توقعات متفائلة لأسواق الأسهم بعد عطلة العيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقّع محللون وخبراء أسواق مال أداءً قوياً لأسواق الأسهم المحلية بعد عطلة عيد الفطر المبارك مدفوعة بجملة من المحفزات على رأسها النتائج القوية للشركات والبنوك المدرجة في مؤشر إيجابي على انحسار تداعيات جائحة «كوفيد 19».

ومن المتوقع أن تواصل أسواق الأسهم المحلية زخمها بعد أن عززت مكاسبها خلال شهر رمضان المبارك، بعدما ربح رأسمالها السوقي ما يناهز 37.2 مليار درهم، مدفوعاً بجملة من المحفزات على رأسها النتائج القوية للشركات والبنوك المدرجة في مؤشر إيجابي على انحسار تداعيات جائحة «كوفيد 19».

ووفق حسابات «البيان» ربح رأس المال السوقي لأسهم سوق دبي المالي ما يربو على 14.05 مليار درهم، فيما ربحت أسهم سوق أبوظبي للأوراق المالية نحو 23.13 مليار درهم، لتصل رسملة السوقين بنهاية جلسة الاثنين لقرابة 1.3 تريليون درهم.

وصعد سوق دبي بنسبة 4.24% أو ما يعادل 109.6 نقاط ليقفز من 2586.41 نقطة إلى 2696.03 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ مطلع أبريل الماضي، فيما زاد سوق أبوظبي بنحو 1.93% توازي 117.79 نقطة ليصعد من 6091.64 نقطة إلى 6209.43 نقاط، مسجلاً أعلى مستوى منذ مايو 2005.

واجتذبت الأسهم سيولة خلال شهر رمضان تتجاوز 28.4 مليار درهم موزعة بواقع 25.2 مليار درهم في سوق أبوظبي و3.24 مليارات درهم في سوق دبي. وجرى تداول 5.63 مليارات سهم منها 3.5 مليارات في أبوظبي و2.1 مليار في دبي، من خلال تنفيذ أكثر من 88 ألف صفقة.

وأفاد خبراء ومحللون، بأن من بين العوامل وراء زيادة السيولة في رمضان هو إعلان الشركات نتائج فصلية قوية، وتوزيعات الأرباح السخية وزيادة ثقة المستثمر الأجنبي في الأسواق المحلية، وارتفاع شهية التداول، بالإضافة إلى تحسن النفط والبورصات العالمية وارتفاع مكررات الربحية لأسواق الإمارات ما عزز من جاذبية الأسهم المحلية.

وأضاف الخبراء أن من بين العوامل الرئيسية التي عززت الثقة في أسواق المال المحلية قوة ومتانة الاقتصاد الوطني في مجابهة الجائحة، والتخفيف التدريجي لقيود «كوفيد 19» وتسارع التطعيم وقرب انعقاد «إكسبو دبي».

مكاسب كبيرة

وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة «مباشر كابيتال هولدنج» للاستثمارات المالية، إن الأسواق الإماراتية نجحت في تحقيق مستويات قياسية خلال شهر رمضان ومكاسب ضخمة بفعل جملة من المحفزات في مقدمتها النتائج القوية للشركات، إضافة إلى التوقعات المتفائلة حيال الاقتصاد الوطني بعد نجاحه في الصمود أمام تحديات جائحة «كورونا».

وتوقع رشاد أن تواصل الأسهم الإماراتية نشاطها بعد عطلة عيد الفطر، مستمدة الدعم من العديد من المحفزات الإيجابية، خصوصاً ارتفاع أسعار النفط.

زخم السيولة

وقال طارق قاقيش، المدير التنفيذي لشركة «سولت» للاستشارات المالية: إن من أبرز العوامل الرئيسة وراء زيادة زخم السيولة في أسواق المال المحلية خلال رمضان هو التفاؤل بنتائج الربع الأول والتي تعد محفزاً لزيادة اهتمام المستثمرين بالأسواق، خصوصاً بعد النتائج القوية لبعض البنوك وعلى رأسها «الإمارات دبي الوطني» و«أبوظبي الأول».

بالإضافة إلى استحقاقات توزيعات الأرباح فضلاً عن التغييرات الأخيرة في قوانين الأعمال التجارية التي دعمت معنويات المستثمرين.

وذكر أن التوقعات بانتعاش اقتصاد الإمارات في العام الجاري والعام المقبل حسب توقعات المصرف المركزي تعد من المؤشرات التي ينظر إليها المستثمرون لبناء مراكز جديدة في الأسواق خصوصاً المستثمرين الأجانب لا سيما وأن أسواق الأسهم تعد انعكاساً للوضع الاقتصادي في الدولة.

بالإضافة إلى زيادة نسب تملك الأجانب في أسهم الكثير من الشركات خلال الفترة الأخيرة والتوقعات بوجود اكتتابات جديدة في المستقبل القريب.

توزيعات الأرباح

وقال الحسن بكر، كبير محللي الاقتصاد في شركة «إيفست»، إن من بين العوامل التي عززت نشاط الأسهم المحلية خلال شهر رمضان انطلاق ماراثون النتائج الفصلية مع تحقيق بنوك وشركات مدرجة أداء قوياً.

إضافة إلى انتهاء استحقاقات توزيعات الأرباح، وهو ما قد يدفع ببعض السيولة إلى الأسواق خلال الفترة الحالية، هذا إضافة إلى الانعكاس الإيجابي لشهية المخاطرة في الأسواق خلال الفترة الحالية وتوجهها نحو أسواق الدول التي تمكنت من التعامل بشكل سريع في التطعيم ضد «كوفيد 19».

وتأتي الإمارات على رأس هذه الدول، وهو ما يعزز إمكانية استفادة الاقتصاد الإماراتي من فتح كامل في فترة قريبة في الوقت الذي تعاني فيه دول أخرى من الإغلاق في ظل بطء عملية توزيع اللقاح.

شهية التداول

وتابع الحسن بكر: «في ظل استمرار أسعار الفوائد بالبقاء ضمن مستويات منخفضة وفي الوقت نفسه عودة شهية التداول للأسواق فإن البحث عن فرص استثمارية ذات عوائد أعلى باتت هي التوجه لدى العديد من المستثمرين وهو ما منح الأسهم الإماراتية فرصة قوية خلال الفترة الحالية لاجتذاب سيولة عالية خصوصاً في ظل ارتفاع مكررات الربحية للأسواق الإماراتية مقارنة بالفترات السابقة».

وتوقع استمرار تدفق السيولة على الأسواق الإماراتية مما يجعلها من الأسواق الناشئة ذات الجاذبية المرتفعة وفي ظل توجه الاستثمارات العالمية للبحث عن فرص في الأسواق الناشئة خصوصاً ذات التجربة الإيجابية في التعامل مع أزمة جائحة كورونا.

زخم الأسواق

وقال ديفيش مامتاني، مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستثمارات والاستشارات لدى «سنشري فاينانشال»، إن من أسباب زخم أسواق المال في الإمارات خلال شهر رمضان الكريم هو التفاؤل بماراثون إفصاحات الشركات عن نتائجها الفصلية.

حيث أظهرت أغلبها تحقيق أرباح فاقت التوقعات في مؤشر على انحسار تداعيات الجائحة. وذكر أن هناك تفاؤلاً كذلك بقوة الاقتصاد الوطني وهو ما زاد من ثقة المستثمرين الأجانب فضلاً عن قرب انعقاد إكسبو 2020.

Email