هلال المري: 2021 عام المشاريع الاستثنائية والتدفقات السياحية في دبي

استراتيجيات مبتكرة لجذب المزيد من الزوار إلى دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي
نمو متواصل للتدفقات السياحية مع استكمال إعادة فتح الأسواق العالمية 
 
3.5 ملايين شخص من سكان الدولة قضوا إجازة في دبي في 8 أشهر 
 
أكد هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»، أن دبي ستشهد نمواً متواصلاً في التدفقات السياحية خلال العام الحالي.
 
وقال في تصريحات صحفية، على هامش معرض سوق السفر العربي 2021: «نتطلع إلى عام 2021 ليكون من الأعوام المتميزة من جهة نمو قطاع السياحة، مستفيدين من تنظيم عدة أحداث مهمة وعالمية وعلى رأسها معرض إكسبو 2020 دبي، بالإضافة إلى الاحتفالات باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات».
 
وأضاف أن هذا الزخم سيزداد من خلال تدشين مجموعة من المشاريع الجديدة التي ستساهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للزيارة، بما في ذلك «عين دبي»، أطول عجلة ترفيهية بالعالم، وكذا متحف المستقبل، وغيرهما من المعالم ومناطق الجذب التي سيتم افتتاحها قريباً بما يعزز المشهد السياحي.
 
 
استراتيجيات مبتكرة
 
وكشف هلال المري، أن دائرة «دبي للسياحة» تعمل حالياً على اعتماد استراتيجيات مبتكرة من شأنها تشجيع الزوار على اتخاذ قرار السفر خارجاً لزيارة دبي، تزامناً مع عودة الأمور لمسارها الطبيعي بعد أن حرصت الدائرة منذ بداية جائحة «كوفيد-19» على متابعة احتياجات المسافرين الدوليين، ووجدت أن معظمهم يبحث عن وجهات تتحلى بأعلى معايير السلامة ولديها خبرة طويلة في تقديم تجارب مميزة للزوار.
 
وأوضح أن سرعة الاستجابة للأوضاع الجديدة التي فرضتها الأزمة تعد أساساً لتحقيق أقصى استفادة من قطاع السفر العالمي الذي شهد تغيراً كبيراً، وإن ما أظهرته دبي خلال الفترة الماضية يجعلها قادرة على العودة مرة أخرى لضمان بقائها في طليعة الوجهات الموصي بزيارتها عالمياً.
 
نهج واضح 
 
وأشار إلى أن دبي تمكّنت من التعامل مع الجائحة بنجاح وفق أعلى مستويات المرونة والكفاءة لتشهد عودة تدريجية لأنشطة السياحة، حيث كانت من المدن الأولى عالمياً التي كان لها نهج واضح منذ بداية الجائحة في الاستعداد والمرونة والاستجابة السريعة، ما ساهم في تمكين الشركاء من التخطيط السليم على المدى الطويل مع الالتزام بالإجراءات والبروتوكولات، وعزز الثقة لدى سكان الدولة من مواطنين وكذلك مقيمين ينتمون لأكثر من 200 جنسية يعيشون ويعملون هنا لضمان أعلى مستويات الامتثال.
 
وأوضح أنه في إطار هذه الاستراتيجية وكذلك التنسيق المستمر مع جميع الأطراف نجحت في التشجيع على السياحة الداخلية في مايو 2020، فيما تم استقبال الزوار الدوليين في يوليو من العام ذاته، لتتمكن من استضافة أكثر من 5.5 ملايين زائر في العام الماضي ما يعادل ثلث عدد القادمين في 2019، ليدل ذلك على قدرة دبي بالنهوض بقطاع السياحة العالمي من جديد، كما واكب التقيد بالإجراءات الوقائية تقديم حوافز اقتصادية بقيمة تزيد على 7 مليارات درهم للتخفيف من آثار الجائحة على الاقتصاد وضمان استمرارية الأعمال.
 
تنويع الأسواق
 
وقال إن استراتيجية تنويع الأسواق التي تتبعها الدائرة ساهمت في تحديد الوجهات المناسبة للترويج بها في ظل متغيرات الوضع الراهن، مع ضمان احتفاظ دبي بأهميتها وقدرتها التنافسية كوجهة عالمية، كما كانت السياحة الداخلية من أبرز ملامح عام 2020، والتي لعبت دورًا محوريًا في تحريك عجلة اقتصاد الإمارة في 2020 وستستمر في ذلك في 2021 مع استكمال إعادة فتح الأسواق العالمية تدريجياً.
 
وأضاف: «تم إطلاق استراتيجية السياحة الداخلية، لتسخير الإمكانات الكاملة للقطاع من خلال تشجيع السكان من مواطنين ومقيمين على الاستفادة من البنية التحتية المتطورة لدولة الإمارات، مع الالتزام بجميع بروتوكولات الصحة والسلامة، وتظهر البيانات أن أكثر من 3.5 ملايين شخص من سكان الدولة قضوا إجازة في دبي خلال الفترة من مايو وحتى ديسمبر 2020، بزيادة 55% مقارنة مع الفترة ذاتها من 2019».
 
وأضاف: «شهدنا منذ يوليو 2020 نمواً في قطاع السياحة، حيث استقبلنا أكثر من 1.7 مليون زائر بين شهري يوليو وديسمبر، وارتفع عدد الزوار الدوليين من 40 ألفا في يوليو 2020 إلى 560 ألفا في ديسمبر الماضي، حيث كانت تمثل في مايو الماضي 3% فقط من أعداد القادمين في مايو 2019، بينما ارتفع العدد بشكل كبير في ديسمبر الماضي ليمثل 33% من إجمالي عدد القادمين في ذات الشهر من 2019».
 
وأشار إلى أن حركة التعافي وتزايُد أعداد الزوار في النصف الثاني من 2020 عكست مدى فاعلية النهج الذي اتبعته دبي في تجاوز هذا التحدي غير المسبوق، وأتاحت مواصلة هذا الزخم في عام 2021 مع استقبال أكثر من 1.26 مليون زائر دولي بالربع الأول 2021 كما قامت دبي ومن خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص بإطلاق عدة مبادرات مبتكرة لمواكبة تطلعات الزوار خلال هذه الفترة الحرجة التي تعيشها العالم.
 
وأضاف أن دبي من أولى المدن العالمية التي استأنفت نشاط الأعمال والفعاليات الترفيهية، مع الالتزام بتطبيق إجراءات احترازية شاملة، حيث نجحت بتنظيم مهرجان دبي للتسوق الذي اختُتم في 30 يناير الماضي، واستضافة معرضي «جيتكس» في ديسمبر و«جلفود» في فبراير 2021، وهما يُعتبران الأكبر من نوعهما في العالم، حيث نجحا في استقطاب أكثر من 100 ألف زائر من 162 دولة، فيما سيواصل معرض سوق السفر العربي مسيرة النجاح ليشكل منصةً للتعافي السريع للقطاع.
 
رغبة عالمية
 
وأشار إلى أن الإقبال الكبير الذي شهدته الفعاليات والمؤتمرات والمعارض على رغبة عالمية للقيام بالأنشطة والأعمال التجارية، لاسيما تلك التي تُقام بشكل مباشر وبحضور شخصي، وتؤكد الاستبيانات الخاصة بهذه الفعاليات أن 40% من الحضور قرر القدوم إلى الفعالية رغم خضوعهم للحجر الصحي عند عودتهم إلى دولهم، كما قام 41% من الزوار بتمديد إقامتهم بعد انتهاء الفعالية، فيما أوضح 85% منهم أنهم قدموا بهدف الأعمال.
 
وحول توقعاته لمشهد التعافي السياحي عالمياً في عام 2021، أجاب بأن انتعاش القطاع في عام 2021 مرتبط بشكل أساسي مع تطورات الجائحة من جهة، بالإضافة إلى رفع قيود السفر في وجهات دولية من جهة أخرى، وستواصل دبي البناء على المبادرة الاستراتيجية لإعادة الفتح أمام الزوار الدوليين والاستمرار في هذا النهج مع الحفاظ على سلامة الضيوف.
 
وأضاف أنه مع استمرارية الجهود لتعزيز الثقة داخل القطاع وأيضا بين المسافرين، وإحراز تقدم في برنامج التطعيم عالمياً، من المتوقع أن تشهد حالة من الاستقرار خلال العام 2021، وستكون دبي مستعدة للتعامل مع مختلف المستجدات بسرعة كبيرة مع إعادة فتح الأسواق.
 
وأكد على حرص «دبي للسياحة» على العمل والتنسيق المباشر مع أكثر من 3000 من شركائها في قطاع السفر العالمي للترويج للإمارة كأفضل وجهة سياحية عائلية في العالم وخاصة خلال موسم الصيف المقبل والمساهمة في دفع عجلة نمو القطاع عالمياً وعودة الأمور إلى سابق عهدها.
 
وأضاف أن الدائرة ستواصل في هذا العام أيضا الاستفادة على المدى الطويل من المبادرات التي تم إطلاقها في 2020، مثل التأشيرة الذهبية، أضف إلى ذلك البرامج الأخرى ومن بينها «العمل عند بعد»، و«التقاعد في دبي»، وغيرهما من البرامج التي تواكب الطلب المتزايد من هذه الفئات مع تغير طبيعة وديناميكية العمل في العالم. 
 
تواصل مستمر
 
وأكد هلال المري، على أن «دبي للسياحة» حرصت على التواصل المستمر مع جميع الجهات المعنية بالجائحة وكذلك شركائها لضمان التنسيق والتناغم بين متطلبات القطاع والجهود المشتركة للتمكن من تسليط الضوء على الإمارة بصفتها إحدى أكثر المدن أماناً في العالم والمفضلة للزيارة ما يعتبر دليلاً على فاعلية الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص.
 
وأضاف أن من بين المبادرات التي تطلبت جهودا مشتركة إطلاق ختم «دبي الضمانة»، إلى جانب ختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة، والذي يُعتبر تأكيداً على المشاركة العالمية القوية لدبي في مواجهة وإدارة هذه الأزمة بكفاءة عالية.
 
إكسبو دبي
 
وأضاف أن معرض «إكسبو 2020 دبي» سيكون حدثاً عالمياً استثنائياً سيساهم تنظيمه بنجاح في التغلب على كافة التحديات الحالية وسيعكس مدى الإصرار الكبير والعزم اللذان تتحلى بهما دبي لتحقيق المستحيل كما أنه سيعزز من مكانتها كوجهة مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم. 
 
ونوه بالقيمة الحقيقية من وراء تنظيم المعرض الدولي والتي تكمن في إنشاء إرث حضاري وإنساني مستدام للبشرية جمعاء وكذلك لدبي والإمارات، وبصفتها وجهة سياحية مزدهرة ومركزاً عالمياً لقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، تتطلع دبي إلى الترحيب بالمزيد من مسافري الأعمال والترفيه على مدى فترة تنظيم الحدث.
 
وأكد على أنه سيتم زيادة مساهمة المهرجانات والفعاليات في العروض والخيارات التي تقدمها دبي، لجذب المزيد من الزوار وتشجيعهم على تكرار الزيارة، بالإضافة إلى تطوير المهرجانات القائمة حاليا ومن بينها مهرجان دبي للتسوق، ومفاجآت صيف دبي، ومهرجان دبي للمأكولات.
 
خطة دبي الحضرية
 
وأضاف أن خطة دبي الحضرية 2040، تُعزز هذا التوجه، لاسيما وأنّها ستُسهم في زيادة تنوع العروض والتجارب للضيوف، حيث ستلعب السياحة دوراً رئيسياً في تحقيق الخطة التي تُركز على الاستثمار في خمسة مراكز حضرية رئيسية وتطويرها على مدار العقدين المقبلين، فضلاً عن توسيع محفظة دبي من وجهات الجذب السياحية بمعدل يزيد عن 100% للمساعدة على تحقيق هدفها في التحول لأفضل مكان في العالم للعمل والعيش والزيارة، وفي ضوء الاستثمارات الكبيرة التي تنطوي عليها الخطة في مجال البنية التحتية السياحية، ومن المتوقع حصد مزايا هذه التحسينات بالكامل خلال الأعوام المقبلة.
Email