«إكسبو»: الجائحة عززت أهمية أهداف التنمية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مشاركون في أحدث جلسات محادثات إكسبو 2020 دبي، التي عقدت أمس افتراضياً، أن التحديات التي فرضتها الجائحة على العالم أجمع عززت أهمية العمل الجماعي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ودعوا إلى ضرورة التحرك لتعزيز مشاركة الجميع في هذه المهمة في ظل الفرص التي تزخر بها والحاجة الملحّة لها.

وتأتي جلسة «الأهداف العالمية» ضمن سلسلة من مباحثات الموضوعات العشرة التي تجمع صنّاع سياسات وقادة فكر بارزين مع مشاركين من إكسبو 2020 دبي والجمهور، للمساعدة على تشكيل ملامح المحتوى الملهم والمباحثات التي ستجرى في الحدث.

ضرورة

وفي كلمة ألقتها في الجلسة أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي أن جائحة كوفيد 19 تسببت في تعطيل الجهود العالمية المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلا أنها عززت في الوقت ذاته مدى أهمية وإلحاح العمل على هذه الأهداف ودعت إلى ضرورة التصرف بشكل مختلف والبدء بذلك فوراً.

زوار

وكشفت عن أن جناح الاستدامة «تيرا» في إكسبو دبي قد استقبل منذ افتتاحه أمام الزوار في 22 يناير الماضي حتى الآن أكثر من 50 ألف زائر، ولفتت إلى أن الجناح يهدف لمساعدة الزوار على فهم الأثر البيئي لما يتخذونه من خيارات يومية، إذ يوظف مبنى الجناح نفسه أحدث الابتكارات التي تمكّنه من إنتاج حاجته من الكهرباء والماء.

وبعد أن يغلق إكسبو أبوابه، سيغدو الجناح مركزاً علمياً للشباب، في المدينة المستقبلية المعروفة باسم دستركت 2020، وقالت: «سألنا زوار الجناح عما قد تحدثه هذه التجربة الفريدة من تأثير في سلوكهم اليومي. ومن المفاجئ والمفرح في الوقت ذاته، أن ما يقرب من 97% من إجمالي الزوار أكدوا أنهم سيغيرون سلوكهم، ويصبحون أكثر وعياً بالبيئة الهشة التي نعيش فيها».

وقالت: على الصعيد الخارجي برز هذا النهج عبر عقود من الشراكة والتعاون. فلطالما كانت الإمارات من أكبر مقدمي المساعدات الإنمائية الرسمية عالمياً، بالنسبة لدخلها القومي، ونحن في طليعة تقديم اللقاحات والخدمات اللوجستية ذات الصلة على صعيد عالمي، إذ نسرع في تسليم الجرعات للبلدان الأشد حاجة إليها.

نحن أيضاً مؤسسو المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة، وهو ثمرة من ثمار القمة العالمية للحكومات 2018، ومنصة لأطراف معنية متعددة التخصصات من مختلف الحكومات والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، تتيح استكشاف نُهُج مبتكرة لمعالجة التحديات العالمية، ومشاركتها.

دعم عالمي

وأكدت ريم الهاشمي أن نجاح فلسفة الإمارات القائمة على الشراكة تَجسّد في الدعم العالمي لاستضافة الدولة إكسبو، عندما أكدت الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض مجدداً ثقتها وشغفها بإقامة إكسبو دولي في دبي وتابعت قائلة:

نفعل ذلك كله وأكثر، لأنه مسارنا وتاريخنا ومستقبلنا. ونحن نعلم بالفطرة، وعبر عقود من الخبرة، أنه لكي يتطور أي مجتمع بحق، فلا بد من توفير فرص متكافئة وكريمة للجميع. ولا يمكننا التميّز، ما لم نشمل الجميع. ولا يمكننا تحقيق هذا إطلاقاً، ما لم نفعله كافّة وسيدعم هذا المبدأ اجتماعنا في إكسبو 2020 دبي في أكتوبر المقبل.

حين تجتمع أكثر من 200 دولة ومنظمة دولية، فضلاً عن ملايين الزوار، في موقع يمثل فعلياً مدينة المستقبل، في الوقت الحاضر. مدينة ذكية ومستدامة ومتعددة الثقافات إلى حد كبير. مدينة يمكن أن تمثل نقطة بيانات لمسيرتنا نحو أجندة 2030: كيف نقيّم أداءنا؟ وما التغييرات التي يمكننا إجراؤها لضمان بقائنا على المسار الصحيح؟

مستقبل أفضل

ومن جانبه أكد عبدالله لوتاه المدير العام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، في كلمة ألقاها في الجلسة أن حكومة دولة الإمارات ملتزمة تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في ترسيخ نظام عالمي شامل يحفز التغيير والتنمية المستدامة لبناء مستقبل أفضل للشعوب والمجتمعات.

مشاركة فعالة

وقال إن الإمارات شاركت بفاعلية في صوغ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، لإيمانها بأن الاستدامة مسؤولية مشتركة بين الحكومات والأفراد والقطاع الخاص والفعاليات المجتمعية والمؤسسية كافة.

مشيراً إلى ما حققته اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، والمجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة من إنجازات أسهمت في دعم مسيرة التنمية المستدامة عالمياً، وعززت سمعة الدولة ودورها في إنجاح الجهود الدولية في هذا المجال.

صدى قوي

قالت معالي ريم الهاشمي أن أهداف التنمية المستدامة في الإمارات تلقى صدى قوياً لأننا ندركها في أنفسنا. ونهجها متعدد الجوانب للتنمية يتجسد في رؤيتنا الاستراتيجية، سواء داخل البلاد أو خارجها، إذ يُنظر إلى ما هو أبعد من الناتج المحلي الإجمالي لقياس قيمتنا. من منظور محلي، تشمل هذه الرؤية الوصول إلى الفرص، عبر جودة التعليم والرعاية الصحية.

وهي ألهمت تعيين وزراء للشباب والتسامح والسعادة والمستقبل. وهي لا تتطلب عمل المؤسسات الحكومية وحدها، بل المجتمع بأسره، إذا أردنا تحقيق غايتنا المشتركة نحو مستقبل أكثر ذكاء ونظافة وصحة للجميع.

Email