تقرير أمريكي: «طيران الإمارات» حولت دبي إلى مركز أعمال عالمي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، نقلاً عن المحلل الاقتصادي في مجموعة " ستارتفور" الأمريكية للأبحاث ريان بوهل، أن "مجموعة الإمارات" تعد واحدة من العلامات التجارية الأكثر نجاحاً، وهي تشكل جزءاً هاماً من رؤية دبي 2040، وقد تم توظيف رصيد سياسي واقتصادي كبير للحفاظ عليها كشركة طيران فاخرة مقبولة التكلفة، ولهذا سوف نراها في الأجواء لفترة طويلة جداً.  

وأكد بوهل أيضاً أن مجموعة الإمارات مرتبطة بهوية دبي الأساسية، وقد ذهبت إلى حيث لا يجرؤ الآخرون، هذا في حين أكد المحلل في صناعة السفر بمجموعة "اتموسفير ريسرتش" هنري هرافيلدت، لـ "سي إن بي سي" أن نمو مجموعة الإمارات ونمو دبي مرتبطان الواحد بالآخر.

جاء ذلك في معرض الإجابة عن تساؤل لشبكة "سي إن بي سي"، عما إذا كانت المجموعة وأسطول طائراتها من الهيكل العريض قادرين على النهوض من التراجع الاقتصادي الذي أصاب صناعة الطيران. 

 

معايير سفر جديدة  

يذكر التقرير أن "طيران الإمارات" التي تخدم المسافات الطويلة والمعروفة بخدماتها الفاخرة كانت قد وضعت معايير سفر جديدة لصناعة الطيران، وحلقت بما مجموعه 56 مليون مسافر و2.5 مليون طن متري من البضائع إلى 80 دولة خلال السنة المالية 2019-2020، لكنها على غرار العديد من شركات الطيران في العالم، تلقت ضربة قاسية بسبب الجائحة، لا سيما مع إبقاء الطائرات على المدرج لمدة شهرين، حيث أعلنت "مجموعة الإمارات" في نوفمبر 2020، عن خسائر صافية نصف سنوية بلغت 3.8 مليارات دولار، وكانت تلك المرة الأولى في تاريخ الشركة. ثم في سبيل إبقاء المسافرين آمنين على متنها، طلبت المجموعة من المسافرين والطاقم إجراء اختبارات كوفيد سريعة، لكي تتمكن من منح الركاب المقعد المحاذي في الدرجة الاقتصادية على رحلاتها.  

وعن الخروج من الأزمة، رأى التقرير أن "مجموعة الإمارات" منذ انطلاق أول رحلة من دبي إلى كراتشي في منتصف الثمانينات، أصبحت تصل إلى عشرات الوجهات في العالم في غضون 40 عاماً، مشيراً إلى أن الإقراض الرخيص في مطلع الألفية الأخيرة، وارتفاع أسعار النفط ووجود قائد طموح هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ساعد في تحويل "مجموعة الإمارات" كما مدينة دبي ككل. 

أما الهدف من ذلك، وفقاً لبوهل: "فكان تحويل دبي إلى ما تسعى إليه منذ عقود، في أن تكون نقطة وصل بين الشرق والغرب، وموقعاً حيث يمكن للناس التوقف، ليس هذا فحسب، بل أيضاً البقاء. وقد بوشر على الأثر الاستثمار بقوة في قطاع السياحة وفي إيجاد المعالم التي بتنا نعرفها اليوم، مثل برج خليفة وجزيرة الجميرا"، موضحاً أن كل تلك المشاريع كانت مربوطة باستراتيجية "طيران الإمارات" في جلب أكبر قدر من الناس على تلك الطائرات في أقصر مدة ممكنة. 

ثم بحلول مطلع 2000، كانت طائرات " الإمارات" تصل إلى 48 وجهة، بما في ذلك لندن وباريس وملبورن أستراليا، وكانت تسافر إلى مناطق ساخنة كانت تراها الناقلات الأوروبية والأمريكية خطرة جداً. 

يوضح بوهل هنا أنه عندما كان مقيماً في دبي: "كان مبنى المطار 2 موقعاً للتوجه إلى مقديشو وكابول وبغداد وبيروت، وكانت مجموعة الإمارات على استعداد للسفر إلى مناطق كانت شركات الطيران الأخرى تراها خطرة للغاية، مؤكداً أن هذا كان بعضاً مما حاولت "طيران الإمارات" القيام به، وهو أن تحاول الذهاب إلى أماكن لا يذهب إليها الآخرون". 

 

تطور القدرات 

من جهته، أعرب المحلل بمجموعة "اتموسفير ريسرتش" هنري هرافيلدت، عن اعتقاده بأن الامارات أدركت مع تطور قدرات الطائرات أنها قادرة على نقل ركاب وبضائع أكثر، بل أدركت أنها تستطيع تحويل دبي إلى مركز عالمي كبير. 

وكانت صناعة الطيران تشهد نمواً من الناقلات رخيصة التكلفة مثل "رين اير" و"ايزي جت"، فبدأت الإمارات تعزز طائراتها. وكانت المجموعة أول شركة طيران تنصب نظام تسلية العاب الكترونية على كل مقاعدها في عام 1992، ثم في عام 2008 أطلقت صالة على متن طائرة الركاب "ايرباص 380"، وفي 2017 اوجدت أول جناح خاص على متن الدرجة الأولى. 

معلقاً على ذلك، أكد نائب الرئيس الإقليمي في "مجموعة الإمارات" لمنطقة الولايات المتحدة وكندا، عيسى سليمان أحمد لشبكة " سي إن بي سي" أنه: "منذ إطلاق طيران الإمارات كنا نركز على الخدمات والمرافق على مدى رحلة الركاب بأسرها، ومنذ عام 1995 ايضا واصلنا ضبط وتيرة الابتكار والرفاهية في إطار صناعة الطيران". 

وقد وصف بوهل "مجموعة الإمارات" بما يطلق عليه "رفاهية سهلة المنال"، مؤكداً أن المجموعة تريد صورة الترف وأن تبدوا نظيفة ويجري الاهتمام بها جيداً والاهتمام بالجميع وتقديم أسعار يمكن أن يتحملها من هم زبائن من العالم النامي الذين تسعى الشركة وراءهم".  

في غضون ذلك، يشير التقرير إلى أن مجموعة الإمارات استفادت من وجود ممول حكومي ومن موقع جغرافي مرغوب به، إذا يقع مطارها على بعد 8 ساعات من ثلثي سكان العالم.  

 

استعادة العافية  

ومع قدوم الجائحة، تعرضت لضربة قاسية على غرار صناع الطيران ككل، حيث أفادت الهيئة الدولية للنقل الجوي عن تراجع عدد الركاب عالمياً بنسبة 60% في 2020 الى 1.8 مليار راكب بسبب الجائحة، مع خسائر لشركات الطيران بلغت 118.5 مليار دولار. 

ينقل التقرير عن هارفيلدت قوله إن الطلب العالمي تراجع 95%، وأنه لا يزال بعيداً عن استعادة عافيته على الرغم من تحسنه أخيراً حيث لا يزال عند 30% وحوالي 45% عما كان عليه قبل كوفيد-19. 

هذا وكان رد مجموعة الإمارات على الجائحة في إيقاف كل رحلات الركاب في مارس 2020، باستثناء رحلات إعادة الركاب الى بلادهم مما أدى الى تراجع أرباح الشركة هي الأولى في تاريخها الممتد أكثر من 30 عاماً. وواجهت المجموعة في غضون ذلك قضية أخرى، إذ أنها على عكس نظيراتها شركات الطيران الاوروبية والأمريكية ليس لديها سوق محلي تعتمد عليه، كما أنها كانت من أكبر الشركات التي تشغل ايرباص إيه838، التي تستوعب أكثر من 600 راكب. 

معلقاً على ذلك، قال رئيس مجموعة الإمارات تيم كلارك لـ "سي إن بي سي": "كنا قادرين على إبقاء الركاب على مسافة على الرحلات وأن نحمي الطاقم، وأن نقوم بخدمات جيدة وهذا على طول الشبكة".  

وطالما كان للمجموعة شبكة توزيع جيدة قبل الوباء. فقامت في ابريل 2020 عندما ازداد الطلب على المعدات الصحية بوضع بضائع مكان مقاعد الدرجة الاقتصادية ومقصورات الامتعة، كما ازالت طيران الإمارات مقاعد الدرجة الاقتصادية وحولتها الى طائرات للبضائع، حيث أوضح عيسى سليمان أحمد ان المجموعة ركزت في بداية الوباء على جانب البضائع وتبين انه نوع من خط البقاء لأنه ساعدها في تخفيف الخسائر، فقد بينت إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، تراجع وصول السياح في العالم بنسبة 74% في 2020، وعدم توقع معظم المحللين عودتها الى مستويات ما قبل الوباء قبل 2023 او حتى بعد ذلك. 

لكن رئيس مجموعة الإمارات أعرب عن اعتقاده بعودة الطلب إلى ما قبل الوباء في وقت اقرب مما يعتقد كثيرون. وفي مايو 2020، أعلنت الامارات عن إيرادات بلغت 25.04 مليار دولار للسنة المالية 2019-2020، أقل بنسبة 6% من السنة قبلها، حيث شكلت إيرادات الركاب 83.1% والبضائع 12.3% والايرادات من غير النقل 4.1% والامتعة الفائضة 0.5%. 

وفي غضون ذلك ارادت المجموعة الاستفادة من الطلب الإجمالي على اللقاحات، معلنة في أكتوبر 2020 عن تأسيس أكبر موقع جوي مخصص للقاحات في محطة البضائع، ومؤكدة أيضاً انها تعمل مع كبار شركات اللقاحات بما في ذلك شركة فايزر في سبيل نقل اللقاحات حول العالم.

وهذا ما أكده رئيس المجموعة تيم كلارك لـ "سي إن بي سي" مشيراً إلى أنه يجري العمل على نقل لقاح بفايزر حالياً، في مستوعبات مصممة خصيصاً على طائرات "الامارات" ومقصورتها للحفاظ عليها حتى نقطة التوزيع، إذ يوجد أجهزة تبريد وثلاجات وسيطرة لوجستية لإيصال الطائرات الى مناطق عدة من العالم حيث آخرون لا يمكنهم القيام بذلك، وأن مجموعة الإمارات أرسلت بحلول فبراير 2021 ملايين الجرعات الى بلدان مثل مصر جنوب افريقيا وأمريكا اللاتينية والى مراكز تصنيع في الهند وغيرها. 

 

نهوض دبي 

ومع زوال الجائحة، يرى التقرير أن مجموعة الإمارات تأمل أن تواصل دبي نهوضها كوجهة سياحية رئيسية، حيث أطلقت دبي رؤيتها 2040 في مارس 2021 والتي تشمل زيادة نسبتها 400% في الشواطئ العامة، والتزام في أن تكون 60% من مساحة دبي محميات طبيعية.

معلقاً على ذلاك، قال هارفيدلت: "دبي ما كانت وصلت إلى ما هي عليه من دون طيران الامارات، وطيران الامارات حولت دبي فعلاً الى مركز اعمالي ومركز ترفيه". 

وإلى أن تعود الأمور الى نصابها، يؤكد التقرير أن أكثر ما تأمل حدوثه "مجموعة الإمارات" هو عودة الطلب الدولي على السفر بسرعة، لكي تخدم 143 وجهة بحلول صيف 2021.

Email