استشراف المستقبل يعزز فرص الإمارات في بناء مستقبل أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى متسارعة نحو مستقبل مشرق بفضل رؤيتها الواضحة ونجاح قيادتها الرشيدة في التسلح بالحكمة والاستعداد لمستقبل أفضل من خلال تبني ثقافة استشراف المستقبل في المجتمع ورسم وتنفيذ خطط واستراتيجيات محكمة لا تدع للصدفة أو المفاجآت مكانا.

وتواصل الإمارات جهودها من أجل وضع الخطط وخارطة طريق للمستقبل من خلال الأفكار الخلاقة بمشاركة مختلف أطياف وفئات المجتمع من أجل وطن يستحق أن يكون في مصاف الدول المتقدمة.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المهتمون والباحثون قراءة المشهد العالمي ومحاولة الإجابة عن التساؤل: ما هي أفضل الطرق التي يجب أن تمر عبرها رحلة الإنسانية إلى عالم المستقبل؟ وما هو مستقبل تجارتنا وصناعتنا؟ .. انتهت الإمارات من الإجابة على تلك التساؤلات قبل غيرها وتجاوزت التحديات وحولتها إلى فرص للنمو والإنجاز ليس لشعبها فحسب بل لشعوب العالم أجمع.

وفي إطار هذا الحذر والترقب الذي يعيشه العالم تستعرض وكالة أنباء الإمارات"وام" من خلال هذا التقرير فرص المستقبل خاصة في المجال الاقتصادي ووضع أفضل التوجهات للمرحلة القادمة.

وفي هذا الصدد قال اللواء عبدالله علي عبدالله الغيثي مدير الادارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ ورئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث الداخلي في شرطة دبي : مستقبلا الحياة لن تتوقف وتحتاج إلى تعاون وتكاتف جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية وحكومة دولة الإمارات لديها جاهزية وقادرة على التأقلم وتبني التغيير وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية بما ينسجم مع المرحلة المستقبلية.

وحول المستقبل الذي ينتظرنا .. أكد اللواء الغيثي: الحياة مستمرة ولن تتوقف ودولة الإمارات خلاقة للفرص والاستثمار من خلال تطويرھا المستمر لجمیع القطاعات ولاسيما القدرة على ممارسة الأعمال والتعليم عن بعد ..مشيرا إلى أن الإمارات تدعم وباستمرار قطاع الاعمال وتمتاز بالأمن والأمان الذي يعد الركيزة الأساسية لجذب قطاع المال ونمو الأعمال.

وشدد اللواء الغيثي على أن الإمارات هي الدولة الأكثر أمنا وتعمل على إعادة عجلة الحياة إلى طبيعتھا والانطلاق إلى حیاة أكثر انتعاشا خاصة من الناحیة الاقتصادیة.. لافتا إلى أن "المستقبل بإذن الله ينطلق من هنا من الإمارات".

وردا على سؤال بخصوص قدرة الإمارات على خلق المزيد من الفرص الاستثمارية وزيادة رواج الاقتصاد المحلي؟ .. قالت الشيخة الدكتورة هند بنت عبدالعزيز القاسمي إحدى رائدات الأعمال في الدولة: سوف نودع مهن وخدمات عدة في الوقت الذي سوف تظهر فيه مهن وخدمات أخرى لم تكن موجودة أصلا وأخرى كان الطلب عليها ضعيفا ولكن الوضع الراهن زادها ضعفا مثل قطاع التجزئة ..موضحة أن هذا القطاع سوف يشهد مستقبلا دخول عدد من الشركات التي سوف تجد لها موطأ قدم وبقوة في السوق سواء لحسن التخطيط واستثمار الفرص أو لمجرد التوفيق والحظ.

وأضافت أن المؤسسات والشركات في الوقت الحاضر يجب أن تمارس نشاطها التجاري بكفاءة وألا يتوقف نشاطها التخطيطي وعصفها الذهني للبحث عن فرص الاستثمار لما بعد هذه المرحلة.

وأشارت إلى أن الوضع الصحي الجديد أفرز تشريعات ومنهجيات في كثير من الدول صاحبها إعادة هيكلة لأغلب القطاعات الاقتصادية وارتفاع أصوات مثلا تدعو لتبني سياسات الأمن الصناعي و الأمن الغذائي في الكثير من الصناعات والقطاعات الاستراتيجية كالأغذية والادوية والمستلزمات الأساسية وما يصاحبها من استثمارات اقتصادية ضخمة.

ولفتت إلى أن التغيير سيشمل الكثير من القطاعات التي زادت أهميتها ولكن التحولات التي قد تطرأ عليها قد تكون جذرية مثل قطاع التجزئة والقطاعات اللوجستية والمالية وقطاع الخدمات والاجهزة الطبية والتجارة الإلكترونية.

وبخصوص القول الدارج " وراء كل أزمة فرصة" ومدى تطابقه مع الظروف الحالية.. قالت القاسمي: ينصب فكر وتركيز العالم الآن على التقنيات التي سوف تساعدنا في تجاوز التحديات التي نعيشها ولكن بعد ذلك سيأتي دور التقنيات التي ستحمي البشر وتضمن عدم تكرار ما حدث مرة أخرى خصوصا مع ارتفاع القيمة الاقتصادية والصحية والاجتماعية لهذه التقنيات كون الدول ستتسابق لشراء هذه الخدمات والمنتجات بهدف الوقاية من انتشار المرض والاحتياط من أمراض أخرى في المستقبل.

وأضافت: اذا كان الأطباء والعلماء الآن يسعون للبحث عن لقاحات أفضل فهناك جانب آخر من البحث العلمي يركز على إيجاد الفرص الاستثمارية والتقنيات الواعدة للمرحلة القادمة.

وأوضحت القاسمي: أن الظرف الحالي سبب ضررا بالغا لقطاع التجزئة العالمي وهو قطاع هام وتزيد قيمته على 25 ترليون دولار وتديره شركات كبرى ولا ترغب في تكرار ما حدث مما سيؤدي الى زيادة الحاجة لاتخاذ قرارات مستقبلية صائبة وهذا لا يأتي إلا من خلال الاعتماد على البحوث والدراسات وحتما هذا سيؤدي الى زيادة سرعة دوران عجلة الابتكارات والاكتشافات ووضع البحث العلمي على رأس أولويات الدول لأن الأزمات تسرع من وتيرة الأبحاث خاصة ان البحث العلمي هو سلاح سخره العالم لمواجهة التحدي الراهن.

وحول أهم الفرص والحقائب الاستثمارية التي أفرزها الوضع الحالي وكيف يتسنى لنا استثمارها بطريقة علمية ومدروسة .. قالت سعادة ريد حمد الشرياني الظاهري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: إن قطاع تجارة التجزئة والنقل سوف يواجه كلاهما الكثير من التحديات في المستقبل وأولى هذه التحديات هو ظهور الحاجة لتعقيم البضائع والسلع وهذا التوجه لابد منه مستقبلا حتى في ظل عدم وجود تقنيات وممارسات مهنية حالية بإمكانها تعقيم السلع والبضائع دون إفسادها.

وأضافت أن هذا هو التحدي الكبير في ظل تعدد وتنوع السلع من السوائل إلى الأغذية المعلبة إلى الخضروات التي قد تفسد من السوائل المستخدمة في التعقيم وغيرها من البضائع .. مما يعني أن صناعة جديدة سوف تظهر ولم تكن موجودة من قبل.

وأشارت إلى أن ما حدث قلب كل الموازين خاصة بعد تطور أساليب العمل وتبني طرق جديدة كان أقرب المتفائلين لا يتوقع حدوثها بعد عقود ووظائف اختفت أو أنها في طريقها للزوال.

وأوضحت أن ما صاحب ذلك من تباطؤ ساعد على سرعة التحول التقني والرقمي في مختلف المجالات مما أوجد عشرات الوظائف والتي ستشهد نموا ورواجا واسعا في المستقبل وخاصة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتطوير النظم والابتكار والأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية وتطوير البرمجيات والخدمات اللوجستية والطباعة ثلاثية الابعاد وتقنيات النانو تكنولوجي وتصمم مشاريع البلوكتشين وتشغيل وادارة المتاجر الالكترونية واخصائي الأمن السيبراني ومطوري التطبيقات الإلكترونية والمسوق الإلكتروني ومصممي تعلم إلكتروني تفاعلي وغيرها من المهن.

وتوقعت الظاهري نمو قطاع الخدمات اللوجستية مستقبلا نظرا لتزايد الحاجة لخدمات نقل وتوزيع السلع والبضائع الضرورية بينما سيقل الطلب على مهنة النادل في المطاعم وتعويضها مستقبلا بالروبوت.

ونوهت إلى أنه ستظهر تغييرات في بعض المهن مثل مهنة الطب فقد يستطيع طبيب في أوروبا أو الولايات المتحدة إجراء عملية جراحية لمريض في الشرق الأوسط عن طريق التحكم بالأجهزة من قبله ونفس الشيء يستطيع المدرس إلقاء محاضراته لطلابه حول العالم عن بعد باستخدام المنصات الإلكترونية المختلفة.

وتطرقت سعادة ريد الظاهري للحديث عن القطاع المالي وقالت : الملاحظ أن الكثير من الدول تفكر في الحد من التعامل بالعملات الورقية وزاد الإقبال على الدفع الإلكتروني في ظل الوضع الراهن لمنع انتشار المرض عن طريق تداول العملات الملموسة في ظل أن للعملات الإلكترونية آلية مناسبة وستكون أقل تكلفة على الحكومات من العملات المحسوسة.

وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي ..قالت عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: أصبح خفض تكلفة المنتج وزيادة جودته بالسرعة والكفاءة المطلوبة مطلبا أساسيا ولا شك أن اعتماد التحول الرقمي في القطاع الصناعي أصبح هدفا للجميع .

وخلصت بالقول: في الإمارات يد تبني وعين على المستقبل والجميع حكومة وقطاع خاص يعمل يدا بيد في كل الظروف من أجل استثمار الفرص وبناء دولة متفردة يشار إليها بالبنان لكي تصل إلى مكانتها المتميزة بين الأمم المتقدمة باقتصاد قوي يعتمد على مصادر دخل متنوعة وصناعات ومشاريع قادرة على المنافسة الدولية.

Email