وقال الرئيس رستم منيخانوف: «العلاقات الروسية الإمارات تشهد نمواً وتوسعاً مستمرين بالمجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية، ويحافظ البلدان على مستوى عالٍ من التواصل والتنسيق بشأن مختلف القضايا والمستجدات الإقليمية والعالمية، ويواصلان بناء وتنمية التعاون التجاري والاستثماري»، مشيراً إلى أن تتارستان تسهم بصورة نشطة في تعزيز الشراكة بين روسيا والإمارات، وتمثل الإمارات أحد الشركاء الاقتصاديين الأكثر جاذبية لتتارستان، وأن التعاون بين شركات البلدين مثمر، ويشمل قطاعات مهمة، مثل إنتاج السيارات والصناعات الدفاعية.

وأكد أن بلاده مهتمة بدعم وتسهيل التعاون التجاري والاستثماري مع الشركات الإماراتية، وشركات دول العالم الإسلامي، في عدد من القطاعات والأنشطة التي تسهم في دعم أجندة التنمية المستقبلية في روسيا وتتارستان، مثل توريد مركبات الشحن والمروحيات وسفن نقل الركاب والمنتجات البتروكيماوية، ومعدات النفط والغاز والمنتجات الغذائية والزراعية.

وأكد الزيودي قوة الشراكة بين الإمارات وروسيا الاتحادية، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين، حقق قفزات مهمة في حجمه وتنوعه خلال السنوات القليلة الماضية، بالعديد من القطاعات الحيوية. وأوضح أن تتارستان تمثل وجهة رئيسة للأعمال التجارية والاستثمارات الإماراتية بروسيا.

أكبر شريك خليجي

وأوضح الزيودي أن الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، وتستأثر بنسبة 55 % من إجمالي التجارة الروسية الخليجية، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، خلال 2020، نحو 2.6 مليار دولار، كما أن الإمارات هي الوجهة الأولى عربياً للاستثمارات الروسية، وتستحوذ على 90 % من إجمالي استثمارات روسيا بالدول العربية، وفي المقابل، الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80 % من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، وبلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر بين الإمارات وروسيا، أكثر من 1.8 مليار دولار، بنمو 13 % للاستثمارات الروسية في الإمارات خلال 2019، مقارنة بـ 2018.

تعاون صناعي

وفي جلسة حول التعاون الصناعي، ومواجهة التحديات في زمن الطفرة الرقمية بعد الجائحة، خلال قمة كازان، أكد الزيودي أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً لتنمية وتطوير القطاع الصناعي، وفق رؤية مستقبلية طويلة المدى، من شأنها توليد ثروة من الفرص والإمكانات التجارية والاستثمارية الواسعة للشراكة وتأسيس الأعمال، في القطاعات الصناعية المختلفة.

كما أطلع مجتمع الأعمال الروسي والعالمي المشارك في القمة، على أجندة الدولة لتنمية الصادرات غير النفطية، والتي تهدف إلى دخول 25 سوقاً دولياً جديداً، وزيادة الصادرات الوطنية بنسبة 50 % خلال السنوات القادمة.

قمة كازان الاقتصادية

بحثت قمة كازان الاقتصادية الدولية 2021، التي افتتحها رئيس تتارستان، موضوعات متنوعة في مجالات التنمية المستقبلية، مثل تطوير الآليات، لدعم الاستثمار في مجال الحلال، وتوظيف التكنولوجيا المالية في التمويل والصيرفة الإسلامية، وعدد من الموضوعات الرئيسة، التي تسهم في بناء اقتصاد المستقبل مثل: «الروبوتات في لوجستيات الإنتاج»، و«الإنتاج الرقمي: التحديات والممارسات الحالية لتطبيق تقنيات الصناعة 4.0»، و«تدريب موظفي الروبوتات المؤهلين للاقتصاد الجديد»، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجال الصناعة الرقمية.

Email