أكد روب ديفيرو، الرئيس التنفيذي لشركة «آي سي دي بروكفيلد» المسؤولة عن تشغيل برج «آي سي دي بروكفيلد بليس» التجاري والإداري في دبي، أن العقارات الفاخرة في دبي تواصل زخمها الذي بدأته خلال الفترة الأخيرة بعد بدء تعافي قطاع العقارات في الإمارة تدريجياً من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي جائحة «كوفيد 19»، وتوقع ديفيرو أن تواصل العقارات الفاخرة في دبي استقطاب المزيد من المستأجرين.
وأجرى ديفيرو مقابلة أمس مع تلفزيون «بلومبيرغ» في دبي للحديث عن الوحدات المُستأجَرَة في «آي سي دي بروكفيلد بليس».
وتحدث ديفيرو عن الطلب على وحدات البرج، فقال: «كنا محظوظين للغاية، كوننا نجحنا في الانتهاء من البرج وافتتاحه في 2020، حيث تلقى البرج استقبالاً رائعاً من جانب الموجة الأولى من المستأجرين، والذي انتقلوا إلى البرج بدءاً من سبتمبر الماضي. وتضمنت قائمة المستأجرين أسماء لكبريات الشركات العالمية في قطاع الخدمات المصرفية والمهنية مثل شركة «إرنست أند يونغ» البريطانية للخدمات المهنية، بنكي «جوليوس باير» و«يو بي إس» السويسريان وبنك «ناتيكسيس» الفرنسي، وغيرها».
وأضاف: «ما شهدناه هو طلب غير مسبوق لنا على الرغم من الجائحة، وأعتقد أن المستأجرين يبحثون عن عقارات متميزة ذات جودة عالية، ويتلمسون السبل لإعادة الموظفين إلى العمل من المكاتب مجدداً في بيئة آمنة. وأكرر أننا حققنا نجاحاً مبهراً خلال فترة الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، وذلك باستقطاب 18 مستأجراً إضافياً إلى البرج، ومنها البنوك ذات الأسماء المرموقة التي ذكرتها أعلاه، ولا يزال الزخم مستمراً».
وعن توقعاته بشأن التوقيت الذي يصل فيه البرج إلى تأجير وحداته بالكامل، قال ديفيرو: «نقترب الآن من نسبة تأجير تبلغ 55%، وكانت خطة عملنا دوماً هي أن نؤجر وحدات البرج بالكامل على مدار عامين. وعليه، وفي ظل التقدم الراهن، فإننا قريبون جداً من بلوغ هذا الهدف، وأعتقد أن الأمور لو استمرت على هذا النحو، فسنؤجر وحدات البرج بالكامل بحلول نهاية العام المقبل. إنه برج كبير. لذا، أعتقد أن مُعدل الإشغال الحالي جيد».
وعن آفاق استمرارية نموذج العمل من المنزل، قال ديفيرو: «الناس يحبون التفاعل مع الأحداث، وقد نجح نموذج العمل من المنزل لأنه كانت هناك ضرورة مُطلقة تفرض اتباعه. ونرى الآن أن بعض الشركات لا ترغب باستمرار هذا النموذج بدعوى أنه لم يكن له مردود جيد معهم، ذلك أن إنتاجية موظفيهم انخفضت. تزداد الإنتاجية عندما يجتمع الموظفون ببعضهم البعض، الأمر الذي يُحفز الابتكار والتعاون فيما بينهم، بينما تحفيزهم افتراضياً من الصعوبة الشديدة بمكان. ومن واقع مناقشتنا مع مستأجرينا الحاليين والمُحتَمَلين، فإنهم جميعاً يتطلعون إلى إعادة موظفيهم إلى المكاتب عندما يكون ذلك آمنا. واعتقد أيضاً أن عدد من كبريات الشركات متعددة الجنسيات مثل «أمازون»، «مايكروسوفت»، و«جولدمان ساكس» تخطط لإعادة موظفيها إلى المكاتب أيضاً».
وتطرق ديفيرو إلى محركات الطلب على وحدات البرج في دبي، فقال: «يتولد الطلب في دبي من مصادر متنوعة. وبصفة رئيسية، من جانب الشركات التي توسعت في دبي منذ مجيئها إليها، وتتطلع إلى دمج عدة مقرات لها داخل الإمارة في موقع واحد. وأعتقد أن بنايتنا تتيح لهذه الشركات بوضوح فرصاً جيدة في هذا الشأن. وعلاوةً على ذلك، فمع إعادة فتح النشاط الاقتصادي في دبي منذ نهاية 2020 واستمرارها كذلك مع قدوم 2021، شهد عدد زوار دبي طفرة هائلة، ومنهم رجال أعمال يمتلكون ويديرون عدة شركات ويودون الاستفادة من الفرص ومن البيئة التنظيمية والقانونية المناسبة التي توفرها لهم دبي، خاصة مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية. وعليه، فهم يرغبون بتأسيس مقار عالمية لشركاتهم في دبي. ونحن الآن بصدد مباحثات مع عدد من المستأجرين الذين يرغبون بنقل مقار شركاتهم إلى الإمارة».
ومن الجدير بالذكر أن برج «آي سي دي بروكفيلد بليس» يُمثل مشروعاً مشتركاً بين مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية وشركة «بروكفيلد» الكندية للاستثمار في الأصول العقارية، وجرى افتتاحه في سبتمبر الماضي. ويقع البرج في مركز دبي المالي العالمي، وتبلغ مساحته 1.5 مليون قدم مربعة «139.000 متر مربع».