مركز الابتكار في جمارك دبي حاضنة لتطوير آليات العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي
تتبنى جمارك دبي منذ سنوات طويلة ثقافة الابتكار لتعزيز قدرتها على التطوير والتحسين المستمر لتلبية متطلبات التطور الاقتصادي المتصاعد لإمارة دبي وترسيخ مركزها محوراً عالمياً للتجارة.
 
وعلى الرغم من اختلاف التحديات باختلاف مواقع العمل الجمركي استطاع مركز الابتكار في الدائرة أن يحول هذه التحديات إلى إنجازات وابتكارات تصدرت بها جمارك دبي المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط «المؤسسة الأكثر ابتكاراً»، وفق تقرير المعهد العالمي للابتكار عن منطقة الشرق الأوسط للعام 2021.
 
وفي حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات، قال حسين الفردان مدير مركز الابتكار في جمارك دبي: إن المركز هو امتداد لقسم المقترحات والشكاوى بالدائرة الذي تحول إلى مركز للابتكار أنشئ في عام 2020 بقرار من سلطان أحمد بن سليم رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة.
 
وتم فصل قسم الشكاوى والاقتراحات من الموارد البشرية ومنحه الاستقلالية التامة في خطوة جريئة لتصبح أولى المؤسسات الحكومية في إمارة دبي التي تتخذ مثل هذه الخطوة، لافتاً إلى أن كيان مركز الابتكار بدأ بالظهور منذ عام 2000 من خلال قسم الشكاوى والمقترحات وتم تطويره عدة مرات حتى وصل إلى هذه المرحلة.
 
وحول الجوائز وعدد براءات الاختراع التي نالتها الدائرة، أوضح الفردان أن الدائرة وصلت إلى أكثر من 100 براءة اختراع من حقوق مؤلف إلى اختراعات وابتكارات، مشيراً إلى أن الدائرة حازت على حوالي 130 جائزة في مجال الإبداع والابتكار معظمها خرجت من مركز الابتكار. وقال إن جميع هذه الابتكارات ساهمت في تطوير الخدمات وزيادة الإيرادات ورفع كفاءة الموظفين.
 
وأوضح أن معظم الابتكارات في الدائرة خرجت من تحديات حقيقية تحولت إلى فرص خدمت العمل الجمركي بالدائرة والموظفين والعملاء والشركاء ما عكس نجاح نظام الابتكار المفتوح الذي يستخدم في إمارة دبي منذ عام 2010، حيث أتاح للجميع التعامل مع أي تحدٍ في أي جهة وأن يطوره سواء بفكرة بسيطة أو متوسطة أو حتى اختراع نوعي.
 
وعن الابتكارات التي أثبتت جدارتها وأهميتها بشكل كبير وساهمت في انسيابية الخدمات التي تقدمها الدائرة أثناء جائحة «كورونا»، أكد الفردان أن المركز واجه أثناء الجائحة 70 تحدياً في الإدارات خرج منها بـ266 فكرة ونتج عنها 10 ابتكارات نوعية فازت 3 منها بجوائز عالمية من جمعية الأفكار الأمريكية وهي «الممر الآمن» للتعقيم، في وقت كان العالم فيه يعتمد فقط على بوابات للتعقيم، و«الحاجز الشفاف» لتفتيش حقائب المسافرين دون لمس مع الحفاظ على التباعد، و«منصة التجارة الإلكترونية» التي ساهمت في أن يصبح 100 % من العمل الجمركي إلكترونياً.
 
وحول الابتكارات التي تم تطبيقها في جهات محلية أو دولية، قال الفردان إن الكثير من ابتكارات الدائرة انتشرت على مستوى دبي ومن ثم إمارات الدولة ودول الخليج وبعضها تم تطبيقه عالمياً ومنها «سيارة الكاشف» التي بدأت في مطارات دبي بهدف تسهيل تواجد المفتش في أي مكان في المطار مع توفر جميع الأجهزة الجمركية معه ثم تبنتها عدة مطارات في الدولة وحالياً الخدمة متوفرة في مطارات خليجية.
 
وعن كيفية التعامل مع الابتكارات منذ ولادتها كفكرة حتى تسجيلها وتطبيقها، قال الفردان: قبل تقديم الفكرة نقوم بحملات توعية للموظفين من خلال تقديم تحديات داخلية أو خارجية لهم للبحث عن حلول لها حيث تنهال بعدها الأفكار بجميع أنواعها من صغيرة ومتوسطة وكبيرة ويبدأ مركز الابتكار بغربلتها وتصنيفها على حسب الجهات المختصة لكل فكرة ومن ثم إرسالها لهذه الجهات.
 
وأوضح أن جميع إدارات الدائرة لديها سفراء ابتكار مرتبطين مع مركز الابتكار، لافتاً إلى وجود 60 سفير ابتكار في مختلف الإدارات يتم تدريبهم على كيفية غربلة الأفكار وأخذ أفضلها وطرحها على المديرين، حيث تم وضع مكافآت مالية لتحفيز السفراء على اعتماد تطبيق هذه الأفكار بالتنسيق مع مديري الإدارات. وقال إن الحافز المادي ساهم في دفع السفراء لخوض مناقشات عديدة مع المديرين وعدم الاستسلام للحصول على الاعتماد اللازم لتطبيق الفكرة أو المشروع.
 
ولفت إلى أن تطبيق الفكرة يتم بطريقتين إما من خلال إدارة المشاريع في حالة الأفكار الكبيرة أو من خلال الإدارات نفسها التي تقوم بتنفيذ الفكرة إذا كان المشروع صغيراً، مشيراً إلى أن العملية لا تنتهي عند هذه المرحلة وإنما هناك ما بعد التطبيق إذ تقوم إدارة المشاريع بعمل دراسة للمشاريع المطبقة من ناحية إنتاجيتها وتقوم بتقييمها أو تطويرها.
 
وأكد أن المركز هو حاضنة للمشاريع والأفكار حيث يبدأ المركز مع الموظف صاحب الفكرة من الصفر ثم كتابة الفكرة أو بعمل ورش تدريبية في حال كانت الفكرة عند الموظف واضحة وذلك لتحويل الأفكار إلى مشاريع حقيقية تطبق على أرض الواقع ويتم ربطها مع صلب عمل جمارك دبي.
 
وقال: إن جمارك دبي لديها الكثير من المبادرات الكبيرة ليس على مستوى إمارة دبي فقط بل على مستوى الدولة والعالم، كان آخرها إطلاق ملتقى الابتكار الدولي الأول ويعد واحداً من أكبر التجمعات للمبدعين والمبتكرين والمخترعين تحت قبة واحدة، حيث تتم دعوة المستثمرين المحليين والأجانب لمشاهدة هذه الابتكارات، منوهاً إلى أن جمارك دبي تعد من أولى الدوائر التي شاركت في جمعية الأفكار البريطانية في عام 2010.
 
Email