نهيان بن مبارك مرحباً بالعالم عبر «البيان »:

حياكم على أرض الخير في «إكسبو 2020 دبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، المفوض العام لإكسبو 2020 دبي أن الحدث يأتي ضمن أوائل الفعاليات الدولية الضخمة التي سوف تعقد في خضم الجائحة.

ويشكل بالتالي تجسيداً للرغبة القوية لدى الدول والشركات والشعوب في عودة الحياة لطبيعتها واستئناف الأنشطة في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية والترفيهية، مما يعزز دوره كمحرك رئيسي لمسيرة التعافي العالمي خلال الفترة المقبلة ويساهم في إنعاش الروابط والصلات الدولية، مؤكداً أن هناك إجماعاً عالمياً على تزايد أهمية «إكسبو».

ووجه معاليه في حوار مع «البيان» دعوة عالمية عابقة بالحفاوة الإماراتية الأصيلة قائلاً: «حياكم على أرض الخير..

حياكم الله في إكسبو الإمارات». ونوّه بأن جميع الدول المشاركة، وبالرغم من التحديات الجسيمة التي فرضتها الجائحة على الجميع، تواصل بكل تصميم التزاماتها بالمشاركة الفاعلة في الحدث بمساحات جيدة ومبان مميزة ومضامين متفردة، انطلاقاً من تزايد أهميته الحيوية في هذه المرحلة بالذات التي تتطلب مزيداً من التعاون والتكاتف بين الدول والشعوب وتفعيل التواصل الإيجابي والمباشر بين الحكومات والشركات والأفراد لمشاركة الخبرات واكتشاف الفرص الواعدة وتفعيل الجهود المشتركة لتطوير حلول ناجعة للتحديات التي تواجه العالم وصياغة ملامح مستقبل أفضل للجميع.

وأشار إلى أن الحدث يشكل نقطة انطلاق لإرساء أسس العمل الجاد والريادة ويساهم بشكل فعّال في إكمال مسيرة ازدهار الدولة للسنوات الخمسين المقبلة.

لافتاً إلى أن مشاركة أكثر من 190 دولة رقم لم يتحقق من قبل في تاريخ إكسبو الدولي منذ انطلاقه لأول مرة في لندن عام 1851، ليشكل بذلك الدورة الأكثر شمولاً وعالميةً على الإطلاق في تاريخ الحدث الدولي، مما يبرز قدرة الإمارات على جمع العالم تحت سقف واحد. وتالياً نص الحوار:

كيف تنظرون إلى دور إكسبو في تعزيز جهود الإمارات في تعميق ثقافة التسامح بين شعوب العالم؟

بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحكمة المستمدة من الآباء المؤسسين، رسخّت الإمارات مكانتها العالمية في نشر الخير وتعزيز الحوار والعمل المشترك بين الدول والشعوب.

وهذه الجهود لا تخفى على أحد؛ فقيادتنا الحكيمة وشعبنا المعطاء، هما دائماً سباقون في نشر ثقافة التسامح وتعزيز الحوار بين جميع الأديان والثقافات بهدف خدمة الإنسانية وبناء مستقبل أفضل للجميع.

وأهداف إكسبو مستمدة من جهود الإمارات في نشر ثقافة التسامح والتعاون وشعار الحدث الدولي «تواصل العقول وصنع المستقبل»، خاصة مع مشاركة أكثر من 190 دولة.

وهذا رقم لم يتحقق من قبل في تاريخ إكسبو الدولي منذ انطلاقه لأول مرة في لندن عام 1851. وقد عملت المؤسسات الوطنية مع الشركاء والمشاركين ليكون إكسبو دبي منصة تفاؤل وأمل وعمل وتعاون، تلهم شعوب العالم بالتغيير الإيجابي وتُحفّز البشر في كل مكان لتحقيق المزيد من الإنجازات.

إنجازات كبرى

نحن في عام الاستعداد للخمسين.. ما هو دور إكسبو؟

إكسبو سوف يساهم بشكل فعّال في إكمال مسيرة ازدهار الإمارات للخمسين عاماً المقبلة بإذن الله. وأثناء الحدث، سنُعرّف العالم كيف حرص الآباء المؤسسون وقادتنا وشعبنا على الاتحاد وترسيخ التسامح ليكون نهج حياة وأداة للتطور والتنمية. وبروح التسامح وكرم الضيافة الراسخين في وجدان شعب الإمارات الأصيل والمحب للجميع، سنستقبل جميع المشاركين وملايين الزوار.

وسيتعرف الزوار من جميع أنحاء العالم على معاني الضيافة العربية الأصيلة، والإنجازات الكبرى التي تحققت على هذه الأرض الطيبة وقدرة الإمارات على جمع الناس من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان في بيئة يسودها التسامح والتماسك والاحترام وتقبل الآخر.

سوف نحتفي في إكسبو، بإذن الله، بإنجازات خمسين عاماً مضت، وبجهود أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها وإسهامات كل من شارك في تحقيق نهضتها. كما سوف يكون إكسبو نقطة انطلاق لإرساء أسس العمل الجاد والريادة للسنوات الخمسين المقبلة.

إننا في الإمارات، سوف نحتفل في إكسبو دبي بمسيرة تطور الإنسانية، وبإنجازاتها العظيمة، وبفطرتها المحبة للخير والعمل النافع. وسنحتفل في هذا الحدث الدولي بمراحل تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وسنعمل معاً على ضمان استمرار التقدم في مختلف المجالات، وتعزيز التواصل والتعاون بين جميع البشر.

اهتمام دولي

كيف تفسرون الاهتمام الدولي الكبير بالتواجد بقوة في أول إكسبو دولي يُقام في منطقة الشرق الأوسط؟

إن حصول الإمارات على أعلى عدد من الأصوات في تاريخ المكتب الدولي للمعارض خلال التصويت لاختيار المدينة التي ستستضيف هذه الدورة من إكسبو الدولي يجسد الاهتمام الدولي الكبير بتعزيز التعاون والتواصل مع شعوب منطقتنا. وهو أيضاً إقرار بمكانة الإمارات المرموقة على الساحة الدولية، وشهادة فخر بما حققته دولتنا على مستوى التنمية الوطنية والعلاقات الدولية والعمل الإنساني العالمي.

وسوف يكون إكسبو فرصة مهمة للكثيرين لزيارة الإمارات والتعرف مباشرة على هذه المنطقة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وهو ما سيتيح لنا فرصة لتعزيز معرفة العالم بحضارتنا، ودورنا في الوصل بين جميع الثقافات. فنحن نسعى إلى أن يكون إكسبو بداية حقبة جديدة في تاريخ المنطقة عنوانها البناء والنماء والتعايش والانفتاح.

كما سوف يكون إكسبو منصة مُثلى لتعزيز مكانة الإمارات الطيبة في أرجاء العالم، عبر استضافة ملايين الزوار الدوليين في واحد من أعظم المحافل الدولية في جو يسوده الأمن والسلام والتفاهم والحوار، للتعرف على قدرة البشر على إبداع حلول مبهرة تخدم الإنسان ومجتمعه وكوكبه، عندما يضعون خلافاتهم جانباً ويجتمعون معاً لحل مشاكلهم.

أيضاً، سيتيح هذا الحدث الاستثنائي للزوار اكتشاف ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من نمو ورخاء وإبداع بفضل الله عز وجل، ومن ثم رؤية قيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات الأصيل ومساهمة جميع المقيمين على أرضها الطيبة.

مصلحة الإنسانية

توجد دول لم يسبق لها أن شاركت في دورات إكسبو السابقة وتشارك لأول مرة في الإمارات. ما هو السبب؟

تؤمن الإمارات قيادة وشعباً بأن لكل دولة في العالم ولجميع سكان الأرض أدواراً رئيسية في مسيرة تطور الإنسانية، ولا يجوز استثناء أحد، وأنه ليس لنا سوى التعاون والعمل معاً لصون المكاسب التي تحققت وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة الإنسانية والكوكب الذي نعيش عليه.

إن قدرتنا على جمع هذا العدد الهائل من الدول، مع إتاحة الفرصة لعدد منها للمشاركة لأول مرة في هذا المحفل العالمي العظيم، وأن يكون لكل دولة جناحها الخاص، يبعث رسالة واضحة مفادها أن التعاون مع الجميع هو أسلوب حياة في الإمارات.

إننا نعمل من خلال إكسبو على تبني أفضل الأفكار والممارسات بالتعاون مع الشركاء والمشاركين الدوليين بهدف تعزيز ثقافة التسامح في نفوس البشر، ولابد من التسامح ليتم التواصل وتحقيق شعار الحدث «تواصل العقول وصنع المستقبل». وفي أكتوبر المقبل سوف نستقبل ملايين الزوار في وطن يتسع قلبه لسكان الأرض، وفي وطن تتصاعد إنجازاته على مؤشرات التنمية، في وطن يعمل على تعميق ثقافة السلام في نفوس البشر في كل مكان.

أكبر فائدة

كيف تتميز الدول عن بعضها من خلال المشاركة؟ وهل يتم توزيع الأجنحة في إكسبو وفقاً للموقع الجغرافي لكل دولة؟ وما هي أكبر عشر دول مشاركة من حيث مساحة الأجنحة؟

إن تميز أجنحة الدول والجهات المشاركة في الحدث، سواء من حيث المساحة أو التصميم أو برامج المحتوى أو المشاركة الأولى لها، يعكس طموح جميع المشاركين الدوليين للمشاركة في تجسيد شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» وجذب انتباه الزوار والحضور وتحقيق أكبر فائدة من المشاركة في هذا الحدث الدولي التاريخي، الذي يُقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

ولأول مرة، ستكون أجنحة الدول موزعة وفقاً لاختياراتها من بين المواضيع والأنشطة والفعاليات التي يتم تنظيمها، وليس حسب الموقع الجغرافي لكل دولة. وستعرض البلدان المشاركة في أجنحتها محتوى وتجارب مرتبطة بهذه المواضيع والفعاليات، بالإضافة إلى عرض إنجازاتها الوطنية وطموحاتها ومعالم ثقافاتها.

وأكبر عشرة أجنحة دول مشاركة في إكسبو دبي هي أجنحة الإمارات والسعودية واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا والصين والهند وروسيا وألمانيا والكويت.

خطى ثابتة

كيف تستعد الدول للمشاركة في وقت بات العالم بأمس الحاجة للتلاقي والتعاون لمواجهة التحديات؟

تعمل الدول المشاركة جاهدة لتمثيل ثقافاتها ورؤاها للمستقبل في هذا المحفل الدولي العريق، ونمضي معاً في تحقيق رؤيتنا لتجسيد شعار الحدث بخطى ثابتة. بعد أشهر قليلة سيجتمع العالم في هذا المكان لاستعراض ثقافات الإنسانية وأحدث إبداعاتها وأكثر ابتكاراتها فائدة للبشرية، وسوف يكون إكسبو نافذة أمل وتفاؤل بغدٍ واعد لشعوب المنطقة والعالم.

وأريد هنا أن أؤكد أن جدول الفعاليات في إكسبو حافل بالأنشطة المتنوعة والشاملة، كما أنه سوف يشهد إقبالاً كثيفاً من المشاركين الدوليين الراغبين في تعزيز تواجدهم ومساهماتهم في أكبر عدد من هذه الفعاليات والأنشطة خلال الحدث.

وذلك بفضل شمولية وتنوع أجندة الفعاليات والأنشطة التي تغطي كافة المجالات، بدءاً من المعارض والمؤتمرات والندوات ووصولاً إلى ورش العمل والفعاليات الترفيهية والأنشطة الثقافية.

دعوة عالمية

هل تتوقعون أن يكون «إكسبو 2020 دبي» الأكثر شمولاً في تاريخ إكسبو الدولي؟

نعم، سيكون «إكسبو 2020 دبي» الدورة الأكثر شمولاً وعالميةً على الإطلاق في تاريخ إكسبو الدولي، وهو ما يبرز قدرة الإمارات على جمع العالم تحت سقف واحد.

وفي مكان يضم أروع المباني الهندسية والمعمارية المذهلة في العالم بهدف تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، وخدمة المصالح الوطنية السلمية للدول، وتعزيز العمل التعاوني بين الشعوب والمنظمات والبلدان لإيجاد حلول عملية لكثير من التحديات التي يواجهها العالم في هذا العصر.

إننا نرحب بجميع المشاركين الدوليين والشركاء والمنظمات ومجتمع الأعمال العالمي وملايين الزوار، وندعوهم إلى مشاركة متميزة في أول إكسبو دولي تستضيفه المنطقة العربية، للعمل والتعاون معاً لتدشين عهد جديد، ركائزه التفاؤل والتفاهم والتعاون لإيجاد حلول فعالة لأهم التحديات البيئية والاقتصادية والعلمية التي تواجهها الشعوب والحكومات.

ومع تبقي أقل من سبعة أشهر على انطلاق هذا الحدث الدولي المهم للغاية، فإننا ندعو الجميع لزيارتنا ونقول بحفاوة أهل الإمارات، وبتحيتهم العربية الأصيلة «حياكم على أرض الخير؛ حياكم الله في إكسبو الإمارات».

فرصة مميزة لتبادل وجهات نظر جديدة

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن أنظار العالم تتجه إلى انطلاق فعاليات إكسبو في الأول من أكتوبر من العام الجاري، باعتباره ضمن أوائل الأحداث الدولية الضخمة التي ستعقد في خضم الجائحة.

كما سيكون فرصة مميزة لتبادل وجهات نظر جديدة ملهمة، والانخراط في حوار بناء، وتوسيع آفاق العمل المشترك بين الجميع. سوف يكون إكسبو، بإذن الله، مجالاً للتعبير عن الرغبة القوية لدى الدول والشركات والشعوب في عودة الحياة لطبيعتها واستئناف الأنشطة في كافة المجالات الاقتصا

دية والثقافية والسياحية والترفيهية، وبالتالي سوف يكون إكسبو محركاً رئيسياً لمسيرة التعافي العالمي خلال الفترة المقبلة ويساهم في إنعاش الروابط والصلات الدولية.

وأضاف: إن جميع الدول المشاركة وعلى الرغم من التحديات الجسيمة التي فرضتها الجائحة على الجميع، تواصل بكل تصميم، التزاماتها بالمشاركة الفاعلة في إكسبو بمساحات جيدة ومبان مميزة ومضامين متفردة، انطلاقاً من تزايد أهميته الحيوية في هذه المرحلة بالذات التي تتطلب مزيداً من التعاون والتكاتف بين الدول والشعوب وتفعيل التواصل الإيجابي والمباشر بين الحكومات والشركات والأفراد لمشاركة الخبرات واكتشاف الفرص الواعدة وتفعيل الجهود المشتركة لتطوير حلول ناجعة لتحديات التي تواجه العالم وصياغة ملامح مستقبل أفضل للجميع.

Email