مروان الدبوس بطل ليلة حريق الحاوية بسفينة «أوشن تريدر»:

إجلاء 40 شخصاً في 10 دقائق أنقذ الأرواح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مروان الدبوس، المدير المناوب في ساحة الحاويات (1) بموانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، أن رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بضرورة الجاهزية الدائمة لمواجهة الكوارث والأزمات، من خلال التدريب المستمر، وتبني أفضل معايير الأمن والسلامة، وتكامل الجهود عبر التنسيق المباشر مع الجهات المعنية كافة، شكلت العامل الأساس في كفاءة التعامل مع حادث الحريق، الذي وقع في حاوية إحدى السفن بميناء جبل علي، وتفادي أي خسائر بشرية.

وفي تصريحات لـ «البيان»، قال الدبوس، الذي كان المسؤول المناوب وقت الحريق، ومتخذ القرار الحاسم بالإخلاء لكامل السفينة والمنطقة المحيطة، أن التدريب الدائم على أحدث ممارسات الأمن والسلامة الذي تعقده موانئ دبي بشكل منهجي لجميع الموظفين والعاملين، ساهم في نجاح مواجهة الحادث دون خسائر بشرية، ومواصلة العمل خلال فترة زمنية وجيزة، حيث تشكل اليقظة الدائمة ومراقبة كافة العمليات التشغيلية، ميزة أساسية لدى كافة طواقم العمل في جميع المحطات التابعة للشركة.

تفاصيل

وكان سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة أطلق في تصريحات صحافية، مروان الدبوس بأنه بطل ليلة الحريق، مشيداً بحسن تصرفه وسرعته في اتخاذ القرار اللازم في اللحظة المناسبة.

وروى الدبوس اللحظات الأولى لنشوب الحريق وقال أنه خلال عملية مناولة الحاويات من على متن إحدى السفن، بدأ بعض الدخان يتصاعد من السفينة، ومع أن هذا الدخان أمر طبيعي لسفينة مثل «أوشن تريدر»، والتي تعمل على بالديزل، إلا أن ما لفت انتباهه، هو كثافة الدخان ولونه.

وعلى الفور أدرك بخبرته التي تمتد 27 عاماً في العمليات التشغيلية لدى موانئ دبي، أن هذا النوع من الدخان المتصاعد ليس عادياً، ويستدعي اتخاذ إجراءات الطوارئ. في هذه اللحظة، قرر بشكل فوري، إخلاء الجميع، بمن فيهم العمال وطاقم السفينة ومشرف الرافعة، وإيقاف حركة الشاحنات بسائقيها في محطة الحاويات، ونجح بالفعل في إجلاء ما يقارب 40 شخصاً من المنطقة خلال 10 دقائق فقط، وتم إبعادهم لمسافة كافية قبل وقوع الانفجار.

وبفضل خبرته في العمليات التشغيلية ومهاراته القيادية، وإدراكه لأهمية إجراءات الأمن والسلامة، سارع بعد وقوع الانفجار في الحاوية، بالتأكد من سلامة كل من وجد على متن السفينة ومكان الحادث، وتأكد أيضاً من سلامة جميع طاقم السفينة.

استجابة

ولفت إلى أن استجابة فرق الدفاع المدني كانت استثنائية، حيث وصلت في 7 دقائق من حدوث الانفجار، لتقوم بدورها بمكافحة الحريق بحرفية عالية، وشجاعة مبهرة. كما كان لشرطة دبي دور بارز في تأمين المنطقة، متمثلة في القائد العام لشرطة دبي، والذي وجد في قلب الحدث خلال 30 دقيقة .

وتوجه بجزيل الشكر، لكافة الجهات المختصة التي تعاملت بكفاءة واقتدار مع الحادث، بدءاً من الدفاع المدني، وصولاً إلى فرق الشرطة والإسعاف، مشيراً إلى أنه بفضل الله تعالى، ومن ثم الجاهزية العالية لدى فرق العمل، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وسرعة الإخلاء، تم تفادي وقوع أي خسائر بشرية، مشيراً إلى عدم وقوع أي إصابات خطيرة تستدعي العلاج، رغم الحادث.

وأوضح أن العملية تمت بسواعد وطنية مدربة على أعلى المستويات، في ظل بيئة العمل المثالية التي توفرها موانئ دبي، والتي تسهم في إكسابهم أعلى الخبرات والمهارات، ضمن بيئة عالمية، تضم 137 جنسية.

مشيراً، إلى أن التبني المبكر للتحول الذكي، ورقمنة العمليات التشغيلية التي تتبناها موانئ دبي، ساهمت في التعامل مع الحادث، والحد من كثافة الوجود البشري في كافة المحطات، والتحكم بشكل متكامل بالعمليات التشغيلية المطلوبة لإدارة الأزمات والطوارئ.

وأكد أن ما حصل، جسد الجاهزية العالية لدبي بكافة مؤسساتها ومرافقها، للتعامل مع كافة الحالات والحوادث، والتعامل بحرفية واقتدار في الأزمات والطوارئ.

مهارات قيادية

أشار مروان الدبوس، إلى أن موانئ دبي العالمية، لطالما أتاحت له ولزملائه كافة من المواطنين والمواطنات، برامج تدريبية عملية، تعزز من المهارات القيادية والتشغيلية، بحيث يكتسب المتدربون خبرات واسعة على تفاصيل العمليات والآليات الإدارية والتشغيلية، على جميع المستويات، وفي مختلف مراحل العمل، ما يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة، فضلاً عن فرص التدرج الوظيفي والتطور المهني.

Email