«مبادلة» تقود جهود بناء اقتصاد الهيدروجين في الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتبنى شركة «مبادلة للاستثمار»، صندوق الاستثمار السيادي لحكومة أبوظبي، خطة لإعادة الهيكلة لمضاعفة حجم أصولها بحلول 2030، حيث تتضمن إجراء تغييرات هيكلية على قطاعات الأعمال بهدف تعزيز الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية والعلوم الحيوية وغيرها من القطاعات الاستثمارية المرتبطة بالتوجهات المستقبلية للدولة، إلى جانب مواصلة استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة.

وتضمنت خطة «مبادلة» تعزيز دور أصولها المخصصة لمحفظة قطاع «الاستثمار في الإمارات» لدعم خطة التحوّل الاقتصادي للدولة، والتي تهدف لاستقطاب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم وتوفير المزيد من فرص العمل إلى جانب بناء كوادر وطنية متميزة، حيث يضطلع القطاع بدور حيوي في تسريع وتيرة النمو والتحول الاقتصادي لدولة الإمارات، وتطوير شركات وطنية رائدة عالمياً، وتأسيس وتنمية التجمعات الصناعية والتجارية الاستراتيجية، وعقد شراكات مع الشركاء العالميين.

وتشمل محفظة قطاع «الاستثمار في الإمارات» أصولاً في قطاعات متعددة تشمل الطاقة والمعادن وصناعة الطيران والتكنولوجيا والرعاية الصحية والعقارات والبنية التحتية. كما ستعمل المحفظة على احتضان وتطوير مبادرات جديدة تهدف لجذب المستثمرين، بهدف تنمية هذه القطاعات، وتأسيس مجمعات صناعية وتجارية استراتيجية جديدة في الإمارات لتعزيز الأرباح وتحقيق نمو مستدام.

قطاع واعد

وتركز محفظة قطاع «الاستثمار في الإمارات» على البحث عن الفرص الاستثمارية التي تواكب التوجهات المستقبلية لدولة الإمارات وتحقق أهدافها للتنمية المستدامة وتعزز ريادتها في قطاع صناعات المستقبل، وعلى رأسها قطاع «الهيدروجين» كأحد القطاعات المستقبلية الواعدة، والذي من شأنه إحداث نقلة نوعية في المساعي الخضراء الرامية إلى تعزيز أسس الاستدامة وترسيخ ركائز الاقتصاد الأخضر.

وتضطلع «مبادلة للاستثمار» بدور بارز في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تبوء الريادة في هذا القطاع، وترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً لتوريد الطاقة النظيفة، في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو الحد من الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من موقعها الفريد الذي يؤهلها لإنتاج وقود الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة نسبياً بفضل وفرة موارد الطاقة الشمسية، والمكانة الفريدة لدولة الإمارات باعتبارها أحد أبرز اللاعبين الفاعلين في منظومة الطاقة العالمية.

وأخذت «مبادلة» زمام المبادرة لتطوير اقتصاد الهيدروجين العالمي، حيث انضمت إلى مجموعة المستثمرين التابعين لمجلس الهيدروجين، حيث شاركت في تأسيس «ائتلاف أبوظبي للهيدروجين» ، حيث ستعمل على توظيف مجموعة شركاتها وشبكتها الواسعة من شركاء التكنولوجيا والاستثمار في خدمة أهداف الائتلاف الرامية إلى تعزيز ريادة أبوظبي كمصدّر موثوق لوقود الهيدروجين إلى الأسواق الدولية، وذلك عبر توظيف القدرات الفريدة للائتلاف والاستفادة من المزايا التنافسية وتوظيفها لبناء اقتصاد هيدروجين قوي في الإمارات.

وتزامناً مع تأسيس «ائتلاف أبوظبي للهيدروجين»، عقدت «مبادلة» شراكة استراتيجية مع شركة «سيمنس» للطاقة، للاستفادة من البنية التحتية القوية لإمارة أبوظبي لإنتاج وبيع الهيدروجين الأخضر، والتي تمثلت أولى مبادراتها في السعي لإنشاء محطة تجريبية في مدينة مصدر بموجب اتفاقية خاصة بين شركة سيمنس للطاقة وشركة «مصدر»، وعدد من الشركات والمؤسسات الأخرى ضمن سلسلة توريد الهيدروجين الصديق للبيئة والمتخصصة في تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين وتوزيعه وتهيئته للاستخدام النهائي.

بديل آمن

وأكد مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لقطاع «الاستثمار في الإمارات» التابع لـ «مبادلة للاستثمار» لـ «البيان الاقتصادي»، تزايد أهمية قطاع الهيدروجين الأخضر مع تنامي الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية وبناء مستقبل أكثر استدامة، الأمر الذي أكسب الوقود الجديد اهتماماً متزايداً من قبل الحكومات والمستثمرين لدوره في خلق فرصٍ استثمارية واعدة. وأشار إلى أن الهيدروجين الأخضر سيساهم وبشكل كبير في تحولات الطاقة العالمية مستقبلاً، حيث يعد بديلاً آمناً للوقود الأحفوري يتميز بانخفاض انبعاثاته الكربونية.

وقال: تتمثل مهمتنا في «مبادلة» في تحقيق عوائد مالية مستدامة للإمارات، وتوظيف الاستثمارات لبناء مستقبل مستدام. ومن هذا المنطلق، وفي إطار جهودها لاستشراف المستقبل، يبرز الهيدروجين الأخضر كأحد القطاعات الاستثمارية الواعدة التي ستساهم في رسم معالم المستقبل، لما يوفره من فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية للعالم أجمع.

وأشار إلى أن الزخم العالمي المتزايد لتطوير أسواق جديدة للوقود المستدام والخالي من الانبعاثات الكربونية يوفر فرصة مهمة للإمارات لتطوير قدراتها في إنتاج الهيدروجين الأخضر، واغتنام الفرص الناشئة والمتوفرة في هذا السوق، ومواكبة التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة وضمان الحفاظ على ريادتنا في القطاع. وفيما تعمل «مبادلة» وبشكل مستمر على اكتشاف الفرص الاستثمارية التي تحقق أعلى العوائد المستدامة، فإننا نستشرف فرصاً قيّمة لتسريع وتيرة جهود الاستثمار في هذا القطاع لتصبح الإمارات مساهماً رئيسياً رائداً في اقتصاد الهيدروجين العالمي.

الهيدروجين الأخضر

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر» إن الهيدروجين الأخضر سينافس مصادر الوقود الأحفوري بحلول 2030 إذا ما تم دعم تطويره بالشكل المناسب. وأكد أن «مصدر» تسخّر كل إمكاناتها لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز منظومة الابتكار والاستغلال الأمثل لتطبيقات الهيدروجين الأخضر والاستفادة من دوره المحوري في الحد من انبعاثات الكربون، وإرساء أساس متين لبناء اقتصاد مستدام في الإمارات. وشدد على أن الهيدروجين الأخضر سيشكل مصدر طاقة للصناعات الثقيلة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

وأوضح أن التوجه للاستثمار في وقود الهيدروجين ينسجم مع أهداف «مصدر» بتعزيز مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً لتوفير حلول مبتكرة للطاقة وضمان استدامتها. كما يؤكد التزامنا بدعم جهود الدولة لخلق مستقبل مستدام وتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة، وما يوفره ذلك من مزايا اقتصادية وبيئية.

تنويع اقتصادي

وفي ظل مساعي الإمارات لتنويع مصادر الطاقة لتتضمن إلى جانب النفط والغاز كلاً من الطاقة المتجددة والنووية، فضلاً عن توليد الطاقة من النفايات، فإن إضافة الهيدروجين إلى مزيج الطاقة من شأنه دعم استراتيجيات التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وتعمل «مصدر» منذ أكثر من عقد من الزمان على إنتاج وتوليد الهيدروجين من الطاقة المتجددة، حيث تبدو الفرصة مواتية حالياً لتسريع جهود الاستثمار في هذه التقنية، والاستفادة من المقومات التي تتمتع بها الإمارات من الموارد الطبيعية وأشعة الشمس الوفيرة، والبنية التحتية والخبرة في قطاع الطاقة، لتقود جهود تطوير اقتصاد الهيدروجين في أبوظبي ودفعها لتكون مساهماً رئيسياً في اقتصاد الهيدروجين العالمي.

غاز الهيدروجين

وتسارع دول العالم لإيجاد حلول مستدامة للطاقة خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة. ومن هذا المنطلق، اتفقت الجهات الفاعلة في مجال الطاقة حول العالم على أهمية تقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري وتطوير مصادر جديدة بعيداً عن النفط والغاز. وفيما يرى الخبراء ضرورة وقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول 2050، شهدت الفترة الماضية تركيزاً كبيراً على الهيدروجين كأحد الحلول المجدية لهذا التحدي.

إنتاج

وتوقع تقرير أصدرته شركة «استراتيجي آند الشرق الأوسط» أن يصل حجم السوق العالمية لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى 300 مليار دولار بحلول 2050، وأن يساهم في توفير نحو 400 ألف فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم. ومن المُتوقع أن يصل الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر إلى نحو 530 مليون طن متري بحلول 2050، ليكون بديلاً عن حرق نحو 10.4 مليارات برميل نفط.

وقود المستقبل

يعتبر الهيدروجين أخف الغازات وأكثرها تواجداً في الكون، وهو عنصر لا يوجد منفرداً في الطبيعة، بل يكون متحداً مع عناصر أخرى ليشكل مركبات كيميائية مختلفة، سواء أكانت هذه المركبات في الحالة الغازية كالغاز الطبيعي، أم السائلة كالماء، أم الصلبة مثل المركبات الهيدروكربونية. ويمكن القول إن الهيدروجين هو وقود المستقبل حيث إنّه يطلق الماء والحرارة فقط عند حرقه. ويشكل وقود الهيدروجين خياراً واعداً للحدّ من الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل، كما يُستخدم في توليد طاقة حرارية عالية تلبي حاجة الصناعات الثقيلة.

Email