مدير عام الخدمات الحكومية في الشركة لـ«البيان»:

«الياه سات» تطلق قمرها الصناعي السادس نهاية 2023

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة الثريا المدير العام لوحدة الياه سات للخدمات الحكومية، إن الشركة ستشهد الكثير من التطورات على صعيد توسيع أسطول أقمارها الصناعية في الأعوام المقبلة، وعلى رأسها القمر الصناعي السادس «الثريا 4- NGS» وهو في مرحلة التطوير والتصنيع حالياً عبر شراكة بين «الياه سات» و«إيرباص»، ومن المخطط إطلاقه في الربع الأخير من 2023، على أن يدخل الخدمة في 2024.

وأضاف في مقابلة مع «البيان الاقتصادي»، إن عملية صناعة القمر الصناعي «الثريا 4- NGS» تهدف إلى توسيع تغطية خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة المقدمة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا ووسط آسيا، إضافة لتحسين أداء وقدرات هذه الخدمات، كما ستتيح منظومة اتصالات الجيل الجديد تشغيل أحدث حلول الاتصالات المتنقلة على المنصات البرية والبحرية والجوية للعملاء من المؤسسات الحكومية والدفاعية والشركات.

الجيل الخامس

وذكر أن منظومة القمر الصناعي «الثريا 4- NGS»، المؤلفة من الجيل الأحدث من أنظمة الأقمار الصناعية وشبكة اتصالات أساسية مهيأة لتقديم اتصالات الجيل الخامس «5G»، ستوسع بشكل كبير من انتشار «الياه سات»، وستدعم التقنيات المتقدمة الكفيلة بزيادة القيمة التي توفرها خدماتنا لعملائنا من الهيئات الحكومية والشركات الخاصة والأفراد، وبالتالي سنكون مستعدين لتلبية احتياجات الأمان والتوسع لدى عملائنا.

وأوضح أن التزامات «الياه سات» مع «إيرباص» تتضمن خيار بناء قمر صناعي سابع «الثريا 5-NGS» مطابق للقمر الصناعي «الثريا 4- NGS»، لتعزيز تغطيتنا وقدراتنا على صعيد آسيا والمحيط الهادئ، موضحاً أن «الياه سات» أطلقت حتى الآن ثلاثة أقمار صناعية، وهي «الياه 1» في 2011 و«الياه 2» في 2012 و«الياه 3» في 2018، فيما انضم قمران صناعيان آخران إلى أسطول الشركة عام 2018، وهما «الثريا 2» و«الثريا 3» بعد استحواذنا على «الثريا» للاتصالات الفضائية المتنقلة.

150 بلداً

وذكر أن «الياه سات» تعد من بين أكبر عشرة مشغلي أقمار صناعية في العالم، إذ تغطي أكثر من 150 بلداً في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا والمحيط الهادئ، كما أن خدمتها تغطي أكثر من 80% من سكان العالم، وتوفّر مختلف أنواع الاتصالات الضرورية بما فيها الاتصال بالإنترنت والبث التلفزيوني وربط الشبكات وحلول النقل للمنصات البرية والبحرية والجوية. كما نلتزم دعم رؤية الإمارات، من خلال توفير الاتصالات للمجتمعات التي تفتقد لهذه الخدمات حول العالم، لنتيح اتصالات متكاملة للأسواق الحكومية والتجارية في خمس قارات.

وقال إن الشركة تبحث دائماً عن الفرص الكفيلة بتوسيع حضورها في مختلف الأسواق، وبفضل شراكاتنا وتحالفاتنا الاستراتيجية مع شركات تزويد الخدمات التكنولوجية، احتلت «الياه سات» مكانة قوية في قطاع الاتصالات الفضائية العالمي، إذ يبرز حضورنا المتنامي في الأسواق الدولية خصوصاً عبر مشاريعنا المشتركة مع «هيوز» لتوفير الإنترنت الفضائي فائق السرعة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا والبرازيل. كما أن «ياه لايف»، المشروع المشترك مع شركة «إس إي إس»، يتيح بث القنوات التلفزيونية بالدقة العالية (اتش دي) والقياسية (اس دي) لأكثر من 100 مليون مشترك في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وجنوب غربي آسيا وأوروبا.

شركة جديدة

وقال إن الشركة تقوم بتأسيس شركة جديدة، بالشراكة مع مجلس التوازن الاقتصادي «توازن»، لتطوير وتصنيع حلول اتصالات فضائية متقدمة داخل الإمارات، مع التركيز على حماية حقوق الملكية الفكرية محلياً لزيادة الأمن القومي وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، مشيراً إلى أن استثمارات الشركة زادت بعد عام 2018، على ملياري درهم. ومن المتوقع تدفق المزيد من الاستثمارات في السنوات المقبلة ضمن مساعينا لتطوير أنظمة أقمارنا الصناعية والأنظمة الأرضية، لنستكشف فرص أعمال جديدة.

وذكر أن «الياه سات» تأثّرت بالجائحة كأي شركة أخرى في العالم، ولكنها حققت في الوقت نفسه نجاحاً كبيراً في التكيف مع الظروف المتغيرة، وكنتيجة لذلك واصلت تحقيق النمو بالحجم ذاته وبما يتوافق مع أهدافها طويلة الأمد، ونجحت في التعامل مع زيادة الطلب على استخدام شبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية نتيجة العمل عن بُعد والحاجة لاستخدام وسائل التعلم الإلكتروني، وغيرها من متطلبات الأسواق الكبرى التي عجز مشغلو شبكات الاتصالات الأرضية عن تلبيتها. وأكد أنه على مدار 2020، حافظت «الياه سات» على نمو يزيد على 10%، إلى جانب زيادة حصتها من الأعمال المخصصة للهيئات الحكومية والشركات التجارية من خلال عدة صفقات جديدة لكل من «الياه سات للخدمات الحكومية» و«ياه كليك» و«الثريا». وبصفتنا المزود الوحيد لخدمات الاتصالات الفضائية في دولة الإمارات، قمنا بدعم إطار العمل الخاص بالاتصالات الضرورية لمواجهة حالات الطوارئ.

خدمات حكومية

وقال إن «الياه سات للخدمات الحكومية» تتولى إدارة أعمالنا الحكومية، وهي متخصصة في توفير الخدمات الآمنة للاتصال بين طرفين عبر الأقمار الصناعية للمنصات البرية والبحرية والجوية، وإدماج الأنظمة، وتوفير تكنولوجيا الاتصالات المتطورة للشبكات الخاصة بالسفارات والحكومات والمؤسسات الدفاعية، إلى جانب قوى الأمن وحماية الحدود وشركات النقل والبنى التحتية الضرورية، وشركات النفط والغاز، بالإضافة إلى توفيرها خدمات «الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع»، ودعم الرعاية الطبية عن بُعد والإغاثة أثناء الكوارث، إضافة إلى توفير حلول اتصالات مُدارة للحكومات والمؤسسات حول العالم، تتيح من خلالها خدمات اتصالات فضائية عالية الأمان للتطبيقات العسكرية والحكومية ودعم العمليات الحرجة، وتتيح مجموعتها الواسعة من خدمات الأقمار الصناعية عبر شبكاتها على النطاقات الترددية Ka وKu وC وL، والتي تتم إدارتها إما عبر بوابة آمنة في أبوظبي، وإما من مقرّ مخصصٍ لذلك ضمن منشآت العملاء، وهي قابلة للتشغيل ضمن البيئات القاسية مع مساحة تغطية جغرافية مرنة.

توطين

وحول معدلات التوطين في الشركة، قال: نستثمر الكثير في تنمية وتطوير المواهب المحلية، ومع انضمام «الثريا» إلى «الياه سات»، تبلغ نسبة الإماراتيين 52% من إجمالي فريق عملنا، كما يشكّلون 74% من مهندسي الأقمار الصناعية. بينما بالنسبة للنساء الإماراتيات، فتبلغ نسبتهن 13%، وتشغل كثيرات منهن مناصب عليا في مختلف أقسام الشركة.

وأكد أن الشركة لديها شراكات طويلة مع كل من القوات المسلحة لدولة الإمارات، ومبادرات وطنية أخرى تدعم الالتزام بتوفير فرص جديدة لشعب الإمارات، وهذه الجهود المشتركة ضرورية لتنمية وتنويع اقتصادنا الوطني، كما تتيح الشركة من خلال برامجها المختلفة مجالاً واسعاً للشباب الإماراتيين لاستكشاف قطاع الفضاء والأقمار الصناعية، وتجهّزهم ليكونوا قادة وأصحاب رؤية في المستقبل. ونسعى من خلال «مختبر الياه سات للفضاء»، بالشراكة مع جامعة خليفة ووكالة الإمارات للفضاء، إلى دعم الطلاب الذين يسعون للعمل في مجالات علوم الفضاء والهندسة.

 

خريطة طريق

قال علي الهاشمي إن قطاع الفضاء والأقمار الصناعية يشغل موقعاً مركزياً في خطط الإمارات، وخصوصاً مع سعيها لزيادة مساهمة هذه الصناعات في إجمالي الناتج المحلي إلى 300 مليار درهم في السنوات العشر المقبلة، وتشكّل هذه الخطة خريطة طريق لمختلف الشركات مثل «الياه سات»، ونحن نتعاون مع مؤسسات وطنية أخرى مثل «توازن» لننشئ شركات جديدة تساهم في تحقيق الأجندة الوطنية. وأضاف إن ما يجعل قطاع الفضاء فريداً من نوعه، هو أنه غير محدد أو مقيّد بالحدود الوطنية، ولذلك تستطيع دول شابة مثل الإمارات أن تنمو وتزدهر فيه، وهي من اللاعبين البارزين في سباق الفضاء الجديد.

Email