فايننشال تايمز: دبي اعتماد دبي سياسة الحدود المفتوحة يستقطب جيلاً من الأثرياء ورجال الأعمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

"دبي مدينة آمنة ومفتوحة، تحظى بقيادة رشيدة، استباقية وقوية سريعة في اتخاذ القرارات ذات التزام لا يتزعزع في امتلاك بنية تحتية فاعلة." هكذا يرى زياد ضناوي، مدير شركة "صافاناد" العالمية للاستثمارات وكما روى لموقع "فايننشال تايمز" عن المدينة التي قرر الاستقرار فيها عقب جائحة كورونا التي أغلقت العالم. وبالفعل، "لطالما رغبت دبي في أن تكون موناكو الشرق الأوسط، وقد جعلتها الجائحة تبلغ موقعاً متقدماً على هذا المسار." على حدّ تعبير أحد المصرفيين الخاصين.

في محيط منطقة "برج خليفة" استقر ضناوي وعائلته ليدير العمل من مكتب في "مكان على تواصل بعالم الأعمال حيث الشركاء والخصوم".

وليست حكاية انتقال ضناوي إلى دبي واعتمادها مركزاً لمتابعة الأعمال إلا صدىً لعدد من المقيمين الأثرياء الجدد الذين اختاروا الاستقرار في مدينة رحبت لعقود باستثمارات الأشخاص الساعين لإيجاد موقع آمن وحيادي لتأسيس أعمالهم.

وبالرغم من الجائحة وتأثيراتها على كافة القطاعات في العالم، عادت دبي في نهاية أبريل الماضي وبعد عطلة عيد الفطر لفتح أبوابها مع مراعاة إجراءات التباعد ووضع الكمامات، علماً أنها أعادت استقبال السياح منذ يوليو الفائت، معززةً الخطوة بحملة تطعيم واسعة النطاق بعد عدة أشهر على مستوى الإمارات وُصفت أنها الأكثر نجاحاً في العالم. وقد توافد أعضاء الطبقة النخبوية من جميع أنحاء الدنيا للحصول على جرعة لقاح "كوفيد 19".

وتحوّلت دبي بحلول رأس السنة إلى مركز احتفالات لفت الأنظار ونجحت في الإبقاء على الأوضاع تحت السيطرة والحؤول دون تحليق مستوى الإصابات بفيروس كورونا في الشهرين التاليين، ويعود لفضل في ذلك بجانب منه إلى مستوى عدد الجرعات الهائل، علماً أن ثلاثة أرباع السكان تقريباً كانوا في عداد الحاصلين على اللقاح بجرعتيه كاملاً بحلول نهاية شهر مايو 2021، وذلك دون التخلي عن إجراءات السلامة التي تنص على الحفاظ على مبدأ التباعد الاجتماعي والتزام وضع الكمامات.

وتبقي دبي على حدودها مفتوحة مع العالم وتحافظ على موقعها كمكان آمن لتمضية العطلات وعمل الأجانب. ولا تظهر أية مؤشرات توحي بتغيير استراتيجية الترفيه، وقد صرح هلال المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بأن خطوة إصدار تأشيرات جديدة تشجع العاملين عن بُعد في دبي قد أسفرت عن عشرات آلاف الطلبات للمتقدمين، حيث تمنح الشركات العالمية الموظفين ميزة المرونة الهائلة فتتيح لهم العمل من حيث يستقرون. وعلق سعادة المري على المسألة بالإشارة إلى أنه "في حين تضع الغالبية من الدول القيود على السفر، فإننا نتطلع لتسهيله وإزالة نقاط الخلاف مع الحرص في الوقت عينه وبشكل دقيق على الإبقاء على أعلى بروتوكولات السلامة."

وقد تحولت مدينة دبي، بحسب قوله من كونها مجمعاً اقتصادياً لمنطقة الشرق الأوسط إلى نقطة استقطاب الشركات العاملة في أسواق أبعد، بما في ذلك كلا من إفريقيا وأستراليا.

وتعوّل دبي على مدى نوعية الحياة فيها للتفوق على منافسيها الأقربين، وتيقن بأنها ستظل تجذب سيل الأثرياء في العالم إلى ربوعها، وتعيد بالتالي إطلاق عجلة الانتعاش الاقتصادي على نطاق واسع.

Email